همسة عتاب
استهللتُ بالبكاء قصيدتي
حتى يرق لي قلبه أو يلين
لكنه قد أدرك على الفور حيلتي
وأخذ منه الوجدُ والأنيـــــن
وقال في سخريةِ:ـ ما بال أميرتي
تتعالى فوق رقاب المحبيـــن؟
فأجبتهُ :ـ كيف وهواك يسكنُ مهجتي؟
والروح تنساق إليك وتستكين
فانطلق مني ضاحكاً يهذي يا لسذاجتي !!
فصرختُ بوجهه كيف بحبي تستهين؟
فأجابني : ـ مَن مِنا بالغرام يستهين صغيرتي؟
مَن منا قد حطم قلوب العاشقين؟!
أعوام قد مرت وأنا اتجرع فيها حسرتي
أمام قلبك القاسي الذي لا يلين
فبكيتُ .. إن لم تجبني الآن كتبتُ وصيتي
بحبر دمي ونزيف قلبي المسكينِ
فدنا مني تمسح يداه دمعتي
في رقة فاقت حدود الواصفين
وسرى هواه فى دمي وكل أوردتي
يحي عطرهُ ذلك الشوق الدفين
فقلتُ:ـ إدنو حبيبي واستمع لقصتي
بقلب عاشق لا ترنو إليه الظنون
بالأمس كنتُ لا أملكُ حريتي
والقلب أسيراً للشوقِ والشجون
واليوم قد أعاد لي القدر بسمتي
وتحرر حبي وانتشت روحي والحنين
فبالله إن كنتَ غفرت لي يوماً ذلتي
فامضي ولا تبالي لقول الحاقدين
وامدد يداك لى اليوم واحيي نبتتي
واروي ظمأ عانيتُ منه سنين
واحملني بين يديك وقل هذي حبيبتي
وتلك قصتنا ارويها لقلوب العاشقين
بحبر الدم ونبض الفؤاد وسيلتي
وهمس الروح ينساق عطرا للسامعين