كوستاف لوبون :
فرنسي مشهور في عالم البحوث والدراسات الإسلامية المتخصصة. خاصة في مجال دراسة ومقارنة الحضارات. وله العديد من المؤلفات والكتب التي أثري بها العالم حول الإسلام وحضارته.
يقول: مع ما أصاب حضارة العرب من الاندثار. كالحضارات التي ظهرت قبلها: لم يمس الزمن دين النبي صلي الله عليه وسلم الذي له من النفوذ ما له في الماضي والذي لا يزال ذا سلطان كبير علي النفوس. مع ان الأديان الأخري التي هي أقدم منه تخسر كل يوم شيئاً من قوتها.
وتجمع بين مختلف الشعوب التي اتخذت القرآن دستوراً لها وحدة اللغة والصلات التي يسفر عنها مجيء الحجيج إلي مكة من جميع بلاد العالم الإسلامي وتجب علي جميع اتباع محمد صلي الله عليه وسلم تلاوة القرآن باللغة العربية بقدر الإمكان.
الفروق العنصرية
واللغة العربية هي لذلك أكثر لغات العالم انتشاراً علي ما يحتمل. وعلي ما بين الشعوب الإسلامية من الفروق العنصرية تري بينها من التضامن الكبير ما يمكن جمعها به تحت علم واحد في أحد الأيام.
كان سلطان الإسلام السياسي والديني قوياً في بلاد الهند. ورسخ فيها ثمانية قرون بفضل ملوك الإسلام الذين تداولوا حكمها. ولا يزال سلطان الإسلام الديني قائماً في بلاد الهند. وان تواري سلطانه السياسي عنها. وهو يمضي قدماً نحو الاتساع تأثير دين محمد صلي الله عليه وسلم في النفوس أعظم من تأثير أي دين آخر. ولا تزال العروق المختلفة التي اتخذت القرآن مرشداً لها تعمل بإحكام كما كانت تفعل منذ ثلاثة عشر قرناً.
أكثر انتشاراً
دخلت حضارة العرب في ذمة التاريخ منذ زمن طويل. ولا نقول. مع ذلك أنهم ماتوا تماماً. فنري الآن ديانتهم ولغتهم اللتين أدخلوهما إلي العالم أكثر انتشاراً مما كانتا عليه في أنضر أدوارهم ولا يزال الإسلام جاداً في تقدمه واليوم يدرس القرآن. فيما عدا جزيرة العرب. في مصر وسورية وتركية واسية الصغري وفارس وقسم مهم في روسية وإفريقية والصين والهند. وتناول القرآن مدغشقر وافريقية الجنوبية وعرف في جزر الملايو وعلمه أهل جاوة وسومطرة وتقدم إلي غينيا الجديدة ودخل أمريكا مع زنوج افريقية.. ويتقدم الإسلام في الصين تقدماً يقضي بالعجب .

منقول للأمانة