فتنة المحيا والممات ؟




السؤال

ارجو توضيح ما هى فتنة المحيا والممات حيث كنت قد قرأت انه عند الموت يأتى شيطان للانسان على صورة اقرب الناس اليه فى الدنيا و قد مات قبله ويقول له مت على النصرانية فإن ثبت على الاسلام جاءه آخر و قال له مت على اليهودية فهل هذا صحيح وهل هذا هو المعنى حقا ام انها الفتنة عند سؤال الملكين فى القبر؟
بارك الله فيك وجزاك عنا كل الخير



الجواب

لا أعلم لهذا القول أصلا ، ولا أراه يصحّ .

وفتنة الممات فُسّرت بأنها :

1 - فتنة الاحتضار
2 – فتنة القبر

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ولقد أوحي إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال . رواه البخاري .

وأما عند الاحتضار فإن الشيطان يحرص على إغواء بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الشيطان قال : وعزتك يا رب لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم . فقال الرب تبارك وتعالى : وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . رواه الحاكم وصححه .

وأما فتنة المحيا والممات فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله منها دُبر كل صلاة .
وقد روى الإمام مسلم عن عبد الله بن سرجس قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر ، وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكون ، ودعوة المظلوم ، وسوء المنظر في الأهل والمال .

والحور بعد الكَون أو بعد الكور كما في بعض الروايات ، هو انقلاب الرجل على عقيبه .
وهو الرجوع من الايمان إلى الكفر ، أو من الطاعة إلى المعصية . كما قال الإمام النووي .

وكان ابن أبي مليكة يقول : اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا ، أو نفتن عن ديننا . رواه البخاري ومسلم .

وكان سلف هذه الأمة يخافون على أنفسهم من فتنة المحيا ومن فتنة الممات

قال أبو هريرة رضي الله عنه : وما يؤمنني وإبليس حي ؟!

وقال جبير بن نفير : دخلت على أبي الدرداء منزله بحمص فإذا هو قائم يصلي في مسجده ، فلما جلس يتشهد جعل يتعوذ بالله من النفاق ، فلما انصرف ، قلت : غفر الله لك يا أبا الدرداء ! ما أنت والنفاق ؟ قال : اللهم غفرا - ثلاثا - من يأمن البلاء ؟ من يأمن البلاء ؟ والله إن الرجل ليفتتن في ساعة فينقلب عن دينه .

وقد ورد أن الشيطان تمثّل لبعض الصالحين عند الموت

قال صالح بن أحمد بن حنبل : لما حضرت أبي الوفاة فجلست عنده والخرقة بيدي أشد بها لحيته . قال : فجعل يغرق ثم يفيق ويفتح عينيه ويقول بيده هكذا : لا بعد . لا بعد . لا بعد . ففعل هذا مرة وثانية ، فلما كان في الثالثة قلت له : يا أبتِ إيش هذا الذي لهجت به في هذا الوقت ؟ فقال : يا بني أما تدري ؟ قلت : لا . فقال : إبليس لعنه الله قائم بحذائي عاضّ على أنامله يقول : يا أحمد فتني ! فأقول : لا ، حتى أموت .

وقال عطاء بن يسار : تبدّى إبليس لرجل عند الموت فقال : نجوت ! فقال : ما نجوت ، وما أمنتك بعد .

ففتنة المحيا هي ما يكون في الحياة من الردّة – عياذاً بالله – أو ما يكون من الضلال بعد الهدى ، والمعصية بعد الطاعة .
وفتنة الممات شاملة لفتنة الاحتضار ، وحضور الشيطان عند الميت ، ولفتنة القبر وسؤاله .

والله تعالى أعلى وأعلم .


................................................*




السؤال



جاء في الدعاء أن نتعوذ من فتنة المحيا والممات فما هي هذه الفتنة بالتفصيل؟ بارك الله فيكم.


الفتوى




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن معنى الفتة كما قال النووي هو الابتلاء والاختبار، قال: قال أهل اللغة: أصل الفتنة في كلام العرب الامتحان والاختبار. قال القاضي عياض: ثم صارت في عرف الكلام لكل أمر كشفه الاختبار عن سوء. قال أبو زيد: فتن الرجل يفتن فتونا إذا وقع في الفتنة وتحول من حال حسنة إلى سيئة. انتهى.

وقال السندي شارح جامع الترمذي قال: ابن دقيق العيد: فتنة المحيا ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات، وأعظمها والعياذ بالله أمر الخاتمة عند الموت، وفتنة الممات يجوز أن يراد بها الفتنة عند الموت أضيفت إليه لقربها منه، ويكون المراد بفتنة المحيا، على هذا ما قبل ذلك ويجوز أن يراد بها فتنة القبر. انتهى.

وعلى هذا، فمن فتنة المحيا الاغترار بالدنيا والإنشغال بها عن طاعة الله تعالى، وكل ما يشغل المسلم عن طاعة ربه فهو فتنة، قال النووي: وفتنة الرجل في أهله وماله وولده ضروب من محبته لهم وشحه عليهم وشغله بهم عن كثير من الخير كما قال تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ. أو لتفريطه بما يلزم من القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم، فإنه راع لهم ومسئول عن رعيته. انتهى، وفتنة الممات قد تبين أنها فتنة القبر أي السؤال فيه أو الفتنة عند الموت نسأل الله الثبات على الإيمان