علماء: مغالطات صارخة في المزاعم الإسرائيلية حول استخدام قمر صناعي مصري للتجسس
هشام علام ١٧/ ١/ ٢٠٠٧أكد خبراء في علوم الفضاء لـ«المصري اليوم»، أن الخبر الذي نشرته جريدة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن إطلاق أول قمر صناعي مصري لأغراض التجسس، ينطوي علي مغالطات علمية صارخة.
قال الدكتور مسلم شلتوت أستاذ بحوث الشمس والفضاء: إن المواصفات التي وردت بالتقرير الذي نشرته الصحيفة العبرية تتضمن معلومات خاطئة، وأن قوة التمييز الموجودة في القمر المصري هي ٨ أمتار فوق سطح الأرض وليس ٤ أمتار، كما زعمت الصحيفة، مما يعني أن هذا المشروع المصري يهدف إلي تطوير البحث العلمي وليست له أي أهداف عسكرية.
وعبر شلتوت عن اعتقاده بأن إسرائيل قد تكون أذاعت هذا الخبر من أجل الحصول علي تصريح دولي لامتلاك تكنولوجيا فضاء غير مصرح بها دوليا في الوقت الراهن.
وفي السياق نفسه، نفي الدكتور بهي الدين عرجون، الرئيس الأسبق لمركز الاستشعار عن بعد، ما قيل عن نية مصر استخدام هذا المشروع من أجل أغراض عسكرية أو تجسسية، موضحا أن القمر المصري هو واحد ضمن مجموعة أقمار تنوي مصر إطلاقها في إطار المخطط المصري للدخول إلي برنامج الفضاء الذي وافقت عليه أكاديمية البحث العلمي في مايو عام ١٩٩٨، وأن البرنامج تشرف عليه وزارة البحث العلمي،
كما أن هناك عددا من العلماء والمهندسين المصريين شاركوا في خطوات التنفيذ، وأن الغرض من القمر هو الكشف عن المياه الجوفية وثروات مصر المعدنية والتخطيط العمراني، وأن قدرات القمر تم تصميمها لتوظيفها فقط في مهام تنموية مدنية.
وأوضح الدكتور صلاح عز، أستاذ الفلزات بهندسة القاهرة، أن القمر المصنع في كازاخستان لا يمكن أن تكون له مهام عسكرية أو بغرض التجسس، لأن تصنيع قمر بهذه المواصفات لا يمكن أن يتم إلا داخل مصر وبأياد مصرية خالصة، لأن هذا يعد من الأمور العسكرية التي تتعلق بالأمن القومي.
وأشار عز إلي أن مصر لديها علماء قادرون علي إتمام مشروع بهذا الحجم داخل مصر، ولكن الفساد البيروقراطي هو الذي تسبب في طرد هذه الكفاءات وهروبها إلي الخارج.
كانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية قد نشرت في عدد أمس الأول تقريراً عن القمر المصري تحت عنوان «مصر تطلق أول قمر صناعي للتجسس»،
وقال خبراء إسرائيليون للجريدة العبرية إن القمر له قدرات عالية للاستشعار تتيح لمصر مراقبة إسرائيل جيداً، وذكرت أنه من المقرر إطلاقه أمس الثلاثاء من إحدي قواعد الإطلاق الروسية داخل كازاخستان، وأن القمر تم تزويده بكاميرا، خاصة أنه سوف يسير في مدار حول الأرض يتيح له التقاط الصور علي ارتفاع ٤١٠ أميال.
وذكر «تال أنبار» أحد كبار الباحثين الإسرائيليين بمعهد الدراسات الاستراتيجية لعلوم الفضاء أن المعلومات التي وردت عن القمر المصري ومساره توضح أن مصر تسعي إلي مسايرة ومتابعة كل ما يحدث داخل إسرائيل، وأن هذا القمر سوف يكون قادراً علي التقاط صور ملونة و«أبيض وأسود» في الظلام الدامس عن طريق تكنولوجيا الاستشعار المزود بها.
وقال خبراء للصحيفة العبرية إن هذا القمر يستطيع التقاط أهداف ارتفاعها ٤ أمتار، وهو ما قد يؤثر في مدي وضوح الصور لكن الكاميرا التي تم إمدادها بتكنولوجيا حديثة من شأنها تحسين هذه الكفاءة الإيضاحية.
وقالت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين مصريين: إن مصر تسعي إلي تطوير قدراتها الفضائية من أجل مجاراة أقمار إسرائيل الصناعية «أوفيك»، وقال «أنبار»: إن دخول مصر مجال استثمار الفضاء يعني أن مصر تود الحصول علي المعلومات دون أن تمر علي أحد قبلها.
ط§ظ„ظ…طµط±ظ‰ ط§ظ„ظٹظˆظ…