فين الاعلام من هذا الموضوع يعني ايه بلد شقيق واحنا كمسلمين منعرفش حاجه عنه ازاي يعني هو الكليب بتاع تامر حسني اهم والوشم بتاع عمر هباب اهم
الله يجازيهم
تركستان الشرقية : الدين والقوميةبقلم : هلكوت حكيم
الاسم الذى أطلقه الصينيون على تركستان الشرقية , سنكيانغ , أي " الأراضي الجديدة " فيه أكثر من دليل حول علاقة الصين الإمبراطورية ثم الصين الماوية كدولة استعمارية بتركستان الشرقية وشعبها المسلم. هذه العلاقة الاستعمارية أثبتت نفسها فى ذلك الجزء من التيبت المستعمر من قبل الصين الشيوعية أيضا .
وما الأحداث الأخيرة إلا ردود فعل على السياسة التى تنتجها بكين نحو الأقليات العرقية أو الدينية التى تعيش فى هذا البلد وتريد الحفاظ على هويتها ومقاومة الانصهار فى بوتقة القومية الغالب الهان, الذين يشكلون 92 فى المائة كمن مجموع سكان الصين.
وتفصل بين الصين ودول آسيا الوسطى خاصة قازاقستان وقرغيزستان, أو مع الإمبراطورية السوفيتية سابقا.
لهذا السبب بالذات تحتل تركستان الشرقية موقعا جغرافيا وسياسيا مهما بالنسبة للصين وبالإضافة إلى هذا العامل, فان المناطق الصحراوية منها تضم ثروات نفطية ومعدنية مهمة, بل لم يتم حتى الآن استثمارها إلا قليلا وفيها أيضا آبار غنية بالغاز الطبيعي وفحم.
ويقدر المخزون من النفط فى تركستان الشرقية بحوالي 200 مليار برميل أي ما يعادل تماما ثلث ما لدى الصين من النفط المخزون . وفى تركستان الشرقية جزء من الطاقة النووية الصينية , وما يعنى , بالمفهوم المعاصر, إنها أرض التجارب النووية التى لا يريد أحد إجراءها على أراضيه.
وإذا كان الحضور الصيني فى تركستان الشرقية قديما جدا , خاصة الحضور الاقتصادي الذى تزامن مع بدايات طريق التحرير, إلا أن بسط نفوذ بكين على هذه المنطقة يعود إلى القرن الثامن عشر ولم يكن هذا النفوذ فاعلا فى أغلب الأحيان.
وكلما حاول الصينيون إخضاع السكان أكثر فأكثر لسلطاتهم وأجهدوا ردود فعل قوية أعربت عن نفسها منذ أواسط القرن السابع عشر بسلسلة من التمردات والانتفاضات استمر بعضها سنوات طويلة كتلك التى بدأت فى 1865 ولم يستطع الصينيون إيقافها إلا فى 1878م, وبعد الكثير من الضحايا التى تركت آثارها فى الذاكرة الصينية حتى يومنا هذا.
فى أواخر القرن الماضي صارت تركستان الشرقية منطقة صراع بين الروس والصينيين على النفوذ فيها. وكادت مرات عديدة أن تصبح ضمن الإمبراطورية الروسية أولا والسوفيتية فيما بعد .
إلا إنه استطاعت خاصة بعد صراعات داخلية عنيفة, تميزت بطابع عشائري وإثني, الحصول على نوع من الاستقلال الذاتي بمساعدة ومؤازرة موسكو, وتم تشكيل " جمهورية تركستان الشرقية " فى 1944م.
واستمرت هذه الحالة حتى عام 1944 حين قرر زعماء هذه الجمهورية " العودة إلى أحضان الصين "
ومع أن المنطقة حصلت فى عام 1955 على اسم " جمهورية أويغور المستقلة لسنكيانغ " إلا أن السكان لم ينسوا سنوات الاستقلال التي أصبحت المحرك الروحي والفكري للحركات التي تطالب بالاستقلال عن الصين.
ومع أن شعب تركستان الشرقية الأصليين, أي الأويغوريين الذين لا يزيد عددهم عن ثمانية ملايين نسمة (واحد ونصف فى المائة من المجموع الكلى لسكان الصين ونصف سكان تركستان ويقدر عددهم الكلى ما بين عشرين وخمسين مليون نسمة) , إلا أنهم يشكلون قومية نشطة جداً من الناحية السياسية , وربما أكثر الشعوب نشاطاً فى الصين (إذ تقدر نسبة المسلمين فى الصين بحوالي اثنين ونصف فى المائة من السكان) , فلم يتوقف الأويغوريون فى السنوات الأخيرة من التحرك وإظهار رغبتهم فى الانفصال عن الدولة الصينية إلى حد أقلق معه كثير سلطات بكين كثيراً.
وقد وصلت الأزمة بين الحكومة المركزية والحركات الانفصالية فى تركستان الشرقية إلى ذروتها فى الحوادث الأخيرة.
فسياسة الدولة الماوية كانت استيطانية بكل معنى الكلمة فى هذه المنطقة كما فى التيبت فنسبة الهان فى تركستان الشرقية لم تكن تزيد على ستة فى المائة من مجموع السكان فى عام 1949 م . أما نسيتهم اليوم فإنها تتجاوز حسب التقديرات الصينية , نصف السكان . ففي العاصمة أورومتشى وحدها تبلغ نسبة السكان الهان أكثر من ثمانية فى المائة. وأصبحت العلاقة بين السكان الأصليين والهان كعلاقة المستوطنين مع الأويغوريين المستعمرين.
وكانت السياسة الاقتصادية والثقافية تميز بين السكان بشكل واضح عبر السكان الأصليون عن رفضهم لها مرات عديدة منذ أكثر من عقد.
وقامت الحكومة منذ عام 1964 بثلاث وأربعين تجربة نووية فى تركستان الشرقية . وأدى بعض هذه التجارب إلى خلق أزمات سياسية بين الأويغوريين والسلطات الصينية كانت فى بدايتها احتجاجات إيكولوجية .
لقد أدركت الصين خطر الاستمرار فى سياستها تجاه الشعوب المسلمة لا على منطقة تركستان الشرقية فقط, بل على مصالحها فى الدولة الإسلامية أيضا.
فأخذت تتبع سياسة مختلفة بأمل السيطرة على الوضع المقلق فى هذه المنطقة خاصة, فقررت العودة إلى استعمال الأحرف العربية لكتابة الأويغورية والقازاقية بدلا من الأحرف السيريليكية أو اللاتينية. وبدأت تفتح المدارس الدينية لتعليم القرآن وزادت من بناء المساجد. وساعدت على ترجمة القرآن إلى اللغة الأويغورية إلا أن المشكلة ليست إلا فى بدايتها, والإسلام بالنسبة للأويغوريين عامل توحيد ومحرك سياسي, لا نظام سياسي أو أيديولوجية سياسية يبنون عليها مستقبلهم, فهو يوحدهم فى مواجهة العدو الصيني. إنها مسألة قومية بين شعب مضطهد وحكومة تحاول صهره بكل الوسائل.
جريدة الحياة
المفضلات