الجزء الثانى
إن الولايات المتحدةلا تقبل مشروعية من يتحدثون عن إلقاء إسرائيل في البحر كما أننا لا نقبل مشروعيةاستمرار المستوطنات الإسرائيلية. إن عمليات البناء هذه تنتهك الاتفاقات السابقةوتقوض من الجهود المبذولة لتحقيق السلام. لقد آن الأوان لكي تتوقف هذه المستوطنات. كما يجب على إسرائيل أن تفي بالتزاماتها لتأمين تمكين الفلسطينيين من أن يعيشواويعملوا ويطوروا مجتمعهم. لأن أمن إسرائيل لا يتوفر عن طريق الأزمة الإنسانية فيغزة التي تصيب الأسر الفلسطينية بالهلاك أو عن طريق انعدام الفرص في الضفة الغربية. إن التقدم في الحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني يجب أن يكون جزءا منالطريق المؤدي للسلام ويجب على إسرائيل أن تتخذ خطوات ملموسة لتحقيق مثل هذاالتقدم. وأخيرا يجب على الدول العربية أن تعترف بأن مبادرة السلام العربية كانتبداية هامة وأن مسؤولياتها لا تنتهي بهذه المبادرة كما ينبغي عليها أن لا تستخدمالصراع بين العرب وإسرائيل لإلهاء الشعوب العربية عن مشاكلها الأخرى بل يجب أن تكونهذه المبادرة سببا لحثهم على العمل لمساعدة الشعب الفلسطيني على تطوير مؤسساته التيسوف تعمل على مساندة الدولة الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني على الاعترافبشرعية إسرائيل واختيار سبيل التقدم بدلا من السبيل الانهزامي الذي يركز الاهتمامعلى الماضي. سوف تنسق أميركا سياساتنا مع سياسات أولئك الذين يسعون من أجل السلاموسوف تكون تصريحاتنا التي تصدر علنا هي ذات التصريحات التي نعبر عنها في اجتماعاتناالخاصة مع الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب. إننا لا نستطيع أن نفرض السلام ويدرككثيرون من المسلمين في قرارة أنفسهم أن إسرائيل لن تختفي وبالمثل يدرك الكثيرون منالإسرائيليين أن دولة فلسطينية أمر ضروري. لقد آن الأوان للقيام بعمل يعتمد علىالحقيقة التي يدركها الجميع. لقد تدفقت دموع الكثيرين وسالت دماء الكثيرين وعليناجميعا تقع مسئولية العمل من أجل ذلك اليوم الذي تستطيع فيه أمهات الإسرائيليينوالفلسطينيين مشاهدة أبنائهم يتقدمون في حياتهم دون خوف وعندما تصبح الأرض المقدسةالتي نشأت فيها الأديان الثلاث العظيمة مكانا للسلام الذي أراده الله لها وعندماتصبح مدينة القدس وطنا دائما لليهود والمسيحيين والمسلمين المكان الذي يستطيع فيهأبناء سيدنا إبراهيم عليه السلام أن يتعايشوا في سلام تماما كما ورد في قصة الإسراءعندما أقام الأنبياء موسى وعيسى ومحمد سلام الله عليهم السلام. الأسلحة النووية إنالمصدر الثالث للتوتر يتعلق باهتمامنا المشترك بحقوق الدول ومسؤولياتها بشأنالأسلحة النووية. لقد كان هذا الموضوع مصدرا للتوتر الذي طرأ مؤخرا على العلاقاتبين الولايات المتحدة وجمهورية إيران الإسلامية التي ظلت لسنوات كثيرة تعبر عنهويتها من خلال موقفها المناهض لبلدي والتاريخ بين بلدينا تاريخ عاصف بالفعل إذلعبت الولايات المتحدة في إبان فترة الحرب الباردة دورا في الإطاحة بالحكومةالإيرانية المنتخبة بأسلوب ديموقراطي. أما إيران فإنها لعبت دورا منذ قيام الثورةالإسلامية في أعمال اختطاف الرهائن وأعمال العنف ضد القوات والمدنيين الأميركيين. هذا التاريخ تاريخ معروف. لقد أعلنت بوضوح لقادة إيران وشعب إيران أن بلدي بدلا منأن يتقيد بالماضي يقف مستعدا للمضي قدما. والسؤال المطروح الآن لا يتعلق بالأمورالتي تناهضها إيران ولكنه يرتبط بالمستقبل الذي تريد إيران أن تبنيه. إن التغلب علىفقدان الثقة الذي استمر لعشرات السنوات سوف يكون صعبا ولكننا سوف نمضي قدما مسلحينبالشجاعة واستقامة النوايا والعزم. سيكون هناك الكثير من القضايا التي سيناقشهاالبلدان ونحن مستعدون للمضي قدما دون شروط مسبقة على أساس الاحترام المتبادل. إنالأمر الواضح لجميع المعنيين بموضوع الأسلحة النووية أننا قد وصلنا إلى نقطة تتطلبالحسم وهي ببساطة لا ترتبط بمصالح أميركا ولكنها ترتبط بمنع سباق للتسلح النووي قديدفع بالمنطقة إلى طريق محفوف بالمخاطر ويدمر النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحةالنووية. إنني مدرك أن البعض يعترض على حيازة بعض الدول لأسلحة لا توجد مثلها لدىدول أخرى ولا ينبغي على أية دولة أن تختار الدول التي تملك أسلحة نووية وهذا هو سببقيامي بالتأكيد مجددا وبشدة على التزام أميركا بالسعي من أجل عدم امتلاك أي منالدول للأسلحة النووية وينبغي على أية دولة بما في ذلك إيران أن يكون لها حق الوصولإلى الطاقة النووية السلمية إذا امتثلت لمسؤولياتها بموجب معاهدة منع انتشارالأسلحة النووية وهذا الالتزام هو التزام جوهري في المعاهدة ويجب الحفاظ عليه منأجل جميع الملتزمين به. الديموقراطية إن الموضوع الرابع الذي أريد أن أتطرق إليه هوالديموقراطية. إن نظام الحكم الذي يسمع صوت الشعب ويحترم حكم القانون وحقوق جميعالبشر هو النظام الذي أؤمن به. وأعلم أن جدلا حول تعزيز الديموقراطية وحقوق جميعالبشر كان يدور خلال السنوات الأخيرة وأن جزءا كبيرا من هذا الجدل كان متصلا بالحربفي العراق. اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح وأقول ما يلي. لا يمكن لأية دولة ولا ينبغيعلى أية دولة أن تفرض نظاما للحكم على أية دولة أخرى. ومع ذلك لن يقلل ذلك منالتزامي تجاه الحكومات التي تعبر عن إرادة الشعب حيث يتم التعبير عن هذا المبدأ فيكل دولة وفقا لتقاليد شعبها. إن أميركا لا تفترض أنها تعلم ما هو أفضل شيء بالنسبةللجميع كما أننا لا نفترض أن تكون نتائج الانتخابات السلمية هي النتائج التينختارها ومع ذلك يلازمني اعتقاد راسخ أن جميع البشر يتطلعون لامتلاك قدرة التعبيرعن أفكارهم وأرائهم في أسلوب الحكم المتبع في بلدهم ويتطلعون للشعور بالثقة في حكمالقانون وفي الالتزام بالعدالة والمساواة في تطبيقه ويتطلعون كذلك لشفافية الحكومةوامتناعها عن نهب أموال الشعب ويتطلعون لحرية اختيار طريقهم في الحياة. إن هذهالأفكار ليست أفكار أميركا فحسب بل هي حقوق إنسانية وهي لذلك الحقوق التي سوفندعمها في كل مكان. لا يوجد طريق سهل ومستقيم لتلبية هذا الوعد ولكن الأمر الواضحبالتأكيد هو أن الحكومات التي تحمي هذه الحقوق هي في نهاية المطاف الحكومات التيتتمتع بقدر أكبر من الاستقرار والنجاح والأمن. إن قمع الأفكار لا ينجح أبدا فيالقضاء عليها. إن أميركا تحترم حق جميع من يرفعون أصواتهم حول العالم للتعبير عنأرائهم بأسلوب سلمي يراعي القانون حتى لو كانت آراؤهم مخالفة لآرائنا وسوف نرحببجميع الحكومات السلمية المنتخبة شرط أن تحترم جميع أفراد الشعب في ممارستها للحكم. هذه النقطة لها أهميتها لأن البعض لا ينادون بالديموقراطية إلا عندما يكونون خارجمراكز السلطة ولا يرحمون الغير في ممارساتهم القمعية لحقوق الآخرين عند وصولهم إلىالسلطة. إن الحكومة التي تتكون من أفراد الشعب وتدار بواسطة الشعب هي المعيارالوحيد لجميع من يشغلون مراكز السلطة بغض النظر عن المكان الذي تتولى فيه مثل هذهالحكومة ممارسة مهامها. إذ يجب على الحكام أن يمارسوا سلطاتهم من خلال الاتفاق فيالرأي وليس عن طريق الإكراه ويجب على الحكام أن يحترموا حقوق الأقليات وأن يعطوامصالح الشعب الأولوية على مصالح الحزب الذي ينتمون إليه. الحرية الدينية أماالموضوع الخامس الذي يجب علينا الوقوف أمامه معا فهو موضوع الحرية الدينية. إنالتسامح تقليد عريق يفخر به الإسلام. لقد شاهدت بنفسي هذا التسامح عندما كنت طفلافي إندونيسيا إذ كان المسيحيون في ذلك البلد الذي يشكل فيه المسلمون الغالبيةيمارسون طقوسهم الدينية بحرية. إن روح التسامح التي شاهدتها هناك هي ما نحتاجهاليوم إذ يجب أن تتمتع الشعوب في جميع البلدانبحرية اختيار العقيدة وأسلوب الحياةالقائم على ما تمليه عليهم عقولهم وقلوبهم وأرواحهم بغض النظر عن العقيدة التييختارونها لأنفسهم لأن روح التسامح هذه ضرورية لازدهار الدين ومع ذلك تواجه روحالتسامح هذه تحديات مختلفة. ثمة توجه في بعض أماكن العالم الإسلامي ينزع إلى تحديدقوة عقيدة الشخص وفقا لموقفه الرافض لعقيدة الآخر. ان التعددية الدينية هي ثروة يجبالحفاظ عليها ويجب أن يشمل ذلك الموارنة في لبنان أو الأقباط في مصر ويجب إصلاحخطوط الانفصال في أوساط المسلمين كذلك لأن الانقسام بين السنيين والشيعيين قد أدىإلى عنف مأساوي ولاسيما في العراق. إن الحرية الدينية هي الحرية الأساسية التي تمكنالشعوب من التعايش ويجب علينا دائما أن نفحص الأساليب التي نتبعها لحماية هذهالحرية فالقواعد التي تنظم التبرعات الخيرية في الولايات المتحدة على سبيل المثالأدت إلى تصعيب تأدية فريضة الزكاة بالنسبة للمسلمين وهذا هو سبب التزامي بالعمل معالأميركيين المسلمين لضمان تمكينهم من تأدية فريضة الزكاة. وبالمثل من الأهميةبمكان أن تمتنع البلدان الغربية عن وضع العقبات أمام المواطنين المسلمين لمنعهم منالتعبير عن دينهم على النحو الذي يعتبرونه مناسبا فعلى سبيل المثال عن طريق فرضالثياب التي ينبغي على المرأة المسلمة أن ترتديها. إننا ببساطة لا نستطيع التظاهربالليبرالية عن طريق التستر على معاداة أي دين. ينبغي أن يكون الإيمان عاملاللتقارب فيما بيننا ولذلك نعمل الآن على تأسيس مشاريع جديدة تطوعية في أميركا منشأنها التقريب فيما بين المسيحيين والمسلمين واليهود. إننا لذلك نرحب بالجهودالمماثلة لمبادرة جلالة الملك عبد الله المتمثلة في حوار الأديان كما نرحب بالموقفالريادي الذي اتخذته تركيا في تحالف الحضارات. إننا نستطيع أن نقوم بجهود حولالعالم لتحويل حوار الأديان إلى خدمات تقدمها الأديان يكون من شأنها بناء الجسورالتي تربط بين الشعوب وتؤدي بهم إلى تأدية أعمال تدفع إلى الأمام عجلة التقدملجهودنا الإنسانية المشتركة سواء كان ذلك في مجال مكافحة الملاريا في أفريقيا أوتوفير الإغاثة في أعقاب كارثة طبيعية. حقوق المرأة إن الموضوع السادس الذي أريدالتطرق إليه هو موضوع حقوق المرأة. أعلم أن الجدل يدور حول هذا الموضوع وأرفض الرأيالذي يعبر عنه البعض في الغرب ويعتبر المرأة التي تختار غطاء لشعرها أقل شأنا منغيرها ولكنني أعتقد أن المرأة التي تحرم من التعليم تحرم كذلك من المساواة. إنالبلدان التي تحصل فيها المرأة على تعليم جيد هي غالبا بلدان تتمتع بقدر أكبر منالرفاهية وهذا ليس من باب الصدفة. اسمحوا لي أن أتحدث بوضوح. إن قضايا مساواةالمرأة ليست ببساطة قضايا للإسلام وحده لقد شاهدنا بلدانا غالبية سكانها منالمسلمين مثل تركيا وباكستان وبنجلادش واندونيسيا تنتخب المرأة لتولي قيادة البلد. وفي نفس الوقت يستمر الكفاح من أجل تحقيق المساواة للمرأة في بعض جوانب الحياةالأميركية وفي بلدان العالم ولذلك سوف تعمل الولايات المتحدة مع أي بلد غالبيةسكانه من المسلمين من خلال شراكة لدعم توسيع برامج محو الأمية للفتيات ومساعدتهنعلى السعي في سبيل العمل عن طريق توفير التمويل الأصغر الذي يساعد الناس على تحقيقأحلامهم. باستطاعة بناتنا تقديم مساهمات إلى مجتمعاتنا تتساوى مع ما يقدمه لهاأبناؤنا وسوف يتم تحقيق التقدم في رفاهيتنا المشتركة من خلال إتاحة الفرصة لجميعالرجال والنساء لتحقيق كل ما يستطيعون تحقيقه من انجازات. أنا لا أعتقد أن علىالمرأة أن تسلك ذات الطريق الذي يختاره الرجل لكي تحقق المساواة معه كما أحترم كلامرأة تختار ممارسة دورا تقليديا في حياتها ولكن هذا الخيار ينبغي أن يكون للمرأةنفسها. التنمية الاقتصادية وأخيرا أريد أن أتحدث عن التنمية الاقتصادية وتنميةالفرص. أعلم أن الكثيرين يشاهدون تناقضات في مظاهر العولمة لان شبكة الانترنتوقنوات التليفزيون لديها قدرات لنقل المعرفة والمعلومات ولديها كذلك قدرات لبثمشاهد جنسية منفرة وفظة وعنف غير عقلاني وباستطاعة التجارة أن تأتي بثروات وفرصجديدة ولكنها في ذات الوقت تحدث في المجتمعات اختلال وتغييرات كبيرة وتأتي مشاعرالخوف في جميع البلدان حتى في بلدي مع هذه التغييرات. وهذا الخوف هو خوف من أن تؤديالحداثة إلى فقدان السيطرة على خياراتنا الاقتصادية وسياساتنا والاهم من ذلك علىهوياتنا وهي الأشياء التي نعتز بها في مجتمعاتنا وفي أسرنا وفي تقاليدنا وفيعقيدتنا. ولكني أعلم أيضا أن التقدم البشري لا يمكن إنكاره فالتناقض بين التطوروالتقاليد ليس أمرا ضروريا إذ تمكنت بلدان مثل اليابان وكوريا الجنوبية من تنميةأنظمتها الاقتصادية والحفاظ على ثقافتها المتميزة في ذات الوقت. وينطبق ذلك علىالتقدم الباهر الذي شاهده العالم الإسلامي من كوالالمبور إلى دبي لقد أثبتتالمجتمعات الإسلامية منذ قديم الزمان وفي عصرنا الحالي أنها تستطيع أن تتبوأ مركزالطليعة في الابتكار والتعليم. وهذا أمر هام إذ لا يمكن أن تعتمد أية إستراتيجيةللتنمية على الثروات المستخرجة من تحت الأرض ولا يمكن إدامة التنمية مع وجودالبطالة في أوساط الشباب. لقد استمتع عدد كبير من دول الخليج بالثراء المتولد عنالنفط وتبدأ بعض هذه الدول الآن بالتركيز على قدر أعرض من التنمية ولكن علينا جميعاأن ندرك أن التعليم والابتكار سيكونان مفتاحا للثروة في القرن الواحد والعشرين. إنني أؤكد على ذلك. في بلدي كانت أميركا في الماضي تركز اهتمامها على النفط والغازفي هذا الجزء من العالم ولكننا نسعى الآن للتعامل مع أمور تشمل أكثر من ذلك. فيمايتعلق بالتعليم سوف نتوسع في برامج التبادل ونرفع من عدد المنح الدراسية مثل تلكالتي أتت بوالدي إلى أميركا وسوف نقوم في نفس الوقت بتشجيع عدد أكبر من الأميركيينعلى الدراسة في المجتمعات الإسلامية وسوف نوفر للطلاب المسلمين الواعدين فرصاللتدريب في أميركا وسوف نستثمر في سبل التعليم الافتراضي للمعلمين والتلاميذ فيجميع أنحاء العالم عبر الفضاء الالكتروني وسوف نستحدث شبكة الكترونية جديدة لتمكينالمراهقين والمراهقات في ولاية كنساس من الاتصال المباشر مع نظرائهم في القاهرة. وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية سوف نستحدث هيئة جديدة من رجال الأعمال المتطوعينلتكوين شراكة مع نظرائهم في البلدان التي يشكل فيها المسلمون أغلبية السكان وسوفأستضيف مؤتمر قمة لأصحاب المشاريع المبتكرة هذا العام لتحديد كيفية تعميق العلاقاتبين الشخصيات القيادية في مجال العمل التجاري والمهني والمؤسسات وأصحاب المشاريعالمبتكرة الاجتماعية في الولايات المتحدة وفي المجتمعات الإسلامية في جميع أنحاءالعالم. وفيما يتعلق بالعلوم والتكنولوجيا سوف نؤسس صندوقا ماليا جديدا لدعمالتنمية والتطور التكنولوجي في البلدان التي يشكل فيها المسلمون غالبية السكانوللمساهمة في نقل الأفكار إلى السوق حتى تستطيع هذه البلدان استحداث فرص للعمل وسوفنفتتح مراكز للتفوق العلمي في أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب شرق أسيا وسوف نعينموفدين علميين للتعاون في برامج من شأنها تطوير مصادر جديدة للطاقة واستحداث فرصخضراء للعمل لا تضر بالبيئة وسبل لترقيم السجلات وتنظيف المياه وزراعة محاصيلجديدة. واليوم أعلن عن جهود عالمية جديدة مع منظمة المؤتمر الإسلامي للقضاء على مرضشلل الأطفال وسوف نسعى من أجل توسيع الشراكة مع المجتمعات الإسلامية لتعزيز صحةالأطفال والأمهات. يجب انجاز جميع هذه الأمور عن طريق الشراكة. إن الأميركيينمستعدون للعمل مع المواطنين والحكومات ومع المنظمات الأهلية والقيادات الدينيةوالشركات التجارية والمهنية في المجتمعات الإسلامية حول العالم من أجل مساعدةشعوبنا في مساعيهم الرامية لتحقيق حياة أفضل. إن معالجة الأمور التي وصفتها لن تكونسهلة ولكننا نتحمل معا مسؤولية ضم صفوفنا والعمل معا نيابة عن العالم الذي نسعى منأجله وهو عالم لا يهدد فيه المتطرفون شعوبنا. عالم تعود فيه القوات الأميركية إلىديارها. عالم ينعم فيه الفلسطينيون والإسرائيليون بالأمان في دولة لكل منهم. وعالمتستخدم فيه الطاقة النووية لأغراض سلمية. وعالم تعمل فيه الحكومات على خدمةالمواطنين. وعالم تحظى فيه حقوق جميع البشر بالاحترام. هذه هي مصالحنا المشتركةوهذا هو العالم الذي نسعى من أجله والسبيل الوحيد لتحقيق هذا العالم هو العمل معا. أعلم أن هناك الكثيرين من المسلمين وغير المسلمين الذين تراودهم الشكوك حول قدرتناعلى استهلال هذه البداية وهناك البعض الذين يسعون إلى تأجيج نيران الفرقة والانقساموالوقوف في وجه تحقيق التقدم ويقترح البعض أن الجهود المبذولة في هذا الصدد غيرمجدية ويقولون إن الاختلاف فيما بيننا أمر محتم وأن الحضارات سوف تصطدم حتما وهناكالكثيرون كذلك الذين يتشككون ببساطة في إمكانية تحقيق التغيير الحقيقي.. فالمخاوفكثيرة وانعدام الثقة كبير. ولكننا لن نتقدم أبدا إلى الأمام إذا اخترنا التقيدبالماضي. إن الفترة الزمنية التي نعيش فيها جميعا مع بعضنا البعض في هذا العالم هيفترة قصيرة والسؤال المطروح علينا هو هل سنركز اهتمامنا خلال هذه الفترة الزمنيةعلى الأمور التي تفرق بيننا أم سنلتزم بجهود مستديمة للوصول إلى موقف مشترك وتركيزاهتمامنا على المستقبل الذي نسعى إليه من أجل أبنائنا واحترام كرامة جميع البشر. هذه الأمور ليست أمورا سهلة. إن خوض الحروب أسهل من إنهائها كما أن توجيه اللومللآخرين أسهل من أن ننظر إلى ما يدور في أعماقنا كما أن ملاحظة الجوانب التي نختلففيها مع الآخرين أسهل من العثور على الجوانب المشتركة بيننا ولكل دين من الأديانقاعدة جوهرية تدعونا لان نعامل الناس مثلما نريد منهم أن يعاملونا وتعلو هذهالحقيقة على البلدان والشعوب وهي عقيدة ليست بجديدة وهي ليست عقيدة السود أو البيضأو السمر وليست هذه العقيدة مسيحية أو مسلمة أو يهودية. هي عقيدة الإيمان الذي بدأتنبضاتها في مهد الحضارة والتي لا زالت تنبض اليوم في قلوب ألاف الملايين من البشر. هي الإيمان بالآخرين. الإيمان الذي أتى بي إلى هنا اليوم. إننا نملك القدرة علىتشكيل العالم الذي نسعى من أجله ولكن يتطلب ذلك منا أن نتحلى بالشجاعة اللازمةلاستحداث هذه البداية الجديدة اخذين بعين الاعتبار ما كتب في القرآن الكريم. "ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا." ونقرأ فيالتلمود ما يلي. "إن الغرض من النص الكامل للتوراة هو تعزيز السلام." ويقول لناالكتاب المقدس. "هنيئا لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعونَ." باستطاعة شعوبالعالم أن تعيش معا في سلام. إننا نعلم أن هذه رؤية الرب وعلينا الآن أن نعمل علىالأرض لتحقيق هذه الرؤية. شكرا لكم والسلام عليكم.
المفضلات