ربما يعرف بعضنا الكاتب الساخر العظيم محمد عفيفى رحمه الله، وربما لا يعرفه بعضنا ولكن هذا العظيم كان رائد مدرسة من مدارس المقالات الساخرة ، ربما يكون من اشهر تلامذتها الكاتب الكبير احمد رجب والقصصى البارع احمد خالد توفيق، انقل هنا ما اذكره من مقالة قراتها منذ اكثر منذ 15 عاما للعظيم محمد عفيفى عن منادى السيارات (للأسف ضاع بعضها من ذاكرتىبعد هذا العمر الطويل ولكن ساكتب ما اذكر):
"منادى السيارات،هذا الشخص الذى لا أعرف ما هى وظيفته ، فالسيارة سيارتى والشارع شارع الحكومة وانا بعرف اسوق، يبقى ايه لازمته هوا فى النص،كمان انا مش عارف هو ليه اسمه منادى، مع انى عمرى ما شوفته بينادى على سيارتى"فورد 51 ونبيتى كمان" ، وحتى لو نادى عليها فهى بالتأكيد مش هاترد،كما انه يلقى على تعليمات لا لزوم لها واشبه بالإهانات، اثناء رجوك بالسيارة يقول لك هات...هات..هااات ...بس، كأنه لو لم يقل لى هات لما جبت ولم لم يقل لى بس لخبطت فى السيارة التى خلفى وضللت ادفعها الى الأبد، صحيح انه احيانا يدفع السيارة التى أمامك، طب ماهو هو اللى جابها امامك اصلا، قد يقول قائل انه يحرس السيارات ويمنعها من السرقة، طب طالما ان الحال كذلك لماذا لا تعين الحكومة منادى للمحافظ يحرسها فى الأتوبيس، ومنادى لشنط السيدات يمنعها من السرقة فى الشارع
الخلاصة اننى لا اعرف وظيفة هذا الشخص واجد القرش الدى ادفعة له(المقالة مكتوبة فى السبعينات) قرشا لا لزوم له،قد يقول قائل، اعتبره زى القرش اللى بتديه للشحاتين، فأقول لهذا الشخص ان القرش الذى اعطيه للشحات بينى لى قصرا فى الجنه، ومن الذى يكره قصرا فى الجنة بقرش، اما القرش الذى اعطية للمنادى فهو قرش لا لزوم له مقابل عمل انا لم اطلبه
توجد طرق عديدة للتهرب من دفع القرش لمنادى السيارات، اشهرها انك تطلع له جنيه بحالة وتقول له ان معاكش فكة، غالبا سيقول لك بابتسامة صفراء، خليها علينا المرادى يابيه، لكن احيانا تفشل هذه الطريقة لأنه ساعات بيكون معاه فكة وفى هذة الحالة هاتتكسف تديله قرش واحد وممكن تديله قرشين
الطريقة الثانية انك تقفل الشباك وتنخرط فى نوبة من السعال وانت معدى جنب المنادى وتعمل نفسك مش سامع، صحيح انه ساعات بيخبط لك على قزاز العربية بس انت ولا كأنك هنا، صحيح انك بعد ما تمشى من الجراج هاتسمعه وهو بيشتم فى بهوات آخر زمن لكن هذه هى ضريبة التمسك بالمبادئ
اما الطريقة الثالثة والتى اتبعها دائما وقلما تفشل فهى كالتالى: اولا وانت نازل من العربيه حاول المنادى ماياخدش باله من ملامحك، ويفيد فى هذا الصدد انك تكون لابس هدوم مش مميزة، لما تيجى راجع العربية حاول تدارى وشك ، وممكن ترفع ياقة البالطو وتلبس نضارة الشمس ، لا داعى لتركيب لحية مستعارة فهذا نوع من المبالغة لا لزوم له، والآن اقترب من السيارة،إركب مش من باب السائق ولكن من الباب الأيمن الذى تركب منه زوجتك، اركب السيارة وافقل الباب بهدوء لأن اذن المنادى تلتقط اى تكة، قبل ما تدور السيارة عشق الفتيس ولف الدريكسيون ناحية الشمال ، والآن دور وانطلق باقصى سرعة، ستسمع المنادى قادما من آخر الشارع جرى صائحا "آيييييوه" ولكن انت ستكون انطلقت وبسرعة 60 كيلو كمان، ويمكنك ان تقفل الشبال حتى لا تسمع ما سيقوله عن بهوات أخر زمن، دائما ما افعل هذة الطريقة وانطلق شاعرا بنشوه الإنتصار على المنادى"
انتهت مقالة الساخر العظيم رحمه الله، والغريب ان ما قاله منذ ثلاثين عاما لا زال هو نفسه ما ينطبق على ما يحدث اليوم، باستثناء ان القرش تحول بقدرة قادر الى جنيه
المفضلات