الموضوع: مساحة في عقل بغل

 قال المستشرق الكبير توماس كارليل :-
 " من العار أن يصغي إنسان منحدر في هذا الجيل إلي وهم القائلين إن دين الإسلام كذب.. وإن محمدا ً لم يكن على حق.. لقد آن لنا أن نحارب هذه الادعاءات السخيفة المخجلة.. فالرسالة التي دعا إليها النبي محمد ظلت سراجا ً منيرا ً أربعة عشر قرنا ً من الزمان بملايين كثيرة من الناس.. وهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة التي عاشت عليها هذه الملايين وماتت مجرد وهم أو أكذوبة ؟!.. ولو أن الكذب يروج عند الخلق هذا الرواج الكبير لأصبحت الحياة سخفا ً وعبثا ً.. وكان الأجدر بها إلا توجد " إلي هنا انتهى كلام هذا المستشرق .
 والرجل مسيحي الديانة غربي الهوية والنزعة.. وكان عالما في مقارنة الأديان قبل أن يتفرغ بالكلية لدراسة الدين الإسلامي وهذا رأيه.. وطبعاً هو يدرس الدين الإسلامي خدمه لدينه أولاً وطلباً للحقيقة ثانياً.
 وعلى الجانب الآخر هناك أشباه المفكرين والمثقفين المزيفين.. فهم مزيفون لأنهم لا يملكون علما ً ولا فكرا ً ولا إبداعا ً.. ولا يطيق أحدهم الدراسة المتعمقة المتأنية لأنه غير معد لها أصلاً.
 ولذا فهو يعمل على تزييف الحقائق ولوي أعناقها لتتطابق مع اتجاه الربح والريح.. والربح الآن لمن يهاجم الإسلام ولو كان عبداً خصياً.. والريح الآن تهاجم الإسلام من كافة الاتجاهات من الشرق والغرب ومن كل حدب وصوب.
 إذن إذا أراد إنسان لا يملك إلا عقل بغل ويريد أن ينال التقديرية من وزارة تكره الدين وتحب كل من يحاربه.. فماذا يفعل ؟
 هل يكتب عن الفضيلة ؟
 هل يكتب عن الأخلاق؟
 هل يدافع عن القيم ؟
 هل يهاجم الطائفية والفتن والاستقواء بالخارج ؟
 كلا وألف كلا .. ولو ضاعت الحلة ؟
 فالرجل لا يملك أي مقومات لكتابة شيء من ذلك كله .. ولماذا يتعب نفسه ويبحث في مراجع وخلافه.
 وهبه كتب عن ذلك؟
 هل سيحصل على الجوائز ويصبح من المقربين .. لا .. وألف لا .. فما دام صاحب البغل يحب الكرسي ماركة يونس كو موديل 2009 فلا أمل في خير.
 وطبعاً هذا الموديل ثمنه مرتفع ومعروف للجميع وهو الولاء الكامل لليهود.. والتسليم الكامل بحق اليهود في الإبادة لكل من يتمسك بأرضه أو يدافع عنها.. كما ينبغي عليه أن تكون كل أوراق اعتماده مدموغة بختم النجمة السداسية.. وقد تشددوا أخيراً واشترطوا أن يترجم الرجل كل أعمال الأدب اليهودي.. وخاصة تلك التي تحط من قدر العرب وتهاجم الإسلام والمسلمين.. وتؤكد حق أبناء الله يهود في أرض الميعاد.
 شحذ البغل قريحته.. ولكنه أدرك في النهاية أنه كما هو محروم من النسل فهو معدوم الفكر والقريحة.. فماذا يفعل ؟.
 لم يجد أمامه سوى سرقة أفكار بعض شياطين المستشرقين الإنجليز والألمان والأسبان والبرتغاليين .. وأساطين محاكم التفتيش حارقي الكتب الإسلامية.
 المهم أثمرت هذه المساحة الضئيلة التي وجدت في عقل البغل عن اقتباس وليس سرقة عدة أفكار من هؤلاء المستشرقين حيث نقلها نقل مسطرة كما يقول الطلاب في بلادنا .. وإذا به يخرج علينا باختراع بغلي فريد قائلا ً :
 الإسلام دين مختلق اخترعه الهاشميون ليضربوا الأمويين الضربة القاضية ويلقون بهم على الأرض لمس أكتاف.
 وعلى ذلك فالقرآن الكريم موضوع .. والسنة مؤلفة .. والأحاديث مفبركة.. وكله غش في غش .
 طبعاً كلام مساطيل ومنطق متهافت.. ولا يصمد لمناقشة طفل في العاشرة من عمره.. لماذا ؟
 لقد كانت السيادة في مكة زمن النبوة لبني مخزوم قوم أبي جهل .. ولم تصل للأمويين إلا بعد غزوة بدر عندما هلك رؤوس بني مخزوم.
 أبو لهب رأس الهاشميين قاوم الدين الإسلامي منذ البداية وحاربه حرباً شعواء.. وكانت زوجته أم جميل أكثر الناس إيذاءً لرسول الله صلي الله عليه وسلم.. وقد نزل القرآن الكريم يهجوهما ويتوعدهما." تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ* مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ *وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ".
 مات أبو طالب رأس الهاشميين وأكبر مدافع عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم على الكفر أيضا ً.
 سيدنا عثمان بن عفان ذو النورين تزوج زهرتين من بيت النبوة بالرغم من أنه أموي.. كما أن زوجة الرسول أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان وهي أموية بالطبع.
 عندما تولت الدولة الأموية الحكم تولته على قيم ومبادئ الإسلام.. وكان أكثر انتشاراً للإسلام على عهدهم.. والمعروف أنه في عهدهم فتحت الأندلس وأصبحت مسلمة وتحولت إلي منارة إسلامية عظيمة.. ومن المعروف أيضاً أنهم حاولوا أكثر من مرة فتح القسطنطينية عاصمة العالم القديم.
 أين إذن الصراع على السيادة أيها البغل النبيه؟
 وإذا كان ما قلته صحيحاً فلماذا لا تنتج الدولة الأموية ديناً أموياً أو مراونياً إذا كان من السهل تأليف القرآن أو السنة ؟
 طبعاً هذه بعض الردود البسيطة التي أتاحها عقلي البسيط وقراءتي القليلة.. وهناك الكثير من الردود المفحمة والتي يقوم بها أساطين العلماء من رجال الأزهر والزيتونة وجامعة الملك عبد العزيز والحركة الإسلامية .. وهم الذين وهبوا أعمارهم وأموالهم للدفاع عن دين الله الحق في وجه تتار وصليبي العصر الحديث ممن سلطوا أقلامهم المسمومة للصد عن سبيل الله.. خسأوا وثكلتهم أمهاتهم .
 ويحضرني الآن في شأن هؤلاء قول قيصر روسيا" جميل أنت أيها القلم .. ولكنك أقبح من الشيطان من مملكته ".
 وقول إيرف كوبيشنت " لم يعد لدي ما أقوله للمجتمع الأمريكي الذي فيه الآن كثيرون يعتقدون أن الله قد مات ويعتقدون أيضاً أن الفيس بريسلي لا يزال على قيد الحياة "
 وأنا أعتقد أن البغل وصاحبه من صنف هؤلاء الذين أشار إليهم المفكر الأمريكي إيرف.. وذلك لعلة بسيطة أنه لو أن واحداً منهم كان يعتقد أن هناك إله أصلاً ما قال هذا الكلام الفارغ.
 علماً بأن صاحب البغل وهو من عشاق الكرسي ماركة يونس كو موديل2009 قد منع نشر كتاب يعقوب الخائن إرضاء لدافعي الضرائب من المسيحيين والذين ثاروا ثورة كبيرة لمنع نشره.
 واليوم يعطي ذلك الكاتب مائتي ألف جنيه من أموال دافعي الضرائب من المسلمين دون أدنى حياء.. ولو دفعها من جيبه فهو حر فيما يفعل.. ولكن هؤلاء لا يدفعون مليماً واحداً من أموالهم الخاصة التي تجاوز الملايين.. ولكن كله على حساب "صاخب المخل" على رأي المثل المصري القديم.
 ولا أجد اليوم ما ينطبق على مانحي الجائزة إلا قول المفكر الغربي بيرك حيث يقول "من الناس من يدافع عن عيوبه بنفس الحرارة التي يدافع بها عن مميزاته".
 وقول الداي لاما "حين يكون الجهل هو أستاذنا وقائدنا .. فلا أمل في إقرار سلام حقيقي" وإذا كان هؤلاء تحدثوا عن عيوب وأخطاء فماذا نقول في واحد يدعي أنه من المسلمين.. ويتناول السكين أقصد القلم ليذبح دينه بأقوال ساذجة اخترعها كاردينالات الكنيسة الصهيونية لتشويه الإسلام لدى أتباعهم.. وكانت سببا ً في إسلام كل من قرأ عن الإسلام بحيادية وتجرد .
 ولو كان للإسلام كرامة وللإسلاميين مكانة عند هذه الوزارة التي عشش فيها بقايا الشيوعيين وعتاه العلمانيين كالغربان ما جرأ صاحب البغل على منحه أرفع جائزة علمية في مصر المحروسة.. ولكن أكثر المسلمين اليوم يتألمون لمصائب الدنيا ولا يتألمون لمصابهم في دينهم .. حتى صدق فيهم قول القائل :-
 أبني إن من الرجال بهيمة في صورة الرجل السميع المبصر
 فطن بكل مصيبة في ماله وإذا أصيب بدينه لم يشعر
 واليوم أقول للمسلمين قولة لورانس بيتر:
 "تكلم إذا أحسست بالغضب.. وعندها سوف تكتشف أنك ألقيت أعظم خطاب في حياتك".. فما بالنا إذا كان هذا الغضب لله وفي الله وليس للنفس والدنيا.
 وصدق الشاعر الكبير فاروق جويدة المحروم من كل الجوائز والذي يستحق التقديرية أكثر من هذا البغل.. فقد قال جويدة في رسالته إلي صلاح الدين الأيوبي :-
 وطن جميل بلون الصبح
 وطن جميل كان يوما ً كعبة الأوطان
 والآن ترتع فيه أسراب الجراد
 وتعبث الفئران
 ونسى والله البغال سامحه الله .
 وأقول لمن اتخذوا الدولارات آلهة من دون الله ستنتهي الدولارات وتلقون كل احتقار في الحياة الدنيا وكل الخسران في الآخرة.
 وأقول لصاحب البغل والعاشق للكرسي ماركة يونس كو موديل 2009 تذكر كلمة الأديب الكبير توفيق الحكيم.
 " الخطوة الأخيرة في سلم الطموح قد تلقي بك في الهاوية.. لكن أعقل الناس من عرف موضع خطواته الأخيرة فتوقف قبلها "
 هلا فهمت .. أم على قلوب أقفالها؟
 لي عندك رجاء عزيزي القارئ:
 إذا عرفت البغل وصاحبه فلا تمل من الدعاء عليهم كثيراً أن يكفي الإسلام والمسلمين ومصر شرهم وأن يرينا فيهم آية قريب.
والسلام ختام