مصر محاطة بحزام أوبئة .. والبعض يعتبره غضبا إلهيا

قالت تقارير صحفية إن حالة من القلق الشديد تنتاب السلطات المصرية بعد المعلومات التي تتحدث عن "حزام من الأوبئة والأمراض المزمنة" يحاصر الحدود المصرية من مختلف الجهات.وتأتي هذه المخاوف بعد ظهور حالات إصابة بوباء الطاعون على الحدود الغربية لمصر في قرى ليبية خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى أنباء متضاربة حول ظهور حالات إصابة بالحمى القلاعية على الحدود الجنوبية لمصر مع السودان، فضلا عن أنفلونزا الخنازير والطيور الآخذة في الانتشار داخل مصر.
وتنتقل الحمى القلاعية التي تصيب الماشية منها للبشر.
ونقلت صحيفة القدس العربي عن مصادر بالحجر البيطري في شلاتين قولها إن إدارة الحجر البيطري بالمدينة الحدودية مع السودان عزلت 1270 جملا قادما من السودان، بعد ثبوت إصابتها بالحمى القلاعية.
وكانت المعامل المركزية بمعهد صحة الحيوان كشفت إصابة الجمال بالمرض، وأعلنت أجهزة الطب البيطري بمنطقة شلاتين رفع درجة الاستعداد لمواجهة الحمى القلاعية التي قد تهدد الثروة الحيوانية في حال تسرب حيوانات مصابة. ومن جانبها شكلت وزارة الزراعة لجنة لإعادة فحص هذه الجمال، ومن ثم اتخاذ قرار بشأن إعادتها إلى السودان مرة أخرى من عدمه.
ونتيجة لكل هذه الأوبئة التي تتعرض لها مصر، ظهر العديد من التفسيرات المختلفة بين فئات المجتمع، حيث فقد ظهر اعتقاد لدى البسطاء وعدد من رجال الدين خاصة المعارضين للحزب الوطني الحاكم بأن هذه الأوبئة والمصائب التي تهاجم مصر ما هي إلا نوعاً من الغضب الإلهي بسبب مواقف النظام التي لا تتسق مع القضايا القومية، خاصة بالنسبة للحصار المفروض على قطاع غزة والذي أهلك الزرع والضرع على حد قول قيادات في المعارضة المصرية.
بل وصل الأمر إلى تفسير الهزائم المصرية في مجال الرياضة بأنه غضب من الله، وقد إندهش المراقبون كثيراً حينما علق وهتف العديد من الجزائريين قبل أسابيع غداة لقاء منتخبهم بالمنتخب المصري بأن خذلان السلطات المصرية لأهل غزة وحصارهم طيلة الأعوام السابقة هو الذي ألحق بالفريق المصري لكرة القدم هزيمة نكراء.
من جانبه يؤكد محمد مهدي عاكف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بأن السياسة التي يتبعها النظام في مصر لا ترضي لا أهل الأرض ولا أهل السماء.
وأضاف: "هل هناك مخلوق لديه بقية من ضمير يرضى بذلك الحصار المفروض على مليوني فلسطيني هم أشرف من تبقى من الأمة لأنهم يناضلون في صمت بينما الجميع قد تخلى عنهم".
وفي نفس السياق يرى الداعية عبد الصبور شاهين بأن البلايا والأوبئة التي تنتشر ينبغي أن تكون رادعاً للمسؤولين من أجل أن يبحثوا في أخطائهم المتعلقة بشعوبهم، مضيفاً انه ليس من الحكمة أن نتحدث عما يجرى للفلسطينيين بمعزل عما نتعرض له من أمراض ومتاعب .
من جهة اخرى تخوف كيل وزارة الصحة للطب الوقائي عمرو قنديل من إمكانية وجود حالات مصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير في مصر، لم يتم اكتشافها حتى الآن، وذلك لتشابه الأعراض بين الانفلونزا الموسمية وانفلونزا اتش 1 إن 1.
وأشار إلى أن الإصابات المحلية الست الاخيرة التي تم اكتشافها في يوم الأحد الماضي تنبئ باحتمال انتشار أوسع للمرض في مصر، ليصل بذلك عدد المصابين بالمرض إلى 40 حالة، وبذلك تكون عشر حالات قد اكتشفت في البلاد في غضون أربعة أيام فقط.
من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة إن الحالات الجديدة هي لطفلة مصرية (6أعوام) وصلت من الولايات المتحدة يوم 19 يونيو، ولطفل مصري يحمل الجنسية الكندية (9 أعوام) وصل مع أسرته في نفس اليوم، وطفلة مصرية تحمل الجنسية الكندية (7 أعوام)، وسيدة مصرية (66 عاما) وصلت من الولايات المتحدة يوم 15 يونيو، وطفلة مصرية تحمل الجنسية الأمريكية (10 أعوام).
وأشار شاهين إلى أن عدد الحالات التي شفيت إلى الآن بلغ 26 حالة، وما زالت باقي الحالات قيد العلاج بعقار تاميفلو.