مهما قلنا او سمعنا ان الناس بقت وحشة او استغلاليه او انانية هتفضل دي حالات فردية ويظل السواد الاعظم من المصريين يتميزوا بالشهامة والمروءة وجدعنة ولاد البلد
من حوالي اسبوع كان زوجي مسافر المنيا ومعاه والدته واخواته البنات واطفال اخته
والعربية عطلت به في الصحراواي
متتخيلوش كم العربيات اللي وقفت لهم في الطريق لتقديم المساعده في اصلاح العربية او تقديم المأكولات والميه
وفي منهم اللي حاول بالفعل اصلاح العربية لكن العطل كان اكبر منهم وكان عايز عدد معينة ومهارة صنايعية والموضوع كان هايطول
طبعا كان صعب على السيدات البقاء في الصحراء في عز الظهر وزوجي كان مشي يدور على قطع الغيار والميكانيكي وخصوصا انهم استخدموا كل المية اللي معاهم لتبريد العربية
وقفتلهم عربيتن نصف نقل مع بعض وعرضت عليهم نقل السيدات لاقرب استراحة
طبعا رفضوا خوفا منهم وليهم حق والموضوع فيه مجازفة كبيرة
لكن ألحوا عليهم وحبوا يطمنوهم ببعض الكلمات زي احنا اولاد ناس برضو واحنا اخواتكم ومتقلقوش مننا
وتحت ضغط الحر والعطش وبكاء الاطفال سلموا امرهم لله ده غير انهم حسوا بصدق مشاعرهم ووافقوا وركبوا عربيتن
ولما والدة زوجي وصلت الاستراحة وكان معاها اطفال بنتها ملقتش بناتها كان هاتموت من القلق عليهم
الرجل طمنها واتصل بصديقة سائق العربية الاخرى وعرف منه انه نزلهم استراحة اخرى مجاورة
المهم جمعوهم ببعض وانتهى دور سائقين العربيات لحد هنا
نسيت اقول ان سائق منهم عرض على حماتي ترك موبايله لها علشان تكون على اتصال بابنها
شكرته طبعا وقالت له ان بناتها معاهم موبايلات
نيجي بقه لشهامة العاملين في الاستراحة .. طبعا من نصيبهم انهم مكنوش جنب استراحة كويسه وحظهم جه مع اسراحة متوسطة الحال وعادة يرتادها السائقين
كل ما حد يدخل عليهم يعرض عليهم مشروبات او مأكولات على سبيل الهدية وعمال الاستراحة عملوا لهم ستارة مخصوص علشان ياخدوا راحتهم وكانوا رافضين ياخدوا حساب المشاريب ومهما وصفت لكم شعور قريباتي بالامتنان والسعادة لوجود مثل هؤلاء مش هقدر اوصفلكم ومش هقدر احكيلكم كل المواقف الشهمة اللي مرت عليهم في خلال 6 ساعات هي زمن عطل العربية في الصحراوي
ولولا شهامة ولاد البلد كانوا تعبوا بجد وخصوصا الاطفال