الآن عَرَفْتُ .. الآن عَرَفْتُ !!..
الآن عَرَفْتُ .. الآن عَرَفْتُ !!..
قصة قصيرة
..
..
أرفعُ جَفْنَيْنِ ثَقِيلَيْنِ كأبوابِ القَلْعَة !!..
تَنْدُو مِنْ صَدْرِي آهةٌ تَتَشَابَكُ و سُعالٌ واهِنٌ !!..
أمدُّ بَصَرِي بَيْنَ خَيالاتِ الحُمَّى لأرَى القادِمَ نَحْوِي مِن بَعِيد !!..
إنه أبي ؟؟!!..
عاد من سَفَرِه سريعًا حين هاتَفَنَا فلم أردَّ عليه كعادَتِي ؛ و أعلمَتْهُ أمِّي أنني مَحْمُومٌ !!..
يدفعُ البابَ متجاهلاً إيَّاها و يُسرعُ إليَّ الخُطَى و أنا في السريرِ ؛ فما يلبثُ أن يُشرِقَ وجهُهُ حينَ يرَى ابتسامتي تُعلنُ رضاي برؤيته قبل أن أغُطَّ في نومٍ عميقٍ دافيءٍ .. بأمانٍ بثَّهُ مَرْآهُ بين ضلوعِيَ المُرتعِشَة ..
داعَبَتْ ثَغْرِيَ أشْبَاحُ ابتساماتٍ عديدةٍ ؛ بَيْنَا شَرِيطُ الذِّكْرَيَاتِ يَمُرّ ..
كَمْ كانَ أبي حنونًا .. و لا يَزَال !!.
ثُمَّ مَدَدْتُ يدي أُدَثِّرُ ولدِيَ المحمومَ و أُقَبِّلُ جَبِيِنَهُ بِوَلَهٍ و قَلَقٍ ؛ و أنا أُرَدِّدُ :
الآن عَرَفْتُ .. الآن عَرَفْتُ !!..
بقلم أبو سهيل