رجل .... والرجال قليل ( محمد عمر )
منذ ست سنوات عرفت هذا الرجل .... محمد عمر .... هذا هو اسمه
كان امام المسجد الصغير المجاور لسكني بالعباسية .... لم يكن امام بصفة دائمة
بل كان يصلي بنا في رمضان صلاة التراويح وصلاة التهجد
كان يختم القرآن معنا كل عام مرتين مرة في التراويح ومرة في التهجد .... غيبا ... فقد كان من حفظة كتاب الله ... كان من اهل الله وخاصته
عن انس رضى الله عنه قال,قال رسول الله: (ان لله تعالى اهلين من الناس , قالوا يارسول الله من هم؟قال: هم اهل القرآن اهل الله وخاصته) ...
ليس هذا فحسب .... تلاوته صحيحة لأبعد الحدود ... صوته في منتهى العذوبة و الخشوع
كان يسكن في عمارة بجوار المسجد مع زوجته وابنه الصغير ... سيف الدين
وانتقل الي سكن آخر على بعد محطتين اتوبيس ... في شارع احمد سعيد ... لكنه كان مواظب علي الحضور في رمضان ليصلي بنا .... يوميا .... لا اذكر انه اعتذر في اي يوم ... فأصبح احد اهم علامات رمضان بين اهل المسجد
...في العشر الاواخر من رمضان كان يأتي بالدراجة ويصلي بنا التراويح بجزء كامل ... ويذهب ليرتاح ساعات قليلة ويعود مرة اخري في الواحده صباحا ليصلي بنا التهجد بثلاث اجزاء يوميا ... ويذهب الي بيته بالكاد قبل الفجر بدقائق قليلة
وبعد 4 اعوام بنفس المنوال .... وعند اول ليلة في صلاة التراويح طلب ان يوصله احدنا ممن لدية سيارة لعدم وجود مواصلات قبل الفجر .... وهنا اكتشفنا انه انتقل للسكن في مدينة نصر ... الحي السابع ... وانه يأتي كل هذه المسافة يوميا منذ اول رمضان ... ونحن لا نعلم ....
ورمضان الماضي كان السادس له معنا .... ارتبطنا به وتعلق قلبه بنا وبمسجدنا ......
هذا الرجل لم يكن يتقاضى اي مقابل مالي مقابل ما يقوم به .... فقط لوجة الله تعالى .....
وبعد هذا المجهود يذهب لعمله صباحا ... وكذلك لدراسته ... فهو يحضر رسالة الماجستير في الفقه المقارن بالازهر الشريف ...
بقى ان اخبركم بان الشيخ محمد عمر ليس مصريا .... بل ليس عربيا ..... انه تركستاني ....جواز سفره صيني
وجنسيته الرسمية صيني
تركستان الشرقية كانت بلد مسلم مستقل ... احتلته الصين بعد الحرب العالمية ..... ومارست فيه ابشع انواع القمع ضد السكان المسلمين ( حوالي 25 مليون حاليا )
فقد جلبو اليهم ملايين المهاجرين لتقليل الغالبية المسلمة وتغيير هوية البلد
التعليم الاسلامي ... ممنوع المدارس تدرس التعاليم الشيوعية الملحدة
بناء المساجد ... ممنوع فنقص عدد المساجد من 18 الف الي 9 آلاف
تحفيظ القرآن .... ممنوع
وبعد كفاح سمحو لكل شيخ بتعليم عدد محدد قليل جدا من الاطفال
فلجأ الناس الي الكهوف في الجبال بعيدا عن اعين الحكومة الشيوعية لتعليم اولادهم القرآن
ومن ضمن النتائج التي حصل عليها المسلمون بعد كفاح مرير بعض البعثات التعليمية للأزهر الشريف ضمن اتفاقية مصرية صينية قديمة .... ومنهم كان محمد عمر
ولا نزكي على الله احدا .....
واليوم بعد صلاة العشاء ..... ودعته ..... فقد اتم رسالة الماجستير وحصل كذلك علي إجازة بسند متصل الي رسول الله في رواية حفص عن عاصم
وغدا سيسافر الى بلده بإذن الله ... ليبدأ مسيرته هناك مع ابناء بلده ... لينقل لهم ما تحصل عليه من علم ...
وقد رأيت ان من ابسط حقوقه علي .... ان انقل نبذه عن كفاح بلده في الحفاظ على دينهم .... على الاقل ندعو لهم
بلد قد لا يعرف الكثير انه موجود اصلا
وقد يخلط البعض بينه وبين تركمانستان او تركستان الغربية ( استقلت عن الاتحاد السوفياتي )برغم ان به 25 مليون مسلم مضطهد
ونحن هنا نكاد نقتل بعضنا علشان الكورة .... والكليبات ومعاكسة البنات
أرأيتم ؟؟؟؟
أرأيتم كم نحن صغارا .......
ده رابط الموقع بتاع تركستان .... التي قد لايعرفها معظمنا
http://www.turkistanonline.com/index.php
آسف للإطالة ....لكن كان لازم افضفض .... وماليش غيركم