الموضوع: رحت اقدم ورقى فى مطار القاهره

السلام عليكم يا أحلى منتدى :)
لو سمحتم أنا حبيت أشارك بقصة صغيرة حصلت لى شخصياً ، يعنى مش واحد قالهالى و لا سمعتها من حد.
سنة 2006 أنا كنت أعمل فى وزارة الطيران المدنى و الوظيفة كانت معقولة مادياً و أدبياً و كنت مستريح و مبسوط و بشكر ربنا 24 قيراط و فى يوم كنت بقرأ أهرام الجمعة و لقيت شركة مصر للطيران(القطاع التجارى) عاملة اعلان لطلب موظفين (ضابط حركة - ضابط مبيعات - ضابط حجز) و كان نفس الفيلم برضه سحب ورق و تقديم و إمتحانات ، المهم أنا قولت لنفسى : يا واد روح قدم يمكن تتقبل و دى مصر للطيران و الشغل فى القطاع التجارى حلو و كله فلوس و سفر و تذاكر طيران مجانية , قمت عملت أذن ساعتين و شديت على المطار القديم و هناك سحبت الورق عادى جداً زى أى مواطن مع إننى كنت ممكن أقول إننى زميل فى الوزارة يمكن أفلت من الطابور بس بصراحة أتكسفت أعمل كده من المنظر اللى شوفته , آلاف بيحاولوا يسحبوا الورق و كتير منهم عايز يسأل و مش لاقى حد يرد عليه .
و بصراحة الموظفين كانوا بيحاولوا بقدر الإمكان يساعدوا بس العدد كان فعلاً فوق طاقتهم .
المهم ربنا وفقنى و أشتريت الإستمارة و فيها كان موضح الورق المطلوب و عرفت ميعاد تسليم الورق و رجعت المكتب و أنا مش متفائل من الزحام الرهيب اللى أنا شفته بس كان نفسى فعلاً أحاول و يمكن ربنا يكرم (خليكوا فاكرين إنى كنت مستريح فى شغلى و مبسوط إلى حد كبير) بس الإنسان دايماً له تطلعات و حسابات بدون أن يقنع بما كتبه الله له.
كملت الورق المطلوب و أخذت أجازة و كنت فى المبنى الإدارى لمصر للطيران فى اليوم المحدد و هناك كانت الطامة الكبرى ( آلاف آلاف امام المبنى فى عز الشمس ) كله مستنى يدخل مع انى كنت هناك مبكراً !!!
على طول و بدون تفكير روحت للأمن على البوابة و طلبت الدخول بصفتى الوظيفية و طبعاً كنت عارف ناس كثير فى المبنى و دخلت و قدمت أوراقى، طبعا كان مستحيل يعملوا إختبارات لكل العدد أو حتى يقبلوا كل الإستمارات و كان أول قرار أتخذوه هو قبول أوراق خريجى مدارس اللغات أو خريجى كليات تجارة و حقوق و أداب (إنجليزى) و العدد تقريباً أنخفض إلى النصف بعد القرار ده.
و علشان أجيب لكم المفيد تم عمل إختبارات إنجليزى و كمبيوتر ثم تم العرض على لجنة زى كشف الهيئة كده، كنا بنبقى ثلاث متقدمين و يتم سؤالنا فى المعلومات العامة(عواصم دول - عملات - أسماء شخصيات سياسية) و كانت النتيجة بالنسبى لى ممتازة و الأثنين اللى كانوا معايا معرفوش أغلب الإجابات ثم كان السؤال الأخير عن وظيفة الوالد، أنا والدى مدير عام على المعاش و الأثنين اللى معايا واحد والده لواء طيار و الثانى مدير فى شركة ميناء القاهرة الجوى.
شكرونا و بلغونا إن النتيجة حتظهر يوم كذا فى مبنى المطار و توكلنا على الله و مشينا.
فى اليوم الفلانى ذهبت إلى المطار و عرفت إن المتقدمين كانوا فوق الخمسة و عشرين ألف شاب و المطلوب عشرين شاب فقط !!!
و أسماء الأثنين اللى أختبروا معايا كانت أول أسماء فى كشف الناجحين و أنا مش موجود .... طبعاً كنت محبط شوية بس قلت : الحمد لله و مشيت .
يعنى الموضوع كان واسطة 100% .
اللى حصل بعد كده هو اللى مش حتصدقوه :)

بعد مرور 3 أشهر أستلمت جواب مسجل بعلم الوصول فى البيت من شركة مصر للطيران !! عارفين كان فيه إيه الجواب ده ؟
إنذار بالفصل !!! لأننى لم أستلم العمل حتى تاريخه بالرغم من ظهور النتيجة و إعلامى بنجاحى و إختيارى .
طبعاُ روحت جرى على الشركة و هناك قالولى إن إسمى سقط سهواً من الكشف و حاولوا يكلمونى بس التليفون بتاعى كان مكتوب غلط !! و أبلغونى إنى أذهب فوراً لشئون العاملين لإستكمال مصوغات التعيين و إستلام الزى (2 بدلة بمشتملاتهم) !!!!
و كمان سألونى عن أنسب مكتب ممكن يكون قريب لمكان سكنى !!!!
و التعامل كان فعلاً غريب : حذر و إحترام زيادة عن اللزوم و كل شوية واحد من الموظفين يسئلنى : يعنى أنت من غير واسطة ؟ طب قول بس مين واسطتك علشان نخدمه ؟ و أنا أحلف إن مفيش واسطة و محدش طبعاً صدقنى .
المهم أستقلت من الوزارة و الناس كانوا مصممين إنىأعمل أجازة بدون مرتب بدل الإستقالة بس أنا بغبائى رفضت و قولت إن هى دى الفرصة اللى كنت بستناها من زمان و أستلمت فعلا الشغل الجديد و لأسباب عديدة كنت مش مبسوط و مش مندمج فى الشغل (6 ساعات عمل يومياً) و يومين أجازة فى حالة العمل ليلاً.
3 شهور بالضبط و كنت مستقيل و الناس مش مصدقة، اللى قال ده مجنون و اللى قال : ده كان هنا فى مهمة أمنية و خلص و ماشى و اللى خاف أكون متضايق من حد و عايز أمشى و بعدين حأنتقم :))
بس أنا فعلاً كنت عايز أمشى لأنى مش لاقى نفسى فى المكان ده !! و الحمد لله كان مكانى فى الوزارة موجود و الناس رحبوا أن أرجع .
معلهش أنا عارف إننى طولت عليكم بس أنا حبيت أقول إن مش دائما الإنسان بيفكر صح و يمكن ربنا قصد إنى أشوف النعمة اللى كنت فيها و إن الخير مش تدبير العبد ده تدبير الخالق .
كمان أنا عرفت إن اللى معاه فرصة عمل كويسة يحمد ربنا و يسيب الفرصة لغيره يمكن يكون محتاج أكتر منه.
ربنا يوفق الجميع و آسف على الإطالة.