أخى الكريم: د. أحمد سمير
شكر الله لك سعة صدرك و حسن ردك و اسمح لى ببعض التعقيب...
هذه عينة مما قيل منذ بداية الموضوع من بعض المشاركين:
[gdwl]- لقنوات اللى بتقول انها قنوات اسلامية وبتنشر الاسلام وبتعملنا تعاليم الاسلام
(( قناة الناس _ قناة الرحمة ... الخ )) خلاص بقت موضه
- لأفاضل يفتون بماشاؤا
و في برامج بتتكلم عن العلم من وجهة نظر دينية ..و الخيبة ان اللي بيقدمها شيخ لو فتح كتاب العلوم بتاع تالتة اعدادي ما يعرفش يقراه ...وبيقول بلاااوي و الناس تلاقيها مبسوطة ...و بتهلل و بتكبر وراه
و اهي سببوبة و ماشية
- العيب على اصحاب القنوات الى عاملة متدينة لانهم اكيد عارفين الموضوع وبرضة الشيوخ لانهم وافقوا يطلعوا فى قناة بتسهل النصب على الناس يعنى هما شركاء معاهم
- الله اعلم القائمين على القنوات دي مشتركين معاهم في عملية النصب ولا لأ .... بس غالبا كدة شكلهم هم الناصبين
- وربنا يريحنا منهم بقا ومن القنوات اللى مالهاش اى لازمة
- و القنوات الدينية زيها زي القنوات التانية .. دول بيبيعولك هلس و دول بيبوعولك دين
[/gdwl]
ولا أعتقد أن الأمر توقف هنا عند أشخاص بعينهم بل للأسف امتد الهجوم ليأخذ فى طريقه قيم تمس الدين. و العلماء و الدعاة هم رسل رسول الله - عليه الصلاة والسلام-.. و واجب علينا أن نحترمهم. ليس عندنا فى الإسلام كهنوت و لكن من باب أنزلوا الناس منازلهم و منزلة العالم و الداعية حضرتك أعلم بها طبعا. و حضرتك طبعا تذكر سبب غزوة تبوك التى قاد الرسول المسلمين فيها- عليه الصلاة و السلام- كانت بسبب قتل شخص واحد فقط من المسلمين أرسله الرسول عليه الصلاة والسلام لبلاد الغساسنة التى كانت تحت حكم الروم.... وغيرها من المواقف كثير، الشاهد أنه عندما يهان رمز من رموز الدعوة إلى الله و أثناء دعوته و بسبب دعوته فهنا لنا وقفة. و إلا فتحنا الباب أمام كل سفيه للنيل من أى رمز لدعوتنا. لو كان التطاول على العالم لمجرد شخص العالم بعيد عن دعوته لسكتنا و قلنا: ما نجا منها أحد حتى رسول الله عليه الصلاة والسلام. و لكن الأمر هنا تعدى ذلك و الكلام كان عاماً على الشيوخ فى القنوات كما أوضحت لحضرتك من النماذج المذكورة. و ردود الأخوة هنا مثل الأخ medo55 وMoh.Abdelbaset و AK1981 و الفقير إلى الله إنما هى نابعة من الغيرة على الدين الذى يمثل جانب كبير منه هؤلاء العلماء الذين تعرضوا للإهانة والقذف علانية بالنصب و السرقة و النفاق! بل لك أن تقول إنها أيضا من باب رد غيبتهم. أما موضوع الخوارج و الشيعة و غيرهم فحضرتك تعلم جيدا أنهم من الفرق الضالة و حديث الفرق صحيح و ثابت عن النبى عليه الصلاة و السلام و طبعا حضرتك تعلم نهاية الحديث (........ كلها فى النار إلا واحدة، ماعليه أنا و أصحابى) و قال العلماء المقصود بالفرقة الناجية أهل السنة و الجماعة و هم و الحمد لله معظم البلاد الإسلامية حتى و إن كانوا على معصية. أسأل الله أن يعفو عنا و عنهم.
عفواً أخي الفاضل .. كل وسيلة إعلانية مسئولة عن الرسالة التي تعرضها هكذا تقول مواثيق الشرف الإعلامية والإعلانية في عموم الدنيا .. وإذا كانت القنوات الدينية منها من منع النساء ومنها من منع الإعلانات التجارية العامة لشركات أجنبية ، ومنها من منع إعلانات الأطعمة والمشروبات ...الخ ألم يتحروا وجه الله في ذلك فكان أولى بهم أن يتحروا الغش والتدليس التجاري .. وليس معنى انتشار الغشاشون والمدلسون في جميع القنوات أن هذا الفعل قد صار من عموم البلوى .. كلا .. الناس حينما يشترون من هذه القنوات يشترون وفقاً لمصداقية القناة لا لمصداقية المعلن الذي لا يعرفونه .. والذي يخرج عن هذا الإطار فقط هي الإعلانات العامة التي تذاع في جميع القنوات وبالتالي تكتسب المصداقية بذاتها لا بالقناة المعروضة بها ..
أخى الكريم... كلام حضرتك تمام من ناحية تحرى الصواب ومنع الغش... و لكن ذكرت لحضرتك أن الذى يكتشف الغش هم الزبائن من مشاهدى القناة لأنهم هم الذين يستعملون المنتج فوجب عليهم إبلاغ القناة مع وجود دليل الغش وهو المنتج مثلا و طبعا عندما تكون الشكوى متكررة فلا أظن أن القناة التى رفضت إعلانات بمبالغ ضخمة لشركات أجنبية ابتغاء وجه الله ستوافق على الغش و التدليس ..و لكن .. هذه هى طبيعة كثير منا مع الأسف..التراخى و اللامبالاة على نظام ( هو يعنى بتوع القناة ح يعملوا أيه؟! تلاقيهم عارفين .. أو تلاقيهم مشاركنهم.. يا عم كبر دماغك عوضى على الله.. و منهم لله بتوع القناة.. آآل قناة دينية آل!!!) و هكذا يفعل كثير .. كى يستريح و يتلافى المواجهة يقوم بحصر المشكلة فى القناة و أهل القناة و تبدأ الاتهامات بدون دليل.. و لا يخطر بباله أن يرفع سماعة الهاتف و يشتكى!!
صدقنى يا أخى هذا هو واقع الأمة الآن... الهروب من المواجهة فى كل شىء و البحث عن شماعات لتعليق الاتهامات بدون دليل.
حازم إمام عامل إعلان عن شامبو هيد أند شولدرز ويظهر فيه بقميص منتخب مصر ومع ذلك زعل كل زملكاوي علشان القميص أحمر ..
تخيل لو ابو تريكة عمل إعلان عن مشروب ما وتبين أن به نسبة من الكحول كما يشاع عن ريد بول مثلاً .. موقفك منه هايكون إيه ؟؟؟ وأقصد من أبو تريكة مش من المنتج طبعاً
يبقى المنتج يرتبط ارتباطاً أصيلاً بالوعاء الذي يقدم من خلاله سواء كان شخصية مشهورة أو قناة محترمة ...الخ
الأمر هنا مختلف تماما.. و اسمح لى حضرتك أوضح كلامى.. لو قام الشيخ فلان بالظهور على أحد القنوات الدينية و شارك فى تقديم إعلان عن منتج و اتضح أنه مغشوش ..هنا لنا وقفة و لنا أن نعاتبه و قد يثار حوله الشبهات. و لكن الأمر لم يحدث أبدا .. لم يشارك أحد من الدعاة أو حتى من مالكى القناة فى أى نشاط إعلانى .. فالوضع مختلف تماما و قد جانب الصواب حضرتك فى هذا المثال.
و كون الناس تُكسب الإعلانات مصداقية القنوات فهذا سلوك يلام فيه الناس و يجب توعيتهم فى ذلك. الناس يفحصون فى الأسواق قبل الشراء .. ما الذى سيخسرونه إذا فحصوا المنتج بعد حضور المندوب و قبل الشراء؟؟!!
لكن اسمح لي أن أعارضك في أمرين :
الأول : أن مئات الساعات هي ذكر لله ودعوة .. فهناك العشرات من هذه المئات فيها كلام لا يمت للدين بصلة .. بل هو من قبيل الغث الذي لا يصح أن يظهر على قنوات دينية تدعو الناس إلى منهج رباني .. والأمثلة على ذلك كثيرة والكل يعلمها .
أتفق مع حضرتك أن هناك بعض الأشياء فى برامج الفتاوى مثلا قد تكون غير مفيدة.. و أحيانا تطرح أسئلة لا مجال لطرحها. و لكن هذا الأمر ينبع من المستوى الثقافى و التعليمى و الأخلاقى أيضا . فالناس تتفاوت فى هذا.. و لا تستطيع القناة أن تسيطر على برامج (على الهواء) بنسبة 100% و لله الحمد أن العلماء ( غالبيتهم) لا ينساقون وراء ذلك و منهم من منع الاتصالات أثناء برامجهم.. بل إن بعض العلماء عندما يجد السؤال يتطرق لمواضيع شائكة و لا تصح مناقشتها علانية فإنه يرفض استقبال المكالمة و حدث هذا أكثر من مرة على الهواء مباشرة
الثاني : هو فكرة تقييم العلماء .. كبار العلماء لا خلاف عليهم حتى إن اختلفت مشاربهم الفكرية والمذهبية .. لكن من يقيم علم العالم ليس بالضرورة أن يكون عالماً .. بل إن بعض من يدعي العلم منهم لا يستطيع أن يدلل على علمه أصلاً .. فلا نجده مؤهلاً تأهيلاً علمياً دينياً .. ولا نجد له من أبحاث وكتب فيها تجديد واجتهاد ومقارعة الحجج بالحجج والأدلة .. بل إن أغلبهم .. وللأسف .. حازوا لقب العالم ببضع شرائط وخطب لا جديد فيها .. ورغم ذلك يتصدون للفتيا في دين الله بغير علم حقيقي .. والنماذج كثيرة ولا مجال لذكرها ثانياً حتى لا نشخص الموضوع بشخوص معينة
معذرة أخى الحبيب.. أختلف معك ثانية. من يقيم العالم هم إخوانه العلماء الأكبر منه و هناك علم كامل فريد فى ديننا هو علم الجرح و التعديل و طبعا حضرتك أعلم بهذا جيداً. و هو الذى يبحث فى رواة الأحاديث و فى الرجال و يوثق و يقيم الرواة و العلماء. و هذا العلم مثل حى على أن تقييم العالم يجب أن يكون من إخوانه العلماء فهم يشهدون له بالعلم. و لا يجوز مطلقا أن يكون تقييم العالم للعامة من الناس .. فغالبية العامة أصحاب أهواء، فضلا عن افتقارهم لأسس تقييم العالم. و من قال عن نفسه أنا عالم.. فهو جاهل!. تلك قاعدة و لم نسمع أحد من علماء القنوات الدينية الحقيقية ادعى لنفسه العلم أبدا. و موضوع التأهيل العلمى كلام فيه نظر.. فإذا كان المقصود هو شهادات الكليات و المعاهد فاسمح لى أخى...من قصر العلم على كليات و معاهد بعينها. أنت تعلم جيدا أن أشرف و أجل علم و هو علم قراءة و تجويد القرءان و تفسيره تؤخذ أكثر ما تؤخذ تحت أقدام علماء القرءان فى المساجد و الزوايا .. و الذين يأخذون الإجازة فى القراءات و التجويد كثير منهم من خارج الكليات الشرعية. العلم يؤخذ من أفواه العلماء قبل أى شىء ..هكذا كانت أمتنا منذ عهد النبى عليه الصلاة والسلام إلى عهد جميل قريب حيث كانت حلقات العلم فى صحن الجامع الأزهر و حيث كانت القلوب قبل العقول متعطشة للعلم قبل أن يتحول إلى مجرد مادة من ضمن المواد المقررة و كل هم معظم الطلاب..كيف ينجح فى الامتحان................................. بالرغم من ذلك فإن معظم الشيوخ و لله الحمد يحملون مؤهلات فى العلم الشرعى أيضا بجانب تلقيهم للعلم من أكابر العلماء فى عصرنا مثل الشيخ ابن باز- ابن العثيمين- ابن جبرين عليهم رحمة الله جميعا و غيرهم كثير.. و بالمناسبة الشيوخ منهم من علماء الأزهر الأجلاء حتى لا يتهمنا البعض بأشياء حضرتك أكيد سمعت عنها!! و موضوع الشرائط و الخطب فهذا معظمه خاص بالدعاة و طبعا أكيد حضرتك تعلم جيدا أن هناك فرق بين الداعية و العالم. و إذا كنت حضرتك تقصد من أظن أنك تقصده.. فكتبهم موجودة و لله الحمد و هى ليست كتب بل نفائس فى مجلدات و بخاصة فى علوم الحديث و الجرح و التعديل و مقارنة الأديان و الرقائق و غيرها. و هناك مجموعة من السلاسل الرائعة على شرائط و اسطوانات التى هى بحق إضافة مهمة للمكتبة الإسلامية و متوفرة بالمجان على مواقع كثيرة.
أما موضوع التصدى للفتيا الذى أصبح الآن تهمة للكثير من الشيوخ.. فهلا نظرنا للأمر من منظور واقعى و شرعى. الذى يفتى هو مجرد ناقل للفتوى و ناقل الفتوى يفتى بما قاله علماء المذاهب الفقهية المعرفة و غيرهم من أقوال بعض الصحابة و هى مسائل معظمها قتلت بحثا مثل الطهارة و العبادات و الزواج و الطلاق.. أما الأمور المستحدثة فغالبية من يفتون يأخذون بآراء المجامع الفقهية أو يأخذون برأى عالم كبير معروف للخاصة و العامة بأنه أهل للفتوى و الاجتهاد... لذا فإن حوالى 95% من الفتاوى هى فتاوى منقولة عن سلف الأمة و لا نعلم أن عالما أو داعية فى تلك القنوات خاض فى مسألة جدلية مثيرة للبلبلة. البلبلة تأتى دائما من القنوات غير الدينية التى تقدم برامج دينية و يستضيفون فيها أشخاص تحوم حولهم الشبهات أو لمجرد منصبهم فى بعض الكليات الشرعية و أظن حضرتك تعلم هذا جيدا. و مما يدل أن هذه القنوات لا تبغى إلا الحق بإذن الله أن إحدى هذه القنوات ( و هى قناة الرحمة) خصصت حلقات كاملة لمفتى مصر السابق الرجل العالم الورع-نحسبه كذلك و لا نزكى على الله أحدا- د. نصر فريد واصل. لماذا؟ لأن هذا الرجل فقيه بحق و يطلق عليه فعلا عالم ... هل لو كانت القناة تبحث عن فرض أشياء معينة أو فتاوى معينة على الناس هل كانت استعانت بهذا الرجل أو غيره. الفتاوى المعلبة التى تحدث البلبلة تأتى من خارج تلك القنوات.
أختلف معك في فكرة النصيحة على الملأ بالنسبة لقنوات فضائية اختارت لنفسها أن تعمل في فضاء عام متسع .. وما ردود أفعال الجماهير ونقدها لمضامين القنوات إلا المؤشر الحقيقي الفعال في تطوير سياسات القنوات وأساليب عملها .. أما النصيحة المفردة من هذا وذاك فلا تعرها القنوات اهتماماً ، ولو أخذنا مثالاً كشخصك وشخصي فأنت ستنصحهم بما لم أنصحهم به والعكس صحيح وبالتالي فالنصيحة الفردية تظل فردية لكن الذي لا مراء فيه هي بحوث المشاهدة ..
هل النصيحة تكون بالسب و القذف و اتهام الشيوخ و مالكى القناة بالنصب و النفاق؟؟!! أحمد الله أن يسر لى الوقت لمتابعة تلك القنوات قدر المستطاع و من خلال ذلك رأيت من يتصلون على الهواء و يقدمون اقتراحات و نصائح بأسلوب مهذب و يجدون كل ترحيب من مقدمى البرامج .. لن أقول منتهى التحضر.. سأقول منتهى التدين فى المعاملة لأن التدين و التحضر لا ينفصلان. و ما أصبح للعرب حضارة إلا بعد الإسلام. أما الاتهامات الباطلة لحراس الشريعة و حملة كتاب الله من أجل (كيتشن ماشين) كما ذكر فى هذا الموضوع... فاسمح لى!!!
لعلم حضرتك فقط هناك على حد علمي أكثر من 17 دراسة علمية (ماجستير ودكتوراه ) في أقسام الإعلام بمصر تناولت القنوات الدينية المتخصصة علاوة على عشرات البحوث ، إضافة إلى مؤتمر حاشد عقدناه بقسم الصحافة والإعلام بجامعة الأزهر العام قبل الماضي حول الخطاب الإسلامي بين الثوابت الدينية والمتغيرات الدولية .. وكان منصباً على ظاهرة الفضائيات الدينية ..
ولعل من هذه القنوات من يستفيد من نتائج هذه البحوث والدراسات إن أرادوا الإصلاح ما استطاعوا ..
سؤال صغير أخى فى الله.. هل دعوتم أحد من العلماء أو ممن يملكون القنوات الدينية بحيث يكون هناك ممثل عن كل قناة؟؟! إذا كنتم فعلتم ذلك فأنا أحييكم على هذا و أتمنى أن تكون نتائج المؤتمر مثمرة للجميع بإذن الله .
و بصراحة يداخلنى شعور أن حضرتك تقصد قنوات و برامج غير التى أقصدها أنا تماما. فهناك بعض البرامج التى تسمى دينية تبث ما يضر أكثر مما ينفع.. و لكن الذين اتهموا القنوات فى بداية الموضوع ذكروا قناتى الرحمة و الناس كمثالين والردود كلها سواء من العبد لله أو من إخوانى تدافع عن القنوات التى تنهج نفس النهج و الشيوخ فى تلك القنوات. ...لأن هناك قنوات أخرى فعلا تحوى بين طياتها شر مستطر!!
عموما ... كل ما نتمناه أن نحترم العلماء و الدعاة و لا ننتقص منهم فإنهم ورثة الأنبياء و هم رسل رسول الله عليه الصلاة و السلام. و أقول للذين خاضوا فى العلماء : تخيل لو أنك كنت موجودا على عهد رسول الله عليه الصلاة و السلام و قد أرسل إليك شخصا إلى بيتك و قال لك أنه رسول من عند رسول الله عليه الصلاة و السلام!! تخيل معى !! ماذا كنت فاعلاً معه؟؟!
و جزاك الله كل خير أخى الفاضل على سعة صدرك و حسن الحوار و اعذرنى على الإطالة فإن فى النفس شجون!! و هدانا الله و إياك إلى ما فيه الخير
و فى حفظ الله.
المفضلات