الرباط- منعت السلطات المحلية ومصالح الأمن بمدينة المحمدية بالمغرب محاولة تنظيم "إفطار علني في نهار رمضان" في إطار حملة احتجاجية تطلب بإلغاء فصل من القانون يجرم الإفطار العلني في رمضان، فيما وصف المجلس العلمي المحلي مجموعة المفطرين بـ"جماعة من الفتانين". وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الحملة تمت بمبادرة من زينب الغزاوي، الصحفية بـ"لوجورنال إيبدومادير" والعضو بمنظمة تدعى "الحركة البديلة من أجل الدفاع عن الحريات الفردية" المعروفة اختصارا بـ "مالي"، كما يدعم هذه المحاولة التي نظمها ستة مغاربة بعض الأجانب، وكذا بعض المؤسسات الصحفية الوطنية والأجنبية التي دعيت لتغطية هذا العمل، بحسب الوكالة.




وكان عدد من المنتسبين إلى لحركة "مالي" قد ضربوا موعدا عبر موقع "فيس بوك" العالمي لتناول وجبة غذاء أول أمس الأحد أمام محطة القطار بالمحمدية احتجاجا على الفصل 222 من القانون الجنائي الذي يجرم الجهر بالفطر في نهار رمضان.
وتدعي هذه المجموعة أن المغاربة غير متسامحين مع الراغبين في الإفطار عمدا في رمضان، وأكدوا خلال دردشاتهم على مواقع للإنترنت ومنها الفيس بوك أن الصلاة والصيام وباقي أركان الإسلام لا تلزمهم في شيء، وأنه من حقهم عدم أداء تلك الفرائض وليس من حق المجتمع محاسبتهم.
واستنكرت المجموعة إقدام أجهزة الأمن على اعتقال ومحاكمة عدد من المواطنين الذين ثبت في حقهم ارتكاب جرم الإفطار العمد في رمضان الذي يعاقب عليه القانون الجنائي في الفصل 222 بالسجن لشهور معدودة إلى جانب الغرامة.
وقبل أيام أدين شابان في الرباط بالحبس لشهر لأنهما أفطرا في الشارع، وتم اعتقال شاب آخر في مراكش، ويعلق أحد أعضاء الحركة الذي حضر إلى عين المكان: "الصيام أو الإفطار مسألة شخصية لا دخل للشرطة فيها، الفصل 18 من الدستور المغربي يضمن حرية العقيدة، وبالتالي فإن الفصل 222 من القانون الجنائي يخالف روح القانون، لا سيما أن المغرب سبق له التوقيع على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وعلمت "إسلام أون لاين" أن الشرطة المحلية بمدينة المحمدية اقتادت الشباب المغاربة الذين كان من بينهم أجانب غير مسلمين داعمين للمبادرة إلى التحقيق، حيث اعترفوا بما أقدموا عليه بدعوى أنها "حق في ممارسة الحرية الفردية".
وأصرت المجموعة على اصطحاب مجموعة من الإعلاميين الأجانب بشكل خاص لتسليط الضوء على ما أقدموا عليه وإعطائه بعدا دوليا، وهو ما رأى فيه متتبعون رغبة من طرف المجموعة في كسب تعاطف دولي للضغط على السلطات المغربية لتغيير القانون الجنائي وعدم معاقبة المفطرين عمدا في الشهر المعظم.

جماعة فتانين
وفي المقابل شجب المجلس العلمي المحلي لعمالة المحمدية من جهته اليوم الثلاثاء محاولة الإفطار العمد بقوة، وقال إن الأمر يتعلق بـ جماعة من الفتانين جاءوا إلى هذه المدينة للتظاهر بالأكل نهارا في يوم من أيام رمضان مع ما في ذلك من إبطال فريضة الصيام التي هي ركن من أركان الدين، مدعين أن ذلك من جملة ممارسة حرية الأفراد".
وأضاف المجلس في بيان نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الثلاثاء أنه "إذ يستنكر هذا العمل الشنيع، يذكر بأنه عمل يدخل في تحدي الله ورسوله، مع ما يترتب عليه في الشرع من العقوبة الصارمة".
واعتبر المجلس "أن المغرب الذي يبني مقومات حياته في مجالات الحقوق والحريات في انسجام تام مع ثوابته الدينية بضمانة أمير المؤمنين، لا يمكنه أن يقبل المجاهرة بالمعصية، لأنه يعتبر تلك المجاهرة تشجيعا على المعصية بل تحريضا عليها".
وحذر المجلس "مما قد يترتب على مثل هذه التصرفات من عواقب في وسط أمة تحرص على دينها الحق ولا تخفى عليها مخططات المغرضين".
ويأتي الإفطار جهرا من ضمن الممارسات التي تعد دخيلة على المجتمع المغربي وذلك بعد إقامة عرس علني للشواذ بمدينة القصر الكبير (شمال) قبل عامين، ومبادرة جمعية "كيفكيف" للشواذ بإلغاء القوانين التي تجرم الشذوذ في المغرب.
وتتزامن حملة السلطات المغربية ضد المفطرين مع تصاعد الجدل في مصر جراء إلقاء الشرطة القبض على أكثر من 150 شخصا أثناء تناولهم الطعام أو التدخين خلال النهار في شهر رمضان في عدد من المحافظات، وهو ما رفضته عشر منظمات حقوقية بشكل قاطع واعتبرته انتهاكا واضحا للدستور والقانون وتعديا على الحريات الشخصية.


المصدر
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1252188111756&pagename= Zone-Arabic-News/NWALayout