يا عم احنا شعب عندنا شيزوفرينيا شعب مريض نفسي كل اللى بيتقال ان البنات السبب يشوف على يو تيوب التحرش بالمحجبات فى قاعة المحاضرات فى جامعة القاهرة و سلملى على التدين و المظاهر الكدابةأنا مقتنع تمامًا أنه كلما نقصت الرجولة وقل عدد الدُكرة (مشتقة من الدكر) زادت نسبة التحرش الجنسي بالمرأة، أول ما الرجالة في مصر شحوا والقوة الجنسية ضعفت وتآكلت بفعل فيروس «سي» والسكر والمخدرات والسرطان والتلوث في الجو لجأ الرجال إلي ادعاء قوة الذكورة التي تبحث عن فائض تنفيثي بالتحرش الجنسي بالمرأة في الشغل والشارع بل البيت كذلك، والجيل الجديد كمان ضارب البانجو وضارب بوزه وضارب بجذوره في البطالة والعطالة بيتحرش بعدوانية وفظاظة وفجاجة، وبينما تحتل مصر المركز الـ «134» اللي هوه - بالصلاة علي النبي - المركز الأخير في قائمة دول العالم من حيث كفاءة سوق العمل فإن مصر تحتل المركز الأول في التحرش الجنسي بالمرأة تليها للمفاجأة أفغانستان.
وقد وصفت جريدة «واشنطن بوست» ذات مرة مصر بأنها واحدة من أسوأ دول العالم في نسبة التحرش بالنساء في الشوارع والأماكن العامة.
وتخيلوا أن الولايات المتحدة وبريطانيا تصدر نشرات رسمية من وزارة الخارجية في عاصمتي البلدين تحذر النساء المسافرات إلي مصر من إمكانية تعرضهن لتحرشات جنسية ونظرات غير مرغوب فيها. حيث إن 83.% من السائحات يتعرضن للتحرش الجنسي، يعني لا كرم ضيافة ولا أصول سياحة ولا أخلاق فرسان ويتعامل الدكر المصري مع السائحات علي طريقة «im egyptian».
وممكن طبعًا تقول إن المصري اللي يفضل مصري النيل رواه والخير جواه بيتحرش بالسائحات انتقامًا من الاحتلال الإنجليزي والعدوان الثلاثي ولأن البعض في مصر يفضلونها شقراوات وباعتبار الخواجات سبايا وجواري!! فماذا تقول في المفاجأة أن المحجبات يمثلن 72% من المتعرضات للتحرش حسب الدراسة التي أعدها المركز المصري لحقوق المرأة، (في تقدير دراسات إن 70% من المصريات محجبات،!) وكشفت الدراسة عن أن 64.1% من المصريات، يتعرضن للتحرش بصفة يومية، في حين أشارت 33.9% إلي أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة وليس بصفة دائمة، بينما أكدت 10.9% أنهن يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية، وفي المقابل تتعرض 3.9% للتحرش بصفة شهرية.
وفي دراسة مهمة عن التحرش الجنسي في مصر للباحثة هبة عبدالعزيز، جاءت النتائج صادمة إلي حد كبير، حيث اتضح أن نسبة من يتعرضن لأشكال التحرش بلغت 89% في أوساط المرأة العاملة، بينما تنخفض النسبة إلي 72% لدي طالبات الجامعة والمرحلة الثانوية، وأوضحت الدراسة أن هناك اتفاقاً بين عينات الدراسة (نساء مصريات وأجنبيات وذكور) علي سبعة أشكال من التحرش والتي تتمثل في عدة أشكال منها:
أولاً: لمس جسد الأنثي، (لم إيدك جاك قطع إيدك).
ثانيًا: التصفير (فاكر نفسك عمرو دياب يا خفيف).
ثالثًا: النظرة الفاحصة لجسد المرأة، (عينك يندب فيها رصاصة من الرصاص الحارق الممنوع استخدامه دوليًا).
رابعًا: التلفظ بألفاظ ذات معني جنسي، (الحدق يفهم، لكن الحدق حمار).
خامسًا: الملاحقة والتتبع، (قربنا علي الحارة يا ندل وديني لتندم).
سادسًا: المعاكسات التليفونية (اقفل يا كلب عمي بيشتغل في مباحث التليفونات وحنقبض عليك).
سابعًا: المعاكسات الكلامية، (يا سم).
الغريب أن التحرش الجنسي ينتشر في الأيام المفترجة بالذات ونحن خارجون من شهر رمضان علي عيد الفطر، وفي عيد الأضحي طبعًا، يعني رغم حالة التدين ومظاهرها المنتشرة تلاقي انحرافات جنسية متسعة والمصيبة أن منتخب مصر حين يفوز بكأس الأمم الأفريقية فإن العيال تخرج تتحرش بالبنات في الشوارع، هذا ليس تصرفًا يدل علي إحباط بل العيال ساعة ما بتفرح تتحرش، ساعة ما تحتفل بالعيد تتحرش وكأن التحرش جائزة ومكافأة واحتفال، ثم التحرش أيضًا جماعي وعلني، مائة شاب يجرون خلف بنتين، وكأنه تعاون وتكاتف بين عشرات ومئات علي ارتكاب خطأ بلا ندم ولا تردد، ثم التحرش يتم بعنف وليس معاكسة وغزلاً زي زمان، ولا تقول لي بقي الكلام الحمضان بتاع الشهامة والجدعنة.
أول حاجة يستغفل بها المصريون أنفسهم ويضحكون علي ضمائرهم عندما يرون أو يسمعون عن جرائم التحرش إن البنت أو البنات يستاهلوا عشان لبسهم خليع أو عريانة أو إيه اللي خلاها تمشي مع خطيبها، الحل العبقري في اللامبالاة وشراء الدماغ وقلة الأصل أن نلوم الضحية ونقول إنها تستاهل، أصل طريقة لبسها.. أصل طريقة كلامها، وكل هذه مبررات بغيضة للتحرش، بينما لا يوجد أي مبرر للتحرش ولا ذنب يقع علي المتعرضات للتحرش، فالتحرش قد يطول الناس في بيت واحد، وقد يطول المحجبة والمحتشمة كما يطول غير المحجبة، الصغيرة مثل الكبيرة، بل هناك نسبة من المنقبات يتعرضن للتحرش كذلك، لكن مجتمعنا يحاول تبرئة الدكر بينما يلقي كل اتهاماته علي البنات وهو انحياز آخر يؤكد أن بيننا وبين التفكير العاقل مسافة طويلة قد لا نستطيع أن نقطعها بسرعة!
لابراهيم عيسى نقلا عن الدستور
المفضلات