نجحت فيات أخيراً في مساعيها الرامية إلى ضم ثالث صانع للسيارات في أمريكا، وهي شركة كرايسلر التي تتخبط في ديونها ومشاكلها، مما اضطرها إلى إشهار إفلاسها تحت الفصل 11 من القانون الأمريكي، لحماية نفسها من الدائنين.


وستحصل فيات وبشكل رسمي على 20% من أسهم كرايسلر، على أن ترتفع حصتها إلى 35% فور بدء فيات بالاستثمار في الشركة الأمريكية، علماً بأن الاستثمارات ستكون تقنية وليست نقدية، وفي مرحلة ثانية ستصل حصة الشركة الإيطالية إلى 51%، بعد أن تسدد كرايسلر قروضها للخزانة الأمريكية، لتستحوذ بذلك مصانع تورينو الإيطالية على أغلبية الأسهم، ومن غير المستبعد أن يتم الاستحواذ على كامل الأسهم في مرحلة لاحقاً.





وأشار الرئيس التنفيذي لشركة فيات السيد "سيرجيو ماركيوني"، في مقابلة أجريت معه بعد عودته من الولايات المتحدة، إلى أن "الهدف هو تقوية فيات وإعطاء كرايسلر الفرصة لتطهير نفسها".


وستظل كرايسلر تحت طائلة الفصل 11 مدة شهرين، وخلالهما ستحصل على قروض حكومية بمقدار 4.5 مليار دولار، لتنفذ خطة إعادة الهيكلة، واستكمال الانضمام إلى فيات، وأعلنت الحكومة الأمريكية أنها ستسدد 3.5 مليار دولار من ديون كرايسلر.


وأشاد من جهته الرئيس أوباما بالاتفاق بين كرايسلر وفيات، ووصفه بالخطوة الحاسمة لإنقاذ عشرات الآلاف من العاملين في كرايسلر، ومئات الوظائف المرتبطة بنشاط الشركة.


ووفقاً لهذا الاتفاق فإن المجموعة الجديدة فيات - كرايسلر ستصبح في المركز السادس عالمياً حسب الإنتاج في العام 2008،


من جهة أخرى، أكدت فيات وبشكل رسمي تقدمها بطلب لشراء فرع جنرال موتورز في أوروبا، وفي حديث للسيد ماركيوني مع صحفية الفاينينشال تايمز تحدث عن عزم فيات أوتو (فيات أوتو الجزء المختص بالسيارات ضمن مجموعة فيات المتعددة النشاطات) على ضم أوبل وفوكسهول فرع أوبل في بريطانيا "وردت أنباء مؤخراً عن نية GM ربطها مع دايو!" وحتى ساب، بشكل متناقض مع ما أعلنته جنرال موتورز.


ويتمنى ماركيوني ضم أوبل إلى مجموعته الجديدة فيات - كرايسلر مع نهاية شهر أيار الجاري، علماً بأنه يواجه أيضاً منافسة من شركة ماجنا النمساوية على ضم أوبل، وفي حال استطاع ماركيوني ضم أوبل، فستنتج عن هذا التحالف الجديد مجموعة فيات كرايسلر أوبل التي ستتبوء المركز الثاني عالمياً خلف تويوتا، مع مجموع إنتاج يتراوح ما بين 6 إلى 7 مليون وحدة سنوياً، وعائدات تفوق الـ 100 مليار دولار.


وتمتلك فيات مع أوبل كثير من القواسم المشتركة، بفضل محاكاة كل من الشركتين شرائح متقاربة من الزبائن، الأمر الذي سيمكن الشركتين من التشارك في قواعد العجلات للفئاتA,B,C وD، مما سيساهم في توفير أكثر من مليار دولار سنوياً، دون احتساب ما ستوفره الشركتين أيضاً في حال اعتماد محركات وعلب سرعات مشتركة.


ويؤمن وبشدة السيد ماركيوني الذي وقعت شركته أيضاً مؤخراً اتفاقاً مع شركة جوانجزو الصينية للدخول مجدداً إلى سوقها الواعدة جداً بالتحالفات، ويتوقع استمرار 6 صانعين فقط بعد انتهاء العاصفة المالية، المتوقع لها الاستمرار ما بين سنتين إلى ثلاثة كحد أقصى.


وبحسب توقعات الرئيس التنفيذي للشركة الإيطالية، سيتواجد في عالم السيارات شركة أمريكية واحدة، وصانع ألماني كبير، وأخر فرنسي ياباني قد يكون له شريك أمريكي، وصانع ياباني وصانع صيني، وصانع أوروبي.


وفي تحليل فريق الخبرة لدينا لهذا الكلام الأخير من السيد ماركيوني، الذي بات يتمتع بشعبية عارمة في إيطاليا، فإن هذه الشركات ستكون إن صدق حدسه، هي:
1-فورد من الولايات المتحدة.
2-فولكس فاغن ومجموعتها.
3-تويوتا من اليابان.
4-رينو ونيسان وستدخل معهم جنرال موتورز بما سينجو من إمبراطوريتها المتقلصة.
5-فيات مع كرايسلر وأوبل ولا نستبعد أن تندمج مع بيجو - ستروين، التي تجمعها اتفاقيات تعاون معها منذ أكثر من عقدين، سيطرتا بفضل هذا التعاون على سوق سيارات الأعمال التجارية في أوروبة.


6-صانع صيني بفضل الاقتصاد الصيني الذي سينمو ويتعملق.



بينما ستكون بقية الأسماء المعروفة في العالم الآن، أجزاء من هذه الشركات الست التي ستسيطر على عالم السيارات في المستقبل القريب... إن صحت التوقعات.