العلاقة بين مصر والدول العربية .. في الإطار النظرى والنفعي ( البرجماتي )
إذا ما نظرنا إلي طبيعة العلاقات بيننا وبين الدول العربية محاولين تفسيرالأزمة الناشئة حاليا بيننا وبينهم سواء كانت مع الدول الخليجية للتواجد الكثيف للعمالة المصرية أودول شمال أفريقيا والتي نصطدم بها في المنافسات الرياضية .
نستطيع أن نلخص الأمر في وجود واقع تاريخي حل محله واقع يمثل أزمة عند احد الأطراف وهو هنا نحن المصريين .. حيث أن واقع الأمر يأتي موافقا لهوى الكثير منهم .. ( ولهم الحق بالطبع في ذلك .. )
ويمكن أن نفسرتلك الآزمة من خلال جملة في منتهي القسوة وهي : -
" أن صدق قضية ما هو في كونها مفيدة للناس "
بمعني أن القضية هنا أو الفكرة تقول " أننا الدولة الكبرى وحاملة اللواء .. وصانعة التاريخ .. "
فلم نثق نحن في صدق هذه القضية ولا يثقوا هم بذلك كله .. لأن الواقع يفرض نفسه ..
والواقع يقول أنه تدريجيا وبمرور الوقت .. أنعدم التأثير الفكرى والعملي لنا علي هذه الدول .. مع أنتشار ثقافة التفكير العملي ( البرجماتي النفعي ) . علي أغلب أفكار صانعي القرار في دولهم ..
ويصطدم صدق هذه القضية بالقاعدة الثانية ..
" أن العمل والمنفعة هما مقياس صحة الفكرة ودليل صدقها. "
وهذه القاعدة الثانية لم تعد موجودة لدينا .. حيث أننا لم نعد نملك من القدرة علي التأثير العملي أو حتي الفكرى والفلسفي شيئا ..
لذا علينا أن ندرك أن الواقع يفرض نفسه وأن الثقافة الأمريكية هي المنتشرة حاليا ومن يملك زمام الحكم هناك هو الشباب بثقافته الغربية النفعية الحالية حيث أن أغلبهم قد تعلم في الجامعات الإنجليزية والأمريكية ( بديلا عن التعلم السابق في الجامعات المصرية ) . بما يعني بالنسبة لهم .. " أين المصلحة .. " ..
أما ثقافة وحدة الأمة فلم تعد موجودة إلا في الإطار الديني وداخل المساجد وعلي نطاق عالمي وليس أقليميا ( لذا هي عرضة دائما للأستهداف ) . ومع وجود قيادات محلية غير واعية بالقضية أصلا أو مهتمة , وأنتشار الفكر الغيبي التراكمي بيننا نظرا للظروف الأقتصادية السيئة وعدم وجود منهج علمي تقدمي مشترك بيننا وبين تلك الدول تظهر تلك الأزمة ( لنا نحن فقط ) .. حيث أننا نرى أن التاريخ لايجب أن يقول ذلك ..
لكن من يعترف الآن بالتاريخ ...
وبعيدا عن فكرة المؤامرة الدولية لتفتيت هذه الأمة وتحويلها إلي مجموعة من الدويلات فأن سبب الأزمة في النهاية هو أنه قد تم أعادة تشكيل المنطقة وخلق فراغ قيادى أحتلته بجدارة الولايات المتحدة الأمريكية بنفوذها وثقافتها وفكرها وأفلامها , وذلك كنتاج طبيعي لغياب القيادة الأقليمية الرئيسية والتي كانت ممثلة في مصر والتي تم تحجيمها وعزلها ( سواء بإرادتها أو بدون ) مع تهميشها حتي علي مستوى الأعلام الأقليمي ( وقناة الجزيرة شاهد علي ذلك ) .
ومع تقليص دور القيادات الأقليمية الأخرى ( السعودية , العراق , سوريا ) وضرب دول وحصارها علي سبيل ضرب الأمثلة ( ليبيا , الصومال )
نصل إلي نفس النقطة . والتي أظن أن الكثير من شعوب الدول القيادية الأخرى في المنطقة تتعرض لها أيضا وإن كانت بنسبة أقل .. أن القائد الحقيقي الحالي للمنطقة هو الولايات المتحدة الأمريكية .
أما الحل ( المستحيل ) فيتطلب وجود قيادات واعية علي رأس الدول تدرك أبعاد ما يحدث ..
وتملك النية والعزيمة لتغيير الواقع الذى يتجه إلي الأسوأ ...
والله ولي التوفيق ..
المفضلات