وتوفر المقاعد راحة ركوب من الدرجة الممتازة، ونوعية وطريقة صناعتها أكثر من مميزة، بفضل استخدام الجلد الطبيعي في صناعتها والدقة في خياطتها فضلاً عن مكوناتها الداخلية، كما أن الأمامية منها تتسم بأنها تلتف على الجسم لتثبيته أثناء الانعطاف، وتوفر جميع المقاعد مساحات كافية ورحبة على صعيد الأرجاء، من الرؤوس إلى الأكتاف فالأقدام، وذلك لخمسة ركاب وعلى صعيد المقاعد الأمامية والخلفية، وهذه الأخيرة يجد بها مسند مريح يمكن استخدامه أو طيه في ظهر المقعد.
تصميم لوحة القيادة والمقصورة، يمكن وصفها بالحديث التقليدي، الأمر الاعتيادي لدى VW، فمن خلال النظر إلى لوحة القيادة لا يشعر الفرد بوجود أي لمسات غير مألوفة، فلوحة القيادة عصرية وبشكل بسيط في تصميمها، ويبرز فيها الشاشة الملونة الكبيرة، والتي تتسم بدقة صورتها ووضوحها حتى في ضوء الشمس، إلا أن اللمحات الأجمل في مقصورة غولف الجديدة منحصرة أمام السائق، عبر المقود الرياضي في تصميمه الصغير وأزرار التحكم المثبت عليه وشكلها الرائع، وعتلات تعشيق السرعة خلفه، ولوحة العدادات بدورها نالت قسطاً وافراً من اللمسات الرياضية، عبر التجويفين الدائريين الكبيرين الرائعين في شكلهما الرياضي، والإطارات الكرومية التي يتوسطها شاشة كمبيوتر متعددة الوظائف لعرض كافة ما يلزم السائق من بيانات عن سيارته.
أما بالنسبة إلى التجهيزات... فحدث ولا حرج، من النظام الصوتي العالي النقاوة والمتصل بشاشة الترفيه المتعددة الوظائف المتصلة بكاميرا لعرض الطريق أثناء الرجوع إلى الخلف، والتي تحتوي على ذاكرة داخلية بسعة 10 جيجا بايت، ومداخل الـ USB وAUX إلى المكيف الرقمي الجبار الفعالية، ومقعد السائق الكهربائي الحركة والذي يمكن نفخ ظهره لرفع مستوى الراحة، الأمر المتوفر أيضاً في مقعد الراكب الأمامي، ونذكر أيضاً من التجهيزات المميزة الهاتف والتحكم الصوتي بالأوامر والبراد والمرآة الخافتة للنور وفتحة السقف ومثبت السرعة، وغيرها كثير وكثير من التجهيزات المترفة التي لا تتوفر إلا في أرقى السيارات، كنظام الركن التلقائي، والذي يثير الإعجاب أثناء عمله، إذ يكفي ضغط زر التحكم به وتوجيه مؤشر الانعطاف نحو الجهة التي يرغب السائق في كن سيارته بها، ثم تقوم السيارة بعرض إمكانية ركن السيارة على الشاشة فور عثورها على مكان مناسب، يمكن أن يكون أطول من السيارة بـ 20 سم فقط، أي 10 سم من الأمام و10 من الخلف، وبعد ذلك يضغط السائق الزر مرة أخرى في حال رغب في ركن سيارته ضمن المكان التي عثرت عليه، لتقوم وبثوان معدودة بركن نفسها بدقة لا يستطيع تنفيذه سوى السائقين المهرة.
كما أن غولف تحتوي في جيلها السادس على عدد كبير من تجهيزات الأمان، من 7 أكياس هواء إلى ABS وESP وأضواء ضباب متأقلمة عند المنعطفات، فضلاً عن احتواء المقصورة على عدد كبير من جيوب التحميل وحاملات الأكواب.
أخيراً، يمكن نقل كمية لا بأس بها من الأمتعة في صندوق غولف، والذي يتمتع بمساحات جيدة، غير أنه يعاب قليلاً من جهة قلة عمقه.
المحرك وعلبة السرعة:
إن أفضل ما في غولف الجديدة، ليس هو ما ذكر من روائع في فقرة التصميم والمقصورة، الأفضل هو ما يوجد تحت غطاء المحرك من أحدث ما توصلت إليه كبرى شركات صناعة السيارات في أوروبة.
فالمحرك الجديد المؤلف من أربع أسطوانات بسعة صغيرة، تبلغ 1.4 لتر ولكن مع وجود شاحن هواء مزدوج "توربو" بات بإمكان هذا المحرك توليد طاقة جبارة بالنسبة إلى استطاعته، بواقع 160 حصاناً عند 6.000 دورة في الدقيقة، وعزماً كبيراً يبلغ 24 كغ.م عند 2.000 دورة في الدقيقة، وهذه الأرقام أفضل من معظم محركات الـ 2.0 لتر الموجود في كثير من سيارات اليوم.
ويأبى هذه المحرك المتطور TSI نقل طاقته إلى العجلات الأمامية إلا عبر علبة سرعات لا تقل عنه شأناً، وهي DSG الجديدة من سبع نسب أمامية من VW المميزة باحتوائها على صحني فاصل واصل "دبرياج" بطريقة ميكانيكية معقدة فعلياً، إلا أنها تضمن عدم انقطاع عزم المحرك عن العجلات أثناء تبديل بين السرعات، بعكس معظم علب السرعة اليوم، وهذا النوع هو ما سنشهد في المستقبل القريب انتشاره بشكل قد تنقرض به علب السرعة اليدوية والأوتوماتيكية، لأنها تجمع أفضل ما تتميز به كلاً منها.
ويمتاز هذا المحرك باستهلاكه المنخفض للوقود وبواقع يفوق 300 كم لكل 20 لتراً من الوقود... علماً بأن غولف الجديدة لا تحتاج إلى أكثر من 8 ثا للوصول إلى سرعة 100 كم من التوقف، لتبلغ 220 كم/سا كحد أقصى.
على الطريق:
وصلنا الآن إلى الجانب الأهم، المكان الذي ستترجم به غولف الجديدة كل ما ذكرناه سابقاً، وهو الطريق... افتح أبواب غولف 6 العالية الجودة، ثم أغلقها لتتمتع بنوعية صناعتها، اجلس على المقاعد الرائعة في راحتها واحتوائها للجسم، وتمتع بما ترغب من عوامل الرفاهية المطلقة...
وبعد، ادر المحرك، ولن تسمع سوى دوران هادئ ومتزن للمحرك، وعزل مذهلاً للمقصورة عن شتى أنواع الضجيج الخارجي، ثم يأتي وقت الانطلاق، الذي يوصف بالرائع جداً والسلس والنشط بفضل المحرك وعلبة السرعة.
تتسارع سيارتنا اليوم بشكل باهر وخاطف وتنتقل من سرعة إلى سرعة بخفة ودون أي انقطاع في العزم، ولا وجود عداد دوران المحرك لما شعرنا قط بوجود علبة سرعة! وعند التسارع بالسيارة لن تستطيع قط التوقف عن التبسم، ويزيد من المتعة الثبات العظيم لها على المنعطفات، علماً بأن هذا الثبات لا يؤثر سوى بشكل طفيف على راحة الركوب الأكثر من جيدة.
المقود سلس جداً ويتجاوب بشكل رائع، وحجمه الصغير وشكل مركزه الصغير يعزز من شعور السائق بالأنفاس الرياضية للسيارة، وتزيد الفرامل الممتازة هذا الشعور وتعزز ثقة السائق.
وأخيراً، وبعد تجربة شيقة جداً لنا مع غولف الجديدة، خرجنا بالخلاصة التالية:
غولف في جيلها الجديد، هي سيارة أنيقة التصميم مع كم كبير من المشاعر والعواطف في شكلها الذي لا يشبع الناظر منه، وهي سيارة مترفة بحجم صغير، يمكن اعتمادها كرمزاً للجودة، تقنياتها سباقة لعصرها، وأجزائها الميكانيكية ثورية وعظيمة... وهي أفضل سيارة موجودة في سورية لو كان سعرها أكثر منطقية.
أتمنى يعجبكم الموضوع
المفضلات