حادثة واقعية...بالله عليكم لا تقتلوا اطفالكم...اجلسوهم بالمقاعد الخلفية ...
بسم الله
اليوم بينما اجلس في استقبال المستشفى عصرا جاءت حادثة-عافانا الله واياكم- رأيت ان احكيها لكم...
رجل يجري سريعا الى المستشفى حاملا طفل بين يديه والدم يلوث كلاهما,ويصرخ الحقوني ابني بيموت..حد يطلب اسعاف ..حد يلحقنا
وراءه تدخل امرأة تحمل طفلة صغيرة وتبكي وتصرخ
معهما سيدة و رجل وشاب غير مصابين لا يبدو انهم اقاربهما لأختلاف الشكل وطريقة الحديث والملابس ويحملان الطفلة الرضيعة الأخرى
هرولت معهم الى حجرة الطوارئ وقمت بعمل فحص سريع للجميع وجدت الآتي:
اسرة مكونة من 5 افراد
الأب والأم وطفل ذكر 5 سنوات وطفلتين حوالي سنتين وسنة
الأب اشتباه كسر بالأطراف في الجهة اليمني من الجسم
الأم كسر بالزراع الأيمن
الطفل جرح غائر بالرأس وكسر محسوس بعظام الجمجمة اسفل الجرح واشتباه نزيف بالمخ
الطفلة الكبري تجمع دموي هائل بين العينين ونزيف من الأنف مع اشتباة نزيف بالمخ
الطفلة الصغرى العديد من الكدمات والجروح بالجسم
ولكون المستشفى متواضعة الإمكانيات طلبنا سيارة اسعاف مجهزة لنقل المصابين الى المستشفى الجامعي...لأن المستشفى الجامعي افضل من حيث وجود اجهزة اسعة مقطعية ورنين مغناطيسي وحجرات جراحة وانعاش..وما الى ذلك...وصلت سيارة الإسعاف بعد 5 دقائق بالتحديد ونقلت المصابين بعد ان قمت بعمل الإسعافات الممكنة للمصابين...
الحكاية...
حكاها لي الرجل السليم وزوجته بعد مغادرة الاسعاف حاملة المصابين...
"بينما كنا نسير خلف الرجل المصاب باحد الطرق الريفية الضيقة على سرعة تناسب الطريق فوجئت بالرجل امامي يفقد السيطرة على سيارته بدون سبب مع العلم بأنه كان يسير بسرعة عادية مناسبة جدا للطريق,واذا به يصطدم بعامود انارة على جانب الطريق ويقتلعه من مكانه,اوقفت سيارتي بسرعة وهرولت انا وزوجتي واولادي نحوهم وفوجئنا بهم ملطخين بالدماء والأطفال تصرخ وتبكي...حملناهم سريعا خارج السيارة وامرت ابني الكبير وزوجتي بنقلهم سريعا الى سيارتي ونقلهم الى اقرب مستشفى بالمدينة وتبعتهم ان وولدى الآخر بالموصلات الى المستشفى"
المشاهد المؤثرة...
1- منظر الأب وهو يحمل الطفل ويبكي وهو لا يشعر لا يبالي بالألم الذي يمزق جسده
2- منظر الأم وزراعها مكسورة وتحاول ان تطمئن وتربت بيدها المكسورة على طفلتيها
3- شهامة الرجل الغريب الذي نقلهم الى المستشفي بدون تردد بسيارته الفارهه التي رأيتها امام المستشفى بعد رحيل سيارة الاسعاف
واخيرا وهو الأهم من كل ما سبق...
يبدو من الإصابات بالأطفال الثلاثة ان اثنين منهم على الأقل كانوا يجلسون على قدمي والدتهم اثناء القيادة,وهذا والله اشد من القتل العمد,فقد اصطدم الطفلان بتابلوه السيارة كما امتصوا الصدمة عن والدتهم كذلك...
ولو انهم التزموا بجعل الأطفال بالمقعد الخلفي بالسيارة لخفف ذلك كثيرا من الإصابات التي حلت بهم.
ارجوا الا اكون قد نقلت صورة قاتمة نوعا ولكن هذا المشهد نراه يوميا ويكاد يقتلني غما,لماذا نؤذي ونتقتل اولادنا بايدينا؟!!