الموضوع: الدولة العثمانية ... كم ظلمناكى ؟؟

في الحقيقه حضرتك تنظر الى ايجابياتهم
و المناهج تنظر الى سلبياتهم
عشان كده لازم التوازن بين الاثنين

الدولة العثمانية مثلها مثل غيرها من الكيانات الاستعمارية- و الامبراطورية الرومانية كمثال- فرضت سيطرتها بقوة السلاح و استمر وجودها طالما استمرت قوة جيوشها...... الرومان لم يكونوا يبالون بديانات الدول التى يفتحونها على سبيل المثال و صاغوا شعارا باعوه للعالم فى مقابل ان تتقبل الشعوب المحتلة وجودهم و حكمهم وهو سياسة السلام الرومانى Paxa Romana و التى تقضى بان من يتقبل حكم الرومان بالتبعية توجد له حرية المعتقد و الثقافة و اسلوب الحياة...... بل بالعكس شجع الرومان على امتزاج الثقافات و الحضارات طالما لم تمس الامور حكم و سيادة الرومان..... العثمانيون ايضا فعلوا بالمثل و ان كانوا ارتدوا مسوح الدين لكى يقنعوا الشعوب المقهورة بشرعية حكمهم..... وبالتالى ظهرت القاب خليفة المسلمين لمن كانوا بالامس غزاة تحاربهم الدول التى يفتحونها........
العثمانيون على العكس من الرومان لم تكن لهم ثقافة مميزة و لم يشجعوا ثقافات البلاد التى احتلونها على الازدهار......... لذلك مثلا و رغم احتلالهم لمصر لما يربو على ال 400 عام الا ان اثرهم الثقافى على البلد و الشعب المصرى عموما ظل محدودا.......
وكما حدث للرومان فقد انهارت الامبراطورية العثمانية التى اصبحت رجل اوروبا المريض باسباب الوهن الداخلى و السوس الذى ظل ينخر فى عظامها نتيجة للجمود و التخلف و الفساد الذى ساد و عدم مواكبة التطور العلمى الذى قفز باعدائها الى المقدمة...... وبالتالى كما اجهزت القبائل الجرمانية على الفيالق الرومانية التى لم تعد بنفس قوتها و لا اعتقادها فى قوة و عظمة روما، كذلك اجهزت الدول الاوروبية على الدولة العثمانية التى قامت على قوة السلاح........

واحد من افضل الاوصاف اللى قريتها عن وصف فرق الحال و التقدم و الزمن بين الدولة العثمانية و من كانوا على شبهها وهم حكام مصر قبل محمد على اى مراد بك و ابراهيم بك...... هو وصف الجبرتى الذى وصف احد المعارك بين نابليون بونايرت اثناء حملته على مصر و بين ابراهيم و مراد بك الذين جاءا الى ميدان المعركة على رأس جيوشهما وفى كامل عدتهما و عتادهما- الذى ينتمى الى العصور الوسطى- الى الميدان و هما يتبختران و يتباهيان و يتحديان هذا الفرنجى الذى تجرأ و جاء ليتحدى سلطانهما..... فما كان من بونابرت الا ان امر مدفعيته بقنبرة (اى القصف بالقنابل، قنبلة= قنبرة فى حوليات الجبرتى) جيوش المماليك التى هلكت عن بكرة ابيها بالقنابر!!!!!!!
وهذا هو مصير كل من يتخلف عن مسايرة التقدم العلمى الذى حدث و يتسارع حدوثه حتى اصبح لحظيا........ ان يباد بالقنابر!!!!!!!!!