*** اندماج أوبل بفيات... لولادة ثاني أكبر صانع بالعالم ***
تسعى كل من فيات الإيطالية وكرايسلر الأمريكية إلى إتمام صفقة الاندماج، التي أعلنت عنها الشركتين مطلع العام الحالي، والاتفاق على الخطوات الأخيرة لوضع الصيغة النهائية لعملية الاندماج المرتقبة في الأيام القليلة القادمة.
وفي سياق مختلف، ذكرت تقارير عالمية اليوم أن جنرال موتورز الأمريكية المتعثرة، قد دخلت هي الأخرى في مفاوضات مع فيات من أجل دمج فرعها في أوروبة، شركة أوبل الألمانية وفرعها فوكسهول في بريطانيا، مع الشركة الإيطالية لتنتقل إليها عمليات العملاق الأمريكي المريض، في كل من أوروبة وأمريكا اللاتينية في عملية اندماج عالمي جديدة.
وحسب التقارير، لن تشتمل عملية اندماج أوبل بفيات على أي شرط يتعارض مع اتفاقية فيات وكرايسلر، الأمر الذي يشير في حال استمرار المفاوضات وفق ما هو مخطط له، أي اندماج أوبل مع فيات من جهة وكرايسلر مع فيات من جهة أخرى، إلى ولادة مجموعة أوبل فيات كرايسلر، لتكون ثاني أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم بعد تويوتا اليابانية، إذ أنتجت الشركة المزمع تحالفها عبر فيات في العام الماضي ما مجموعه 7.05 مليون وحدة.
وبالعودة إلى المفاوضات بين جنرال موتورز وفيات، فحسب الأنباء دخلت جنرال موتورز بشكل فعلي في مفاوضات مع فيات، تدور حول دمج أوبل بالأخيرة دون اشتمال ساب السويدية أو أعمال شفروليه في أوروبة.
وقد صرح مؤخراً الرئيس الجديد لجنرال موتورز فريتز هندرسون، بأن خطة إعادة هيكلة شركته تشمل جعل أوبل وفوكسهول وحدة مستقلة عنها، وهنالك ستة مستثمرين جدد أبدوا رغبتهم في الاستحواذ على الشركة الألمانية، وهؤلاء المستثمرين منهم من يرغب بشرائها ومنهم من يرغب بضمها صناعياً.
وهذا ما يؤكد بأنه وفي حال اندمجت أوبل بفيات، فإن الشركة الإيطالية لن تقوم بتسديد أي التزامات مالية للشركة الأمريكية، على الأقل في السنوات القليلة القادمة، وستكون عملية الاندماج صناعية بحتة، بحيث تقوم فيات بمشاركة أوبل بتقنياتها ومكونات سياراتها والعمل معاً في التطوير والأبحاث، بشكل يعيد ما كان عليه الحال بين الشركتين قبل أربعة سنوات، حين أُجبرت جنرال موتورز على دفع مبلغ 2 مليار دولار لفيات، بعد فشل الشركة الأمريكية في إتمام عملية ضم فيات التي سبق لجنرال وأن استحوذت على 20% من أسهمها في العام 2000، قبل أن تسترجع فيات أسهمها و2 مليار دولار كشرط في حال فشل جنرال موتورز في استكمال عملية الاستحواذ.
وحينها قامت كل من الشركتين بتأسيس تحالف تقني نتج عنه عدة قواعد سيارات مشتركة، كتلك التي تستخدمها فيات غراند بونتو مع أوبل كورسا أو قاعدة ألفا روميو 159 وبيريرا المشتركة مع أوبل فكترا، كما أن أوبل ما تزال إلى اليوم تستخدم بعض من محركات الديزل الخاصة بفيات.
وهذه هي مصادفات عالم السيارات ومشيئة القدر، ففي الماضي كانت فيات ترزح تحت وطأة الخسائر والقرب من الإفلاس، وجنرال موتورز وكرايسلر تصولان وتجولان في عالم السيارات، واليوم تعود الشركة الإيطالية من جديد إلى الحياة لتكون المنقذ المحتمل لصناعة السيارات الأمريكية، بفضل رجل قل نظيره في عالم المال والأعمال والصناعة، هو سيرجيو ماركيوني الذي أطلقت عليه مؤخراً أهم وأول صحيفة اقتصادية في العالم، الفاينتشال تايمز لقب السوبر بطل، بانتظار تتويجه رسمياً في حال سير مفاوضات شركته مع كل من كرايسلر وجنرال موتورز كما يخطط ويتمنى.
(منقـــــــــــــول)