معلش ياجماعة، هارياكوا تحليل أفلام اليومين دول، انما أصلي شفت فيلم شئ من الخوف، بتاع محمود مرسي و شادية من يومين و بقالي فترة عايزة أكتب عنه و مش عارفة. الفيلم ده بيعجبني جددددددددددددا، مليان بالمعاني و الرموز القوية جددددددددددا.


طبعا معروف انه بيتمحور حوالين شخصية الطاغية اللي كل البلد مستسلمين له ماعدا شخصية الشيخ إبراهيم اللي وقف قدامه و قال له لأ. شخصية الشيخ إبراهيم ما ظهرتش و لمعت إلا بعد ما فؤادة اتجوزت عتريس، أو بمعنى أدق لما فؤادة راحت بيت عتريس، عشان هي في الواقع ما اتجوزتهوش و زواجهم كان باطل، زي ما الشيخ ابراهيم فضل يقول كده لحد آخر الفيلم.


اللي حصل في جواز فؤادة من عتريس الباطل هو إن عتريس راح يطلب فؤادة للجواز و حدد بالفعل معاد الجواز، فراح أبو فؤادة يطلب شهادة إتنين من أعز أصحابه على كتب الكتاب و لما جه وقت إن الأب يروح مع الشهود ياخد التوكيل من فؤادة، قامت فؤادة مارضيتش تدي التوكيل و قالت قدامهم انها رافضة الزواج من عتريس و إن ده آخر كلام عندها. اللي حصل بأه ان من شدة خوف التلاتة دول (أبو فؤادة و الاتنين اللي معاه) من مجرد فكرة انهم يطلعوا يقولوا لعتريس إن فؤادة رافضة الجواز منه و إزاي هو مش هايقبل انهم يكونوا شهود على رفض فؤادة ليه و أكيد هايعمل فيهم و يسوي، قام واحد منهم تفتق ذهنه عن فكرة انهم يطلعوا يقولوا لعتريس ان فؤادة موافقة و هي في الآخر كده كده لما تروح بيته هاتلين و موقفها هايتغير، و ساعتها تبقى موافقة و يبقى العقد صحيح. طبعا الأب من خوفه اقتنع بالمنطق المنيل ده و طلع قال للمأذون انها وكلته و انها موافقة.


طبعا فؤادة راحت مع عتريس بيته عشان ما تطلعش أبوها كداب قدام الناس دي كلها و تعرضه لبطش عتريس، انما لما راحت مع عتريس ما خلتوش يلمسها و قالت له انه أصلا ما اتجوزهاش و ان العقد ده باطل. الشئ اللافت للنظر هنا هو ان التلاتة دول عملوا عملتهم السودة دي خوفا من عتريس و اللي هايعمله فيهم لو لقى نفسه اترفض من فؤادة و همه عارفين ده، إنما اللي حصل هو إن لما عتريس عرف انهم ضحكوا عليه و قالوا له ان فؤادة موافقة، راح بيوتهم التلاتة و بهدلهم و حرق لهم أرضهم و بيوتهم و خد منهم مواشيهم و بهدلهم. و ده كان واضح أوي في المشهد لما أبو و أم فؤادة بيجروا في أرضهم من رجالة عتريس و الأرض محروقة و هو بيقول لمراته ما بقاش غير انا و انتي وسط الخراب يا فاطنة.. و قعد يردد اكتر من مرة: وسط الخراب يا فاطنة. و الاتنين التانيين اتبهدلوا آخر بهدلة، يعني اللي خالفوا ضميرهم و باعوا ذمتهم عشانه اتحقق بالحرف. يمكن لو كانوا اتقوا ربنا في شهادتهم و ماخافوش غير من اللي خالقهم كان الوضع اتغير عن كده.


الشيخ إبراهيم لما عرف باللي حصل راح لحافظ (أبو فؤادة) الأرض الخراب و سأله عن اللي حصل فحافظ بيقول له شفت اللي حصل يا شيخ إبراهيم؟ الأرض و البيت اتحرقوا، فالشيخ ابراهيم قاله انا مش باسألك عن كده، انا باسألك عن اللي عملته في بنتك، صحيح اللي سمعته ده؟ فأبو فؤادة قعد يقول ما باليد حيلة و كنت هاعمل ايه و كلام فيه خنوع يغيظ، قام الشيخ ابراهيم قال له يا راجل بنتك مع واحد مش جوزها بين 4 حيطان لوحدهم، حس بأه.


و من الجزء ده من الفيلم الشيخ ابراهيم عمل جوازة عتريس من فؤادة الباطلة دي قضية حياته و فضل يدعو الناس انهم يعملوا حاجة. من المشاهد اللي عجبتني أوي لما بعد صلاة الجمعة قعد يخطب في الناس إن ما ينفعش نسكت و احنا عارفين ان فؤادة قاعدة في بيت عتريس و هو مش جوزها و إننا ساكتين عن كتير من حقوقنا، انما حق ربنا ماينفعش نسكت عنه و كذا و كذا، و طبعا الناس مستحلية الخنوع و مش عايزين يسمعوا كلام من ده، فواحد من المصلين (و اللي هو برضه كان واحد من الشهود على العقد الباطل) قال له، يعني هاتحرمنا نروح الجامع كمان و لا ايه يا شيخ ابراهيم؟ يعني الناس عايزة تروح الجامع و تصلي الفرض و تدعي ربنا بعد الصلاة و فيه حاجة كبيرة زي دي حاصلة في البلد تغييرها بإيدهم همه و مش عايزين حتى يسمعوا عنها حاجة. مش باقول لكم الفيلم ده مليان رموز.


لما عتريس لقى الشيخ إبراهيم داير في البلد يقول ان الجوازة باطلة قام بعت رجالته يغرقوا أرضه، و قد كان، انما الشيخ إبراهيم وقف في الأرض يقول بعلو صوته لرجالة عتريس الجوازة باطلة.. الأرض تغرج، البلد تنحرج الجوازة باطلة.. روحوا قولوا له الجوازة باطلة.
و فضل الحالة على كده، لا الشيخ إبراهيم مبطل يقول ان الجوازة باطلة و لا فؤادة راضية توافق انها تتجوز عتريس لحد ما عتريس قرر انه يقتل ابن الشيخ ابراهيم ليلة فرحه، و قد كان.. و إذا بالشيخ إبراهيم بيبكي فوق جثة ابنه و بيقول برضه ان الجوازة باطلة و ان قتل محمود (ابنه) و لا قتل البلد كلها هايخلي الجوازة مش باطلة. هنا بأه اتجمعت البلد كلها و طلعوا بالمشاعل على بيت عتريس و كله بيقول جواز عتريس من فؤادة باطل (أشهر مشهد في السينما المصرية) و عتريس بيستنجد برجالته و كلهم بيخلوا بيه. و هنا حوار مهم جدا بين عتريس و واحد من رجالته لما بيقول له إجتلوا الشيخ إبراهيم.. فالراجل بيقول له الشيخ ابراهيم دلوقتي ما بقاش لوحده، البلد كلها طالعة بتقول في نفس واحد ان الجوازة باطلة، هايعمل ايه قتل الشيخ ابراهيم؟ طبعا هنا فكرة الاتحاد و اليد الواحدة واضحة جدا، لو قدرت على واحد عمرك ما هاتقدر على 100 واحد.


و بعد كده آخر مشهد و هو هروب فؤادة من ورا عتريس و حبس عتريس داخل أوضته و موته فيها محروق و نظرة شادية لشباك الأوضة بحسرة.


الفيلم ده كل مرة أشوفه فيها بيبهرني و باتسمر قدامه لحد ما يخلص و الحمد لله أهو قدرت أخيرا أكتب عنه