أخذ مكانه في مصلى العيد
وبدأ يناجي نفسه ويحادثها ويسترجع
معها شريط الذكريات لشهر كامل ... شهر مضىوكأنه يوم واحد ...
جلس وهو يعتصر ألما على تلك الليالي التي تصرمت .. والأيام التي
تقضّت .. ومما زاد ألمه أنه قارن نفسه ببعض من حوله فإذا المسافة
لقد دخلوا الميدان معه في ساعة واحدة .. ولكنه تباطأ وسوّف ..
بل ونام كثيراً حتى سبقه السابقون .. لقد حاول أن ينظر إليهم عن قرب
فلم يستطع .. فقد سبقوه سبقاً بعيداً وظفروا بالجوائز الكبرى !!
استنجد صاحبنا بذاكرته ليقلب من خلالها صفحات عمله في هذا الشهر
الذي انصرم .. لعله يجد فيها ما يرفع من معنويات نفسه المنكسرة
فبدأ يقلب صفحات البر التي تيسر له أن يقوم بشيءمنها ..
ففتح صفحة قراءة القرآن .. فإذا هو لم يكد يصل إلى ختمه واحدة
وهو يسمع - ليس في أخبار السلف السابقين - بل في أخبار أناس
حوله من الصالحين ومن الشباب من ختم خمس ومن ختم ست
حاول أن يخفف حسرتههذه ليفتح صفحة البذل والجود والعطاء لمن
هم حوله أو لمن هم خارج بلاده من منكوبيالمسلمين .. خاصة
وأنه يعلم أن الله تعالى قد أعطاه وأنعم عليه بالمال .. وإذا هولم يكن له
النصيب الذي يليق بمثله من الصدقة والصلة والإحسان ..
فالسائل والمحروم ليس لهم من ماله في هذا الشهر إلا النـذر اليسير
بل قد يكونبعض كرام النفوس الذين عافاهم الله تعالى من شح النفس
- مع قلة ذات أيديهم - أكثرمنه بذلاً !!!!!
المفضلات