توكلنا علي الله
تم بحمد الله افتتاح زاوية «منتهي السعادة» لصاحبها العبد الفقير المعترف بالعجز والتقصير، اللعوب كوكب العيوب وبحر الذنوب الساعي إلي الكمال علي نحو ما والذي يؤمن أن الكمال متحرك ولا يقف عند نقطة بعينها الأمر الذي يفسر أن الكمال لله وحده. الكسول صاحب مئات القرارات المؤجلة والأحلام المهملة، التقليدي-أحيانًا- الذي يعمل حسابًا لكلام الناس ويتصفح الجرائد من الخلف للأمام ويقرأ «حظك اليوم» وهو نصف مصدق وينظر لصفحات الحوادث كأنها في وطن آخر ولا يقرأ صفحات الاقتصاد وإن كان يلقي نظرة كل فترة علي أسعار العملات الأجنبية، الصعيدي الذي خذلته أضواء المدينة ونساؤها، المتوحد المغرم بزحام مدرجات استاد القاهرة قبل ماتشات المنتخب، المسلم الذي تلقي تعليمه في مدارس الراهبات فأصبح عاشقًا للتصوف، صاحب درجة الاستجماتيزم العالية التي جعلته يعتمد علي قلبه في تحديد وجهته، خريج التجارة الذي يخشي يوم الحساب، صاحب جواز السفر «الأخضر» في بلاد ثلث مساحتها صحراء، عاشق طواجن البرنس وكشري أبو عماد وأسماك الجمهورية وفول عطية والشاي بالنعناع علي مقاهي وسط المدينة والقهوة التي تقدم في محطات البنزين، كاره الفرابيتشينو والمينيم تشارج والمايونيز وإخوته وعروض الكومبو والهالبينو والستافت كراست وملاعب الجولف والفيزا كارد وموظفي خدمة العملاء في أي مكان، أحد أهم رواد حفلات محمد منير في الأوبرا وندوات سيد حجاب في معرض الكتاب وموالد آل البيت، عاشق سيدنا الحسين وستنا السيدة نفيسة المستأذن قبل الدخول عليهم بالطرق علي باب المقام، الكاتب الذي حصل علي الثانوية العامة علي يد إبراهيم عيسي في الدستور القديمة وأتم تعليمه علي يد سناء البيسي في نصف الدنيا، المتحيز بشكل مطلق لبليغ حمدي وجمال عبد الناصر وصلاح جاهين وحجازي وفيروز، الزملكاوي شهيد المحبة والإخلاص، الفوضوي عاشق النظام والمزعج عاشق ضجيج البحر، خريج جامعات الحكومة الذي تعلم ببلاش فكانت النتيجة أنه لم يتعلم شيئًا، شبه المستور المثقل بأقساط تعطي الحياة معني وتمنحه مبررًا للكفاح، المنغولي صاحب هواية جمع علب الكبريت الفارغة، غير القادر علي استيعاب الفن الذي يقدمه تامر حسني ولا الأزياء التي يقدمها هاني البحيري ولا البرامج التي تقدمها مني الشاذلي ولا المقال الساخر الذي يكتبه القط في ملحق أخبار اليوم ولا وجهة النظر السياسية التي يقدمها خالد يوسف في أفلامه، المتحمس لشيكابالا أكثر من عمرو زكي ولمحمد بركات أكثر من محمد أبوتريكة ولإسماعيل الشاعر أكثر من حبيب العادلي ولخالد الجندي أكثر من بقية زملائه ولمحمود سعد أكثر من خالد الجندي ولعبد السلام محجوب وأحمد جويلي وحسب الله الكفراوي أكثر من شلة الجولف التي يرأسها أحمد نظيف. تم بحمد الله افتتاح الزاوية في الثالث والعشرين من يوليو الذي يوافق يوم ميلاده ويوم قيام الثورة، صحيح أن الفارق بين اليومين علي ربع قرن، إلا أن اللي في القلب في القلب.