ظاهرة بتشلنى وبتفقع مرارتى ، وبالرغم من انها ظاهرة قديمة جدا عمرها يقارب ال 20 سنة ، الا انها لا تزال مستمرة بغباء يفوق الحد واشاهدها مرتين كل سنة مع كل من اعرف فى وقت شراء الملابس
فى بلد ارتفع تعداد المحجبات فيها حتى وصل الى 80% من تعداد الفتيات والسيدات وفقا لبعض الاحصائيات (بالطبع لست هنا بصدد مناقشة صحة الرقم من عدمه لكنه ممكن يكون رقم بيعبر بشكل ما عن الحقيقة بغض النظر عن دقته) ، وبالطبع فان الغالبية الساحقة من هؤلاء المحجبات-وخاصة فى المدن- لسن ممن يرتدون العباءات ولا الجلاليب ولكنهن ببساطة يرتدين ازياء بسيطة مناسبة للحركة والعمل والعناية بالأبناء مكونة باختصار من بلوزة طويلة بكم طويل مع بنطلون واسع اوجيبة واسعة صيفا ويزيد عليها الجاكيت الطويل شتاء، لحد كدة الكلام معقول
لكن الكارثة اللى انا فعلا مش فاهم لها سبب هى ان هذة الغالبية الساحقة من المصريات لا تجد ما يناسبها من ملابس، فالمحلات اما انها تبيع الملابس القصيرة والضيقة والتى تكشف مساحات من الجسم لا تناسب المحجبات، او انها تبيع تلك الاشياء المطرزة باهظة الثمن التى تكثر بها الشخاليل والصواعد والهوابط والمحميات الطبيعية والتى نشاهد الفنانات المعتزلات يرتدونها فى احاديثهم التليفزيونية كما نشاهد بعض سيدات الطبقة الغنية من المحجبات يرتدونها ، وكلا النوعين من الملابس لا يناسب الغالبية العظمى من المصريات
ولذلك فقد كثرت الحلول غير التقليدية بين المحجبات فنجد من ترتدى بلوزة طويلة بحمالات وتحتها تلك البلوزة الضيقة التى يسمونها بادى، ونجد من ترتدى بلوزة قصيرة يتدلى من اسفلها قطعة ملابس اخرى لا ادرى ما هى بالضبط لكى تستر ما يمكن ان تصفه الملابس من جسمها، ونجد من ترتدى فستانا قصيرا صمم فى الأساس لفتاه متحررة جدا وتحته من اعلى البادى ومن اسفل البنطلون ، وكلها اساليب للبس تتنافى مع الذوق والمظهر المقبول، لكن ما بيدهن حيلة، اما عن ازياء المناسبات فحدث ولا حرج، حيث المعروف والمتفق عليه ان تقوم الفتاه المحجبة بشراء فستان مكشوف ثم تذهب للترزى لكى يكمله لها ، بصراحة منطق عجيب جدا ان ادفع مئات الجنيهات فى زى ثم اخذه للتزرى ليرقعه ويرتقه قبل ان اضعه على جسدى، وهو ما يترجم لتلك المناظر المضحكة التى نراها فى الافراح لفتيات يرتدين فساتين مكونة من عشرات القطع وعشرات الرقع متظاهرات بالأناقة. لكن بالطبع لهن كل العذر لعدم توافر بديل معقول
افهم تماما ان يحدث مثل هذا الأمر مثلا فى بلاد مثل سوريا او لبنان حيث نسبة المحجبات قليلة بالمقارنة بغير المحجبات وبالتالى يمكن فهم اسباب مشكلة كهذه، لكن ان يحدث فى بلد غالبيتها الساحقة من المحجبات ، حيث يكون الاختيار امامهن بين ترقيع ملابس قصيرة او ارتداء تلك المحميات الطبيعية الخاصة بمشاهير المحجبات؟ هذا غير مفهوم، خاصة عندما نربطه بشكوى اصحاب اعمال الملابس من الكساد وعدم امكانية ترويج ما ينتجون، هناك حلقة مفقودة فى الموضوع بين المنتج الذى لا يريد انتاج ما يحتاجه المستهلك ويشكو الكساد وبين المستهلك الذى لا يجد ما يحتاجه ويشكو عدم توافر بضاعة مناسبة،
عموما انا اطرح هذا الموضوع للمناقشة ، خاصة مع وجود فتيات وسيدات كثيرات فى المنتدى يمكن ان يدلين بدلوهن وان كان الموضوع مفتوحا للجميع، لكن رأييى الشخصى ان فكرة المؤامرة على الدين مستبعدة من المعادله هنا لأن انتاج الملابس مسالة واسعة النطاق ومترامية الاطراف ومساحة الحرية فيها اسعة للغايةة ولا يمكن لاى متآمر-لو فرضنا وجوده-ان يحكم الحصار على كل مصانح انتاج الملابس الموجودة تحت كل بير سلم فى كل قرية فى مصر،
لذلك انا نفسى اوصل للسبب الحقيقى لوجود هذة المعادلة المثقوبة فى مجتمعنا
المفضلات