| تسجيل عضوية جديدة | استرجاع كلمة المرور ؟
Follow us on Twitter Follow us on Facebook Watch us on YouTube
النتائج 1 إلى 2 من 2

  1. #1

    الصورة الرمزية Dr Zezo

    رقم العضوية : 1952

    تاريخ التسجيل : 28Aug2007

    المشاركات : 1,413

    النوع : ذكر

    الاقامة : القاهرة

    السيارة: .

    السيارة[2]: .

    الحالة : Dr Zezo غير متواجد حالياً

    Lightbulb د. محمد سليم العوا ردة المسلم جريمة.. لكن القرآن لم ينص على عقوبة صريحة للمرتد - Facebook Twitter whatsapp انشر الموضوع فى :

    hasad">

    فى الجزء الثالث من حواره مع الإعلامى أحمد المسلمانى فى برنامج «الطبعة الأولى»، أكد الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمى للعلماء المسلمين، أن التجديد فى الفقه الإسلامى ليس مقصوراً على أهل السنة، بل كل المذاهب الفقهية، لكننا لا نلمس آثار هذا التجديد، لأنه لا يحكم حياة الناس.
    وأوضح العوا فى حلقة أمس الخميس، التى تنشرها «المصرى اليوم» بالاتفاق مع قناة دريم، أن مفهوم الجهاد هو رفض المسلم للمذلة، والمهانة له أو لدينه، وأما غير ذلك فلا يستوجب الجهاد، ويصبح عدواناً.
    ووصف العوا محاولات «تعكير» العلاقة بين المسلمين والأقباط بأنها «حمقاء» كما تطرق إلى العديد من القضايا.. وإلى نص الحوار:





    ■ المسلمانى: بعد ١١عاماً من نشر كتابك «الفقه الإسلامى فى طريق التجديد».. إلى أين وصل التجديد؟
    - العوا: هذا الكتاب له قصة، حيث كنا فى مؤتمر فى مالطا، فقام أحد الأساتذة الكبار، رحمه الله، واتهم الفقه الإسلامى بالجمود والتخلف، وقال إنه منذ إقصاء الفقه الإسلامى عن العمل اليومى، واستخدام القضاء الذى يعتمد على القوانين المستوردة، تجمد الفقهاء وأصبحوا غير قادرين على تقديم جديد، حينذاك دونت مجموعة من المواضيع التى جدد فيها الفقهاء المسلمون المعاصرون وقمت للتعقيب.
    وأثناء تناولنا العشاء قال لى بعض إخوانى: متى دونت هذا الكلام؟ وأقنعونى بنشره فى كتاب، وبعد مرور ٣ سنوات قرأت نفس الهجوم على التجديد، فشرعت فى نشر ما لدى فى جريدة الأسبوع بعنوان «أسبوعيات»، إلى أن اكتملت المادة الأولى للكتاب، ثم عملت على تنقيحه بعد ذلك فى سنة ١٩٩٨.
    وتعمدت خلال هذا الكتاب رصد المواضع التى جدد فيها الفقهاء المعاصرون النظرة الإسلامية إلى أمور كانت النظرة الإسلامية فيها قديماً مختلفة من الناحية الفقهية، من السياسة إلى المرأة إلى تربية الأولاد إلى الطب والعلاج والتأمين.
    فوجئت وأنا أعمل فى هذا الكتاب بأن التجديد ليس مقصوراً على أهل السنة، بل كل المذاهب الفقهية تجدد، الشيعة يجددون والإباضية يجددون والمسلمون السنة يجددون بجميع مذاهبهم، الحنابلة والشافعية والأحناف كل المذاهب تجدد، لكن هذا التجديد لا يرى أثره فى الحياة، وإنما يبقى مكتوباً فى الكتب أو منطوقاً فى المحاضرات والفتاوى، وسبب عدم رؤية أثره فى الحياة، أن الفقه الإسلامى لا يحكم حياة الناس، وبالتالى تكون الدعوة إلى التجديد مرتبطة بالدعوة إلى الإعمال والتطبيق.
    وانشغلت فى بعض طبعات الكتاب التالية بجانب التطبيق، وأصبح الكتاب فى صورته الحالية محاولة لرصد مواطن التجديد الرئيسية فى الفقه الإسلامى «السياسى والجنائى والمالى والأسرى والتربية ونظم التأمين والعلاقات الدولية»، خاصة فقه العلاقات الدولية، عندنا مشاكل ضخمة فيه، حلت نتيجة التجديد. مشكلة ولاية المرأة جرى فيها تطور فقهى هائل فى كل المذاهب السنية والشيعية «ومحدش حس بحاجة»، فأردت أن أنقل إلى المثقف المسلم المعاصر الصورة الحقيقية لما عليها تجديد الفقه وليس الصورة التى يقرأها فى المقالات المستعجلة فى الصحف والمجلات وما إلى غير ذلك.
    ■ المسلمانى: هناك بعض المفاهيم التى يحدث فيها التباس لدى المثقفين والعامة ومنها الجهاد، فماذا عن مفهوم قضية الجهاد فى الإسلام؟
    - العوا: الجهاد مفهوم أصيل فى الإسلام، ولكن لا يمكن أن نتصور أن الجهاد هو الإسلام كله، فهو جزء من الإسلام يعنى ألا يقبل المسلم الضيم أو المذلة، وألا يقبل لدينه أن يهان أو يهاجم أو يحارب وهو صامت، فإذا وقع واحد من هذه الأشياء، فعليه أن يجاهد بقلبه ولسانه، وسنانه إذا لم يكف القلب ولا اللسان، والجهاد بالسنان لا يكون إلا إذا كان دفعاً لعدوان ولا يمكن أن يكون الاعتداء جهاداً وإلا يصبح عدواناً والله عز وجل لا يقبل العدوان، حيث قال «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا» وهذا يعد نهياً عن العدوان، ولذلك فإن أفضل وأوسع ما كتب عن الجهاد، هو كتاب «فقه الجهاد» للعلامة يوسف القرضاوى، وهو مرجع جامع لمسألة الجهاد ويضم ردوداً مهمة على الذين يرون أن الجهاد واجب على كل مسلم ومسلمة عدواناً، لا فالجهاد واجب على كل مسلم ومسلمة رداً للعدوان، ولذلك فإن العلماء قالوا «إذا ديست أرض المسلمين» مثل الصهاينة حالياً فى إسرائيل، إذا دخل العدو بلاد المسلمين وجب الجهاد على كل مسلم ومسلمة سواء رجلا أو امرأة أو طفلا، لكن فى حال عدم العدوان علينا لا يجب الجهاد.
    ■ المسلمانى: وماذا عن فكرة الفتوحات؟
    - العوا: الفتوحات كانت فكرة نشر الإسلام، بمعنى لو تركتمونا ننشر الإسلام بين الناس لا نمسكم، وهذه واقعة ثابتة مشهورة ومروية بالأسانيد، لمّا دخل المسلمون بلاد فارس، وقفوا قبل الحرب وطلبوا من الفرس مخاطبتهم، فذهب ربعى بن عامر منتدباً من جيش المسلمين لمخاطبة قائد جيش الفرس، وكان اسمه رستم فقال لعامر إذا أردتم فلوساً نمدكم بها، لأن العرب فى الجاهلية كانوا يلجأون إلى الفرس والروم إذا جاعوا ليأخذوا كميات من الفلوس والقمح، كما نفعل حالياً «نروح لأمريكا نقولها إدينا معونة قمح، ونروح لأستراليا إدينا معونة قمح، وييجى لنا القمح بالصراصير والديدان ونقول: أصل دى معونة، مفيش معونة لأننا لو زرعنا أرضنا مش محتاجين معونة».
    العرب كانوا يعيشون على تلك المعونات، وكان ولاؤهم مقسماً قبل الإسلام بين الفرس والرومان، فقال له قائد الفرس: لو محتاجين فلوس أو أكل ممكن نمدكم بها، فقال له بن عامر «إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار، فإن خليتم بيننا وبين الناس تركناكم وما أنتم فيه من حكام وقياصرة وملوك وأمراء وقوات جيوش ولن نقترب منكم، وإذا منعتمونا قاتلناكم حتى يظهرنا الله عليكم».
    نحن لا نقاتل الناس لأننا نحب قتالهم، إنما نقاتلهم لأنهم يحولون بيننا وبين بقية الخلق بأن يسمعوا كلام الله، إنما نحن ديننا يأمرنا إذا المشرك استجارك «وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه»، فمهمتنا هى التبليغ وأنت منعتنى من التبليغ، وحاربتنى وبالتالى من حقى أن أحاربك.
    إذن الإسلام دين تبليغ انتشر بالتبليغ «يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس»، إذا الناس وقفوا فى وجهى على أن أقاتلهم، حتى أصل إلى الآخرين، فالجهاد جزء من الإسلام وليس الإسلام بأكمله، والجهاد فى الإسلام مشروع لرد العدوان وليس للعدوان على الناس، الجهاد فى الفتوح كان لتبليغ الدعوة والسماح لإزالة العوائق دوننا ودون تبليغ الدعوة، الآن لا نحتاج إلى جهاد الدعوة أصلاً، لأن الفضائيات مفتوحة والسماوات مفتوحة والإنترنت موجود وقناتك هذه يستطيع الناس رؤيتها فى أى مكان فى العالم، فنستطيع بملايين الوسائل أن نبلغ الدعوة، فسقط الجهاد من أجل التبليغ أصلاً، لا نحتاجه ولا يجوز ولا نريده، ومن يقل به الآن مخطئ، لأن التبليغ الآن جائز وقائم من غير الجهاد، أما جهاد الدفع ورد العدوان فهو فقط الجهاد الجائز الآن.
    ■ المسلمانى: وماذا عن جهاد المسلمين كأقليات فى بلاد مثل الصين وتايلاند؟
    - العوا: تابعنا الحالة الصينية فى الشهور الأخيرة، هناك عدوان مستمر على الجزء الذى يسمى تركستان الشرقية، والذى سمته الصين «شينج يانج»، ونقلت إليه أكثرية صينية بوذية تزاحم الأغلبية المسلمة، لتحاربهم وتشاغلهم طوال الليل والنهار.
    ومنذ ما يقرب من شهرين حيث الأزمة الكبرى التى مات فيها أكثر من ١٠٠ واحد وجرح فيها أكثر من ١٨٠٠ واحد، وأغلقت المساجد يوم الجمعة ومنعت فيها الصلوات خوفاً من الصدامات، وكان سبب هذه الأزمة أن المجموعة الصينية التى سكنت فى هذا الإقليم قتلت عاملاً مسلماً بغير سبب وبغير عدوان، قتلته بدم بارد فى الشارع، فشعر المسلمون الذين يعيشون فى تلك البلاد بأنهم أذلاء، وفى الحديث لا ينبغى للمؤمن أن يذل نفسه، فنحن لا نقبل للمسلمين الذلة ولا نرضى لهم هذا.
    أما أن يتصوروا هم أن من واجبهم نشر الإسلام فى هذا الفضاء بالسلاح والسنان وبالقوة والأعمال الإرهابية فهذا لا ينشر الإسلام، فالذى ينشر الإسلام هو الحكمة والعلم والعدل والعمل الطيب والوفاء بالعهد وصدق الخلق.
    ■ المسلمانى: ماذا عن موقف المسلم إذا اعتنق ديناً آخر؟
    - العوا: قصدك الذين كانوا مسلمين ثم ارتدوا، الكتب التقليدية الفقهية التراثية كلها تقول عندنا جريمة اسمها جريمة الردة، وهذا كلام صحيح، وتقول أيضاً عندنا عقوبة فى التطبيق اسمها «حد الردة»، وهذا الكلام غير صحيح، عندنا جريمة نعم، والقرآن حرمها فى ١٣ آية، والنبى، صلى الله عليه وسلم، أمر بقتل المرتد وأباح قتله وهذا يعنى أننا أمام جريمة، أما العقوبة فليس فى القرآن آية واحدة تدل على عقوبة المرتد، وإنما النبى، صلى الله عليه وسلم، عنده نصان أو عدة نصوص رؤوسها أو أصولها نصان، أحدهما يقول: «من بدل دينه فاقتلوه» والثانى يقول: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزانى أى الرجل المتزوج ورجل قتل نفساً فيقتل بها، ورجل خرج عن الجماعة وقاتل المسلمين» فهذا حديث تفصيلى والثانى إجمالى،
    فالعلماء قالوا إن الإجمالى خرج فاقتلوه يحمل على الثانى خرج مقاتلاً لله ورسوله، خرج مرتداً فحارب الله ورسوله، خرج مقاتلاً جماعة المسلمين بسيفه، كل هذه روايات مفصلة يحمل عليها من ارتد عن دينه، بمعنى إذا بدل دينه وقاتلكم فاقتلوه، شرط قاتلكم متضمن هناك، لأن كلام النبى، صلى الله عليه وسلم، لن يتناقض لو قلنا بتناقض كلام النبوة لتناقض الدين، ولكى لا يتناقض يفهم النص المجمل فى ضوء النص المفصل، فهذا النص المجمل من بدل دينه فاقتلوه مجمل أى تبديل دين، فأنا ممكن أكون مسيحياً فأسلم فأبقى «بدلت دينى»، يقتلونى بقى، استثنوا الإسلام ليه، ذلك الحديث أن يخرج مقاتلاً جماعة المسلمين محارباً الله ورسوله.
    الحقيقة أن جريمة الردة عقوبة قائمة فى الإسلام عقوبتها تعزيرية يعنى غير لازمة أو ضرورية التطبيق «غير واجبة»، يجوز للقاضى بعد دراسة الظروف والسماع للمتهم ودفاعه ومن شهدوا عليه بالردة أن يقدر نوع العقوبة يحبسه، يغرمه، يعزله من وظيفته يمنعه من وظيفته أو التدريس فى الجامعة كما حدث فى قضية شهيرة منذ وقت قريب، لكن يقتله فهذه مسألة تانية خالص، يجب أن يكون خرج على الأمة الإسلامية وانضم إلى عدوها وقاتل ضد المسلمين، أى ارتكب جريمة نسميها حالياً «الخيانة العظمى» أى الالتحاق بجيش العدو، وتوجد فى قانون العقوبات المصرى عدة نصوص فى مواد الثمانينيات منه تتحدث عن الالتحاق بجيش العدو وعقوبتها جميعاً الإعدام، لأنها تتحدث عن الخيانة العظمى، فعقوبتها فى الإسلام الإعدام لأنها خيانة عظمى، لكن غير مرتد ردة سلمية أو شخصية، واحد ارتد وقاعد فى بيتهم، هذا لا يقتل وإنما يعاقب عقوبة تعزيرية يقدرها القاضى بحسب الظروف والأحوال.
    ■ المسلمانى: ماذا إذا ارتد ولم يقاتل ولكنه بشر ودعا إلى الدين الجديد؟
    - العوا: هذا يعاقب عقوبة تعزيرية، لأنه لا يجوز له أن يخالف النظام العام فى الإسلام، وهو عدم فتنة المسلمين فى دينهم، والقرآن يقول الفتنة فى الدين أشد من القتل، فلا يجوز أن تفتن الناس.
    عندنا مشكلة قائمة فى مصر قريباً ومازالت فى المحاكم بعض القضايا منها، وهى مشكلة هؤلاء الذين دخلوا فى الإسلام لأسباب أغلبها فى الحقيقة متعلقة بالزواج أو التطليق بالنسبة للمسيحيين المصريين، وبعدين خلص المشكلة وعايز يرجع تانى للمسيحية، لما كان بيرجع كانت وزارة الداخلية ترفض أن تكتب له ديانة فى خانة الديانة فى بطاقته الشخصية أو العائلية، أو يرفضوا يطلعوا له بطاقة أصلا، ويقولوا له بطاقتك المسلمة تعيش بها حتى الموت، فهؤلاء رفعوا قضايا أمام المحكمة، وأنا خطر فى بالى أن أبحث عن حل لهذه المسألة، قلت إن الحل يكتب دين الإنسان الذى ولد عليه، فإذا غيره تغير البطاقة ويكتب «مسيحى مسلم» حتى تاريخ معين أو «مسلم مسيحى» حتى تاريخ خروجه من دينه الأصلى إلى دينه الجديد، وإذا رجع عن دينه مرة أخرى، ولد مسيحى فدخل الإسلام ثم عاد إلى المسيحية مرة أخرى، يكتب فى البطاقة مسيحى من كذا لكذا، مسلم من كذا لكذا والديانة الحالية مسيحى، وهذا يقتضى زيادة خانات الديانة فى البطاقة الشخصية.
    يبقى الذين لا يعترف بهم حالياً فى مصر، فمصر لا تعترف ولا يجوز أن تعترف ولا نقبل نحن أن نعترف إلا بالأديان السماوية فقط، اليهودية والمسيحية والإسلام، ما عدا ذلك أديان عند أهلها لكنها ليست أدياناً معترفاً بها فى مصر ولا يجوز أن يعترف بها، وهؤلاء يجب أن نضع لهم شرطة، حتى إذا تقدم لخطبة ابنتى أعرف أنه لا يعتنق ديناً، وعندما يتوفى أعلم أنه ليس بيهودى أو مسيحى أو مسلم، فلا يدفن فى مقابرهم، عندما تحدث واقعة ميراث منه لأحد هنظر فى اختلاف الدين، لأنه لا توارث من أهل ملتين، لا يجوز أن يرث المسيحى المسلم أو المسلم المسيحى، إذا كان الذى يرثه من ملته يرثه أما إذا كان من ملة أخرى فلا يرثه.
    ■ المسلمانى: كيف ترى علاقة المسلم بالآخر، أو علاقة المسلمين والأقباط؟
    - العوا: كأنك تريد الحديث عن حوار الأديان، وأنا أولاً أسميه الحوار بين أصحاب الأديان وليس بين الأديان، لأن الأديان فى نظر معتنقيها، أنا مسلم فالإسلام فى نظرى أمر مطلق لا يحتمل الخطأ وبالتالى لا حوار حول الإسلام، المسيحى فى نظره المسيحية حقيقة مطلقة لا تحتمل الخطأ، وبالتالى لا يجوز وجود حوار عنده بالنسبة للمسيحية، وهو الأمر نفسه عند اليهودى والدرزى والبهائى، والذى ليس له دين أيضا يعتقد أن كفره حقيقة مطلقة لا تحتمل النقاش، أما ما يتكلم فيه المسيحى مع المسلم والمسلم مع اليهودى فيتكلمون فيما أسميه حوار الحياة، نحن نتحاور حول مسألة واحدة وهى كيف نعيش معاً؟، هل نعيش معاً فى صراع وجدال دائمين يتربص كل منا بالآخر، حتى إذا وجد فرصة اقتنصها فاغتاله أو قضى عليه، أم نعيش فى تعاون كى نعمر هذه الأرض ونستفيد جميعاً من خيراتها، التى تكفينا كلنا، إذا انتفى الجشع والطمع وحب الاستئثار بالخيرات، لأن الله لم يخلق الناس ليتركهم سدى أو عبثاً أو يموتوا جوعاً، إنما خلق لهم ما فى الأرض جميعاً تفضلاً ومنة منه سبحانه وتعالى.
    نحن استأثر بعضنا ببعض خيرات الأرض، وتركوا بقية شعوب العالم فى هذا الفقر، فنحن نتحاور مع أهل الأديان الأخرى حوار الحياة وليس حوار الدين أو اللاهوت، لأن إخوانا المسيحيين بيحبوا الكلمة دى، لأن حوار الحياة كيف نعيش، لكن حوار اللاهوت دينك خطأ وأنا صح، ويصل إلى نتيجة، وهى الصراع.
    عندما أسسنا الفريق العربى للحوار الإسلامى سنة ١٩٩٥، من مجموعة من المشتغلين بالعمل العام فى مصر ولبنان وسوريا والأردن والإمارات وبعض الدول الأخرى، اتفقنا على أن يكون هذا هو منهجنا وأصدرنا وثيقتنا الأولى بعنوان «العيش المشترك أو العيش الواحد» وقلنا فيها إن هدف هذا الفريق هو حوار الحياة، والنتيجة التى يصل إليها هذا الحوار داخل الوطن الواحد هى العيش الواحد، وداخل الأوطان المختلفة العيش المشترك، يعنى أنا أعيش مع المسيحيين المصريين وهم يعيشون معى عيشة واحدة، والعرب المسلمون والمسيحيون يعيشون مع بعضهم البعض عيشة واحدة، لكن كلا من العرب المسيحيين والمسلمين يعيشون مع العالم الأوروبى والأمريكى والأسترالى والآسيوى والأفريقى عيشة مشتركة.
    والفرق بين العيش الواحد والمشترك، هو أنه فى العيش الواحد أنا أحتمل منك ما لا أحتمله من نظيرك فى عيش مشترك، أنت تقبل منى فى العيش الواحد ما لا تقبله من نظيرى فى العيش المشترك، ففى العيش الواحد ليس بيننا كرامات، بينما بيننا أخوة وتعاون، وأتنازل لك وتتنازل لى وتفسح لى الطريق لأننا فى النهاية عائلة واحدة، يحمل بعضها بعضاً ويتحمل بعضها بعضاً ويعين بعضها بعضًا ويعضد بعضها بعضها، لكن فى العيش المشترك نحن نتقاسم خيرات الحياة، لا أقبل أن تزاحمنى فى الخيرات التى أملكها، ففى العيش الواحد علاقات محبة وأخوة معيارها قول الله تبارك وتعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين»، وهناك علاقات عيش مشترك معيارها «هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها» لينظر كيف نعمل، فأنا هل سأؤدى واجبى فى عمارة الأرض ولا أتنصل.
    أنا إذا أديت واجبى فى عمارة الأرض أكون قد أطعت الله فى عمارة هذا الجانب، وإذا أخفقت فى تحقيق واجبى، كما هو حال الدول الإسلامية عامة اليوم، وحال أغلبية المسلمين اليوم فى العالم مخفقون فى تأدية واجب العمارة، ويعيشون عالة على غيرهم، فهنا يكون من لا يؤدى واجبه فى عمارة الأرض عاصيا لله سبحانه وتعالى فى هذا الأمر، طيب وإذا أردت أن أقوم بواجبى لإعمار هذه الأرض فتأتى بريطانيا أو فرنسا وتستعمرنى، أو أن تقول لى أمريكا لا تزرع فى أرضك قمحا ولا ذرة ولا شعيرا، كما قال لى أحد الحكام العرب، إنه منعوه من زراعة الشعير فى بلده، وعندما زرع شعيرا دون أخذ رأيهم ضربوا بيتا من بيوته بالطيران، فإذا وقع هذا فلابد أن أدافع عن نفسى، لابد أن أقف فى وجه هذا الذى يحاول أن يمنعنى من إعمار الأرض، وأقول له هذا ليس حقك، إذا فمعيار العيش المشترك يختلف عن معيار العيش الواحد، أنا فى العيش المشترك حدى هو حقى وحدك هو حقك، أما فى العيش المشترك فقد أترك بعض حقى لأن الهدف هو أن تمشى السفينة فى هذا البحر، إلى أن تصل إلى بر السلامة، لكن الهدف فى العيش المشترك هو أن يحصل كل ذى حق على حقه دون أن يعتدى عليه أحد.
    ■ المسلمانى: سافرت إلى أوروبا كثيرا، فكيف رأيت المسيحية الأوروبية؟
    - العوا: المسيحية الأوروبية ليست لونًا واحدًا وإنما ألوان كثيرة، ربما كانت بعدد المسيحيين الأوروبيين، لأن سلطان الكنيسة قل جداً فى أوروبا ولم يعد كما كان فى العصور الماضية، لكن يوجد فارق أساسى فى التحاور مع بابا الفاتيكان والكنيسة البروتستانتية الإنجليزية.
    ففى الحوار مع الفاتيكان أنت تتحاور مع مؤسسة لها مطالب وأهداف محددة، فجميع الحوارات مع الفاتيكان مثلا كان فيها كلام عن الحق فى بناء الكنائس فى كل بلاد الإسلام، ويصرون على أن يذكروا مكة والمدينة وليس المملكة العربية السعودية، لماذا لا نبنى كنيسة فى مكة والمدينة، وعندما ننقل الحوار بأن مكة والمدينة مقدستان ولا يجوز أن يكون فيهما دين آخر، طيب بقية المملكة العربية السعودية لماذا لا نبنى فيها كنائس؟.. كما يتحدثون دائماً عن الجماعات الكاثوليكية الموجودة فى بلاد أخرى مثل مصر، وأين حقوقهم ومدارسهم مع أن مدارسهم تفوق مدارس المسلمين فى مصر، يعنى المدارس الكاثوليكية إذا «عدّيت» فهى أكثر بثلاث أو أربع مرات من المدارس الإسلامية أو التى تدرس المنهج الإسلامى، ومع ذلك يتحدثون عن اضطهاد مدارسهم، ولكن ليس من حق أحد أن يبشر بالإسلام فى بلادهم.
    ■ المسلمانى: تكلمنا عن العلاقة بين الأقباط والمسلمين على المستويين العربى والمحلى فماذا عن العلاقة بين الأقباط والمسلمين فى مصر؟
    - العوا: الأقباط والمسلمون إخوان فى هذا الوطن منذ دخول الإسلام إلى مصر وحتى اليوم، وسيظلان هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، جميع المحاولات التى تجرى من جانب بعض المتعصبين المسلمين، أو من جانب بعض المتعصبين الأقباط، محاولات حمقاء لاتصيب أى نجاح إلا نجاحا وقتيا فقط لمدة ساعات أو أيام محدودة، ثم تذوب ويطويها النسيان ولا يذكرها إلا المتعصبون من الطرفين، إذا أرادوا أن يحيوا فتنة جديدة، يذكرون الناس بالماضى من هذه الفتن.
    علاقاتنا بإخواننا الأقباط من أحسن ما يكون، الشعب المصرى والشعب المسلم كأنهما شعب واحد لا تستطيع أن تفرق أحدهما عن الآخر، فالتعامل اليومى فى الشارع والمدرسة وعيادات الطبيب والصيدلية وفى كل شىء لايشوبه أى شائبة، لكن توجد بؤر تعصب وتنطع بين الطرفين موجودة، وهذه البؤر تشتعل ناراً فى مناسبات معينة، وتخمد وتطفأ فى مناسبات أخرى.
    عندنا مشكلة حديثة مع إخواننا الأقباط، حاولت التعبير عنها بأفضل ما استطعت من الدقة والرقة، فى كتابى «الدين والوطن» لخصت فيه علاقتنا بإخواننا الأقباط، دافعنا عنهم دائماً لأن ديننا يأمرنا بالدفاع عنهم إذا تعرضوا لأذى، وهاجمناهم كلما أخطاءوا فى حق ديننا دون أن نجاملهم، لأننا لا نستطيع أن نجامل فى الدين بسبب الأخوة فى الإنسانية أو الأخوة فى الوطن، وقلنا لهم وما زلنا نقول إن مهاجمة الإسلام لن تفيدكم فى شىء وإنما تضركم فى علاقاتكم بالمسلمين القائمين فى هذا الوطن، قلنا للمسلمين دائماً إن مهاجمة الأقباط من غير سبب أمر لا يقره الإسلام بل يمنعه القرآن الكريم «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم»، والأقباط لم يقاتلونا فى الدين ولم يخرجونا من ديارنا.
    هناك ظاهرة حديثة نسبياً ظهرت منذ سنتين تقريباً، ينبغى أن أقولها لك، وهى ظاهرة المطبوعات القبطية المتخصصة فى سب وشتم وإهانة الرموز الإسلامية الثقافية والفكرية، وهم يختارون بالذات الرموز الثقافية والفكرية يتكلمون عن الرموز الدينية الرسمية، فهم لا يتكلمون عن المشايخ فى الأزهر ولا الأوقاف ولا دار الإفتاء، لكنهم يتكلمون عن الرموز التى لها علاقة بالصحوة والإحياء وبالعمل الثقافى التوعوى فى الشارع الإسلامى والمنظمات الإسلامية، كلام أقل ما أقوله عنه أنه سخيف وفى أحيان كثيرة يتجاوز حدود الأدب، وهذا الكلام اقتضى أن نرد عليه فى كل مرة قالوه فيها، وفى كثير من الأحيان كانت تنشر على مواقعهم ومجلاتهم ولا مكان الرد عليه لأنه شتائم خالصة، فلم يكن لنا من وجهة نظرى رغبة ولا حق فى الرد على هذه الشتائم خليهم يشتموا زى ماهما عايزين.
    لكن لما تعرض الأمر للإسلام نفسه، لم يكن ممكناً أن نصمت، هذه هى المشكلة التى تواجهنا الآن، إنهم إخواننا الأقباط الأرثوذكس والإنجيليون عندهم أفواه تتكلم ومجلات وصحف يكتبون فيها تتعرض بما لايجوز للإسلام من حيث هو دين وعقيدة وشريعة وللذين يدافعون عن هذا الإسلام يحملون لواء التوعية به والدعوة إليه فى أوساط المسلمين داخل الوطن الذى هو مصر.
    نحن تحملنا ومازلنا نتحمل الكثير من إخواننا المسلمين، لمجرد أننا نقول إخواننا الأقباط، لأن المتعصبين كثيرون، كما أن أصدقاءنا الأقباط يتحملون الكثير داخل الصف القبطى عندما يقولون إخواننا المسلمين، لكن هذا الهجوم محتمل فى سبيل وحدة الصف الوطنى، أما أن تهاجم دينى أو عقيدتى أو شريعتى أو الرموز الإسلامية، فهذا أمر لايقبل، وهذه هى المشكلة القائمة حتى الآن، وأظن أن هذه المشكلة ستظل قائمة، مازالت هذه الأفواه أو تلك الصحف المتكلمة تمارس هذا العمل.
    ■ المسلمانى: بعض الدعاة الإسلاميين يقولون خلال خطبهم بعض الأشياء التى تصل إلى آذان الأخوة المسيحيين فيقال فصيل متطرف فى مواجهة فصيل متطرف؟
    - العوا: نحن نقر بالدين المسيحى، ونقر بنبوة نبيهم عيسى عليه السلام بن مريم، ونقر بأن أمه صديقة كما يقول القرآن، ونقر بأن الله أوحى إلى عيسى الإنجيل، فإذا جلس من يصف نفسه بأنه داعية إسلامى، وفرغ نفسه لمهاجمة المسيحيين فى سلوكهم أو عقيدتهم، فهذا مخالف فى الإسلام، فليس مطلوباً منا أن نهاجمهم ومن يهاجمهم مخطئ، ونحن نلومه علانية وليس سراً، لكن عندما يهاجمنا متطرفوهم فلا نصمت.

    ط§ظ„ظ…طµط±ظ‰ ط§ظ„ظٹظˆظ…


  2. #2

    الصورة الرمزية sherif222

    رقم العضوية : 21251

    تاريخ التسجيل : 06Oct2008

    المشاركات : 1,050

    النوع : ذكر

    الاقامة : maadi cairo

    السيارة: هيونداى أتوس مو 98

    السيارة[2]: فيات 128 مو 75

    دراجة بخارية: لا

    الحالة : sherif222 غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    hasad">

    الراجل ده محترم .. مشكور على الموضوع .



 

المواضيع المتشابهه

  1. رابطة مؤييدي الدكتور محمد سليم العوا
    بواسطة ahmedhossam86 في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-07-2011, 03:28 PM
  2. بحترم محمد سليم العوا ولاكن
    بواسطة mahmoudysf في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 24-04-2011, 02:31 AM
  3. رأى الدكتور محمد سليم العوا فى التعديلات الدستورية
    بواسطة zyadahmed في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 16-03-2011, 04:44 PM
  4. عين جالوت... محمد سليم العوا
    بواسطة Dr Zezo في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-12-2010, 04:38 PM
  5. حرب رمضان 1393 هـ محمد سليم العوا
    بواسطة Dr Zezo في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-09-2010, 02:09 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2