وحدة مرور فيصل ودورها في إحياء التراث العربي
[justify]قضيت الاسبوع الماضي في وحدة مرور فيصل لتجديد الرخصة، وعلى الرغم اني في البدابة قابلت ناس وحشة ومتشائمة وواخدة انطباع سيئ عن مرور فيصل ... ناس مفترية بتكره الحكومة مش عارفين انها عارفة مصلحتنا كويس جدا
انا كانت ليا نظرة مختلفة عن كل الناس في المرور، والحمد لله بعد الرحلة دي خرجت باكتشاف مذهل اعتبره اختراع الا وهو ان مرور فيصل يقوم بدور جبار في احياء التراث العربي القديم !!! ارجوكم محدش يقول عليا مجنون، ولا تحكم قبل ان تقرأ السطور القادمة !!!
الناس كانت متشائمة الا انا ، لانس رأيت ما وراء الاحداث، لم انظر لما حدث بسطحية ، ودايما كنت بحط نفسي مكان الحكومة.
برغم ان المرور بيفتح الساعة 9 ومعاده الرسمي 8
وبرغم انك ممكن تقضي 8 ساعات في اليوم الواحد منهم 7 ساعات في طوابير
وبرغم انك ممكن تقف طابور واحد لمدة 3 ساعات عشان تختم البطاقة
وبرغم انك ممكن تقف ساعتين في طابور ولما توصل للموظفة تقولك تعالى بكرة لما الرخصة تنتهى
وبرغم انك ممكن تقف ساعتين في طابور عشان الموظفة تحدد لك ضريبة العربية وتبعتك تدفعها
وبرغم انك ممكن تروح الخزنة وتقف طابور عشان تدفع الضريبة
وبرغم انك لما ترجع لنفس الموظفة بتقف طابور تاني لمدة ساعتين ع الاقل عشان تحدد لك تأمين نمر العربية
وبرغم انك تروح تقف في الخزنة حوالي ساعة ونص وتدفع تأمين النمر
وبرغم أن بترجع لنفس الشباك ونفس الموظفة لكن تبدأ طابور جديد وتسلم الورق
وبرغم انك ممكن تنتظر ساعتين لسماع اسمك واستلام الرخصة
وبرغم انك لما تسمع اسمك مش بتستلم الرخصة على طول
وبرغم انك بتاخد ورقة تروح تسلم بيها النمرة القديمة
وترجع تنتظر اسمك وتاخد الرخصة
استنى ... لسة
وبرغم انك بترجع لنفس شباك تسليم النمر القديمة وبتقف في طابور وتستلم النمر الجديدة
برغم كل دا يا جماعة، انا بعد التجربة دي عرفت قيمة الحكومة، وعرفت انها فعلا بتفكر في مصلحة الشعب وندمت لما افتكرت اني كنت اكتر واحد بيفتري ع الحكومة، كل اللى حصل دا واره مغزي كبير جدا ومفيد جدا، تعالوا اقولكم.
أولا: كثرة الطوابير
ده وراه معاني كبيرة جدا، اولا تدريب المواطنين على الطوابير، تعليم المواطن الصبر، انا شخصيا اكتسبت لياقة الطوابير ومن يومين كنت في دريم بارك وعرفت اني هاقف طابور كبييير عشان اركب الشلال ، ووقفت طابور تافه طوله 50 متر بس واستمر لمدة ساعة واحدة بس، ساعتها بس عرفت قيمة طابور المرور ولولا اني اتدربت كويس ما كنت قدرت اواصل، وانا اعتز جدا برقمي القياسي في الطوابير وهو ساعتين وتلاتة واربعين دقيقة وستة وخمسين ثانية وخمس اجزاء من الثانية. يعني اي واحد اتخرج من مرور فيصل يقدر وهو مطمن وكله ثقة انه يروح يطلع بطاقة أو يتجرأ ويشتري عيش !!
ثانيا: تفتيت الاجراءات
دي يا جماعة ليها حكمة كبيرة جدا جدا، فهى خير تطبيق لمبدأ "خلي المواطن صاحي" وطبعا دا فيه تنشيط للياقة الذهنية والبدنية للمواطن، بالاضافة الى تنشيط خلايا المخ، واعتقد ان الحكومة ليها هدف استراتيجي وهو ان يصل المواطن الى القيام بـ 12 اجراء في اليوم الواحد، وهو الحلم الى لو اتحقق الناس كلها هاتخلص اجراءتها في المرور في 5 ايام بس !! ودا طبعا هايكون انجاز مابعده انجاز للسادة المسؤولين.
ثالثا: إحياء التراث العربي
وهذا هو الاكتشاف العبقري الذي توصلت اليه بعد ما تأملت فيما حدث، فعلا يا جماعة وحدة مرور فيصل كل يوم وكل دقيقة تحيي التراث العربي الجميل وهو ما لم يستطع العلماء الجهابذة ان يقوموا به، في اي مكان داخل المرور نتتظر فيه سماع اسمك لاستلام رخصة مثلا او أي شيئ تجد ان الميكرفون بايظ والسماعة مش شغالة، فتلاقي الموظف ينادي ع الاسم وطبعا العدد كبير من الناس ودوشة كتييير جدا يعني محدش يسمع حاجة، وهنا تكمن العبقرية ويتحقق الهدف المنشود الا وهو ظهور المستملين !! الموظف ينادي وتلاقي واحد يردد الاسم وراه وعلى بعد عدة امتار واحد تاني يكرر نفس الاسم عشان الناس اللى واقفة بعيد تسمع الاسم !!!! يااااه شوفتو العبقرية شوفتو حب ادارة المرور للتراث العربي، طبعا غير خفي عليكم ان ده احياء لظاهرة المستملين وهى ظاهرة في التاريخ العربي القديم حينما كانت دروس العلماء يحضرها آلاف من الطلاب وطبعا ماكنش فيه سماعات فكنت تلاقي واحد قاعد فوق الشجرة يسمع من الشيح ويردد وراه الكلام عشان الناس اللى بعيد تسمع ثم يردده شخص اخر وهكذا
انا في قمة السعادة ان اكتشف قيمة مرور فيصل وان الناس دي مش بتلعب
انتظروني بعد سنتين في موعد التجديد القادم، انا متأكد اني هاكتشف المزيد والمزيد [/justify]