«إبراهيم عفيفى».. مدير البحيرة الذى قاوم رشاوى المزارع السمكية بالعمل على تاكسى
لم يجمع الصيادون الساخطون فى بحيرة إدكو على رجل قدر إجماعهم على نزاهة مدير البحيرة، المهندس إبراهيم عفيفى. الرجل الذى تخطى ٥٢ عامًا من عمره، ويعول ولدًا وبنتين. يقول سامى بحيرى، شيخ الصيادين، منصبه الحساس كان يؤهله للثراء السريع، وسكة الحرام أمامه كانت واسعة، فمع انتشار عصابات المزارع السمكية، أصبح الجميع يهاب تقاريره عن المخالفات التى تتم فى البحيرة ،إلا أن الرجل اختار لنفسه «الستر فى الدنيا»، على حد قوله، واشترى «تاكسى»، يعمل عليه بعد الظهر.
عفيفى لم يشأ أن تنشر قصته فى الصحافة، وقال لـ»المصرى اليوم»: القرش الحلال بركة صحيح أعبائى زادت، لكن الحمد لله مستورة.
يربى إبراهيم أبناءه على تحرى الحلال، ويعودهم على ضرورة الكفاح فى الحياة، وفى سبيل ذلك يعمل هو وزوجته الموظفة على تأمين مصاريف الدروس والحياة التى لا يسدها راتبه الصغير.
على خط «المعدية -إدكو» ينقل إبراهيم عفيفى الصيادين والركاب دون حرج، «فى الصباح مديرًا عامًا وبالمساء سائق تاكسى، لكنها أشرف من القرش الحرام»، هكذا يقول الرجل الذى عرض عليه آلاف الجنيهات من الرشاوى، قاومها بالعمل على تاكسى، اشتراه من عرق جبينه طوال سنوات عمله منذ بدأ مهندسًا صغيرًا فى هيئة الثروة السمكية.
ويقول إبراهيم: لا أدارى على أحد، ليس هناك من يكسر عينى، وسعيد بحياتى، ولا أخجل من عملى على التاكسى، وتفوق أبنائى زال عنى كل هم «سمر» الابنة الوسطى لإبراهيم، قدمت أسعد هدية لأبيها «٩٨%» فى الإعدادية.