المسيح الدجال و نزول عيسى عليه السلام
المسيح الدجال هو أكبر فتنة ستأتي على وجه الأرض منذ خلق الله آدم وحتى تقوم الساعة يقول نبينا (ص) كما فى صحيح مسلم من حديث عمران بن الحصين رضى الله عنه(ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة أمر أكبر من الدجال).
وروى بن ماجة فى سننه والحاكم فى المستدرك والطبراني فى الكبير وغيرهم من حديث أبى أمامة الباهلى رضى الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال (إنه لم تكن فتنة فى الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال وانا أخر الأنبياء وأنتم أخر الامم وهو خارج فيكم لامحالة وإن يخرج وانا بين ظهرانيكم فأنا حجيج لكل مسلم وإن يخرج بعدى فكل امرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ) .
ولكن من هو الدجال ؟ ولماذا سمى بهذا الاسم ؟ وهل هو رجل من البشر أم من الجن ؟ ما وصفه ؟ وهل هو موجود الآن ام سيخلقه الله من اجل المهمة المكلف بها ؟ وان كان الله قد خلقه فأين هو الآن ؟ وكم سيمكث فى الارض ؟ وما هى الفتن التى سيأتى بها ؟ ومتى سيخرج ؟ ومن سيقضى على الدجال ؟ وكيف نتقى الدجال ؟
أسئلة كثيرة للغاية نحتاج إلى الإجابة عليها وسنجيب عليها باختصار فيما يلى :-
مسيح الضلالة أطلق عليه لقب المسيح حسبما قال العلماء لعدة أسباب منها انه يمسح الأرض كلها فى فترة مكوثه ويدخل كل مكان ماعدا مكة والمدينة وبيت المقدس وهناك بعض الروايات التى أضافت طور سيناء إلى هذه الأماكن فالدجال لا يدخل هذه البلاد ولكن يحاصرها فقط وقيل سمى بالمسيح لأن من اوصافه انه يملك عينا ممسوحة فلذلك سمى بالمسيح ولقب بالدجال والدجال من الدجل اى الكذب والغش والتلفيق فهو يكذب على الناس ويقول انى ربكم فيكفر بسببه مئات الآلاف من البشر إن لم يكن الملايين من البشر .
هو رجل من بنى البشر قال عنه نبيا هو شاب قطط – جعد الشعر – له عينة ممسوحة و عينه الأخرى طافيه وطافئة عليها غطرة غليظة من الجلد ذو ظهر منحنى مكتوب بين عينيه ك ف ر يقراها كل مؤمن يعرف الكتابة او لا يعرفها ياتى بفتن عظيمة وامور غاية فى العجب ولكن متى سيخرج الدجال ؟ يقول نبيا ان الدجال سيخرج لغضبة عظيمة يغضبها فما هى هذه الغضبة .
يقول نبينا (ص) عمران بيت المقدس خراب يثرب ، وخراب يثرب خروج الملحمة ، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية ، وفتح القسطنطينية خروج الدجال .
ويقول نبينا (ص) كما فى صحيح الإمام مسلم من حديث نافع بن عتبة رضى الله عنه ( أنه (ص) قال تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ، ثم فارس ، فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله) .
يقول نبينا (ص) ستصالحون الروم صلحا أمنا فتغزون انتم وهم عدوا من وراء ظهوركم فتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلون بمرج ذي التلول – مكان بالشام – هناك يرفع رجل من النصارى الصليب فيقول غلب الصليب فعندئذ يغضب رجل من المسلمين فيأخذ الصليب فيدقه فيدور قتال بين المسلمين وبين الرومان يقتل فيه خلق كثير من المسلمين فيفزع المسلمين الى أسحلتهم ويأتي المدد فينتصر المسلمون ويغنمون فيأتي الرومان تحت ثمانون راية تحت كل راية اثنتا عشرا ألفا – تسعمائة وستون إلف مقاتل – فيحتلون الشام والإضافة فى حديث مسلم يقول النبى لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج اليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ ، فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم – يفسر العلماء ان الرومان لا يريدون قتالا ولكن يريدون بقية جيش المسلمين الى هزم جيش الروم الاول واخد منهم الغنائم ولكن أنظر إلى رد قائد الجيش المسلم – فيقول المسلون لا والله لا نخلى بينكم وبين إخواننا ويبدأ القتال فيرتد ثلث جيش الإسلام وينضم على جيش الرومان وتدور المعركة الشديدة ثلاثة ايام القتال من نور الصبح حتى يدخل الليل ثم يفترق الفريقان ويسقط ثلث ما تبقى من جيش المسلمين شهداء هم خير الشهداء عند الله يومئذ ومع اليوم الرابع ينهض اليهم بقية أهل الإسلام فيقتتلون مقتلة عظيمة لا يرى مثلها حتى إن الطائر ليمر بجنباتهم فلما يتركهم حتى يخر ميتا وهذا دليل على كثرة القتلى والجثث على مساحة كبيرة جدا من الأرض فيتعاد بنو الأب كانوا مائة فلا يجدون إلا واحدا – يخرج المائة من عائلة واحدة فلا يبقى منهم إلا واحد – وتفتح على آثر هذه المعركة أوروبا ويفتح المسلمون القسطنطينية بدون قتال واثناء اقتسامهم الغنائم إذ يصرخ الشيطان ايها الناس إن الدجال قد خرج فى اهليكم فيعود الجيش ويبعث قائد جيش المسلمين بفرقة صغيرة من الجيش لإستطلاع الأمر وأرجو ان تنتبه جيدا لكلام سيد الخلق وهو يقول ( والله إنى لأعلم أسمائهم وأسماء أبائهم وألوان خيولهم هم خير فوارس على الأرض يومئذ ) .فيعودون فلا يجدون شيئا وما يلبث الدجال أن يظهر بعد زمان يسير .
ولكن هل الدجال موجود الآن أم سيخلقه ربنا بعد قبل قيام الساعة ؟
الدجال موجود الآن بل ورآه بعض الصحابة كما سأبين بعد قليل ولكن أريد قبلها ان أذكر ان هناك فى عهد النبى (ص) كان يعيش رجل ولد لأب وأم يهوديان يسمى صافى بن صياد كان نبينا يشك فى انه الدجال وكان عمر رضي الله عنه يقسم بالله أنه هو الدجال والنبى صلى الله عليه وسلم لا ينكر عليه هذا والحديث عن هذا الشخص طويل وأنا لا أريد ان اشق عليكم .
نعود لحديثنا كيف تقول أن بعض الصحابة قد رأى الدجال استعين بالله وأقول بأن هذا ليس كلامي ولكنه كلام نبينا الصادق المصدوق الذى لا ينطق عن الهوى والحديث فى صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس رضى الله عنها وانا سأذكر معنى الحديث حتى لا اطيل عليكم تقول فاطمة انها سمعت بلال مؤذن الرسول ينادى الصلاة جامعة ، الصلاة جامعة فأجتمع كل المسلمين الرجال والنساء والأطفال فصلى ركعتين ثم جلس على منبره واخذ يضحك ، فقال والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة وإنما لأني حدثتكم بحديث وجاء تميم الداري – رجل نصرانيا جاء لبيعة النبي وأعلن إسلامه – فحدثني بما وافق بما حدثتكم به ، خرج تميم الداري في رحلة بحرية مع ثلاثين رجلا فلعب بهم البحر وانتهى بهم المطاف إلى جزيرة فى البحر فرأوا دابة أهلب – دابة لفظة مؤنثة وأهلب صفة مذكر وهذا ليس خطأ فى الرواية ولكن لأن تميم الداري اختلط عليه الأمر لا يدرى هل هذه الدابة مذكر أم مؤنث – دابة أهلب اى كثيفة الشعر لا نعرف قبلها من دبرها من كثرة الشعر ، فقالوا ويلك ! ما انت ؟ قالت انا الجساسة . قالوا وما الجساسة ؟ قالت ايها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل فى الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ففررنا منها خوفا ان تكون شيطانه فرأينا أعظم إنسان رأيناه قط وأشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ، وما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا ويلك ما أنت قال لقد قدرتم على خبري أخبروني أنتم أولا عن نخل بيسان – بيسان مكان بالشام به نخل كثير – قلنا عن أى شئ تستخبر ؟ قال أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له نعم قال : اما إنه يوشك ألا تثمر ، قال اخبرونى عن بحيرة الطبرية ؟ قلنا عن اى شأنها تستخبر ؟ قال هل فيها ماء ؟ قلنا : هى كثيرة الماء قال : أما إن مائها يوشك أن يذهب ، قال : أخبرونى عن عين زغر؟ قلنا عن أى شئ تستخبر ؟ - عين زغر عين مياه فى فلسطين – قال : هل فى العين ماء ؟ وهل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له : نعم هى كثيرة الماء ،واهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبى الأميين ما فعل ؟ قلنا قد خرج من مكة ونزل يثرب ، قال أقاتله العرب ؟ قلنا نعم ، قال : كيف صنع بهم ؟ فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه ، قال لهم : قد كان ذلك ؟ قلنا : نعم ، قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه وإنى مخبركم عنى : إنى انا المسيح – يعنى الدجال – وإنى أوشك ان يؤذن لى فى الخروج فأخرج فأسير فى الأرض فلا ادع قرية الا هبطتها فى اربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتاهما )
وطعن النبى بمخصرته فى المنبر وقال هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة .
إذن تأكد لنا بالدليل القاطع أن الدجال موجود الآن فى جزيرة بحرية ينتظر الإذن بالخروج يأتى بفتن عظيمة يأمر السماء أن تمطر فتمطر ويأمر الأرض ان تخرج ما بها من كنوز فتفعل وتتبعه الكنوز كما تتبع ذكور النحل الملكة اول من يتبعه سبعون الف من يهود أصفهان يطوف الأرض كلها عدا مكة والمدينة والقدس وطور سيناء على ما قال بعض اهل العلم يمكث فى الأرض أربعون يوما يوم كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وباقي أيامه كسائر أيامنا يأتى على القوم يقول لهم انا ربكم فيقول احد الناس انت رب العالمين ؟ فيقول نعم فيقول إذا كنت أنت رب العالمين أحيى لى أمى وأبى ، فيتمثل شيطان فى صورة أبيه وشيطانه فى صورة أمه ويقولا له يا بنى أمن به فهو حقا رب العالمين يأتى معه نهران نهر من نار ونهر من ماء فأما النهر الذى من نار فظاهره نار وباطنه ماء عذب يشرب منه من يكفر بالدجال ومن يؤمن به يشربه من النهر الذى ظاهره انه ماء فى حين ان حقيقته نار تأجج وقانا الله شر هذه الفتن .
كيف نتقى هذه الفتنة ؟
للدجال دواء مسكن ودواء مهلك ، الدواء المسكن هو الاستعاذة من فتنته بعد كل صلاة كما اخبرنا نبينا (ص) ، كما أمرنا ان نقول فى دبر كل صلاة اللهم إنى اعوذ بك من فتنة القبر وعذابه وفتنة المحيا والممات وفتنة المأتم والمغرم وفتنة المسيح الدجال .
حفظ العشر الايات الأولى والعشر الأيات الأخيرة من سورة الكهف كما ورد فى بعض الروايات
السكن فى مكة أو المدينة فهاتان البلدتان لا يدخلهما الدجال .
اما الدواء المهلك للدجال فهو نزول سيدنا عيسى عليه و على نبينا الصلاة والسلام .
ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء شرقى مسجد دمشق واضعا كفيه على جناحى ملكين يتحدر العرق من جبهته كحبات اللؤلؤ يأتى بيت المقدس وقد نادى المنادى لصلاة الصبح فيعرفه أمير المسلمين فى هذه الفترة وهو المهدى فيقول تقدم يا روح الله صلى بنا ، فيقول لا إن بعضكم أمير بعض تكرمة الله لهذه الأمة .
وكما ذكرت فى السابق فقد آثار البعض شبهة كيف يصلى سيدنا عيسى وهو اعلى منزلة خلف المهدى وهل سيكون نزول عيسى عليه السلام بشرع جديد أم حاكما بشرع النبى محمد ؟
ينزل عيسى عليه السلام حاكما بشرع النبى محمد (ص) فينزل سيدنا عيسى ليقتل الخنزير و يكسر الصليب و لا يقبل من الناس إلا دين الإسلام ويصلى خلف المهدى ليؤكد أنه ما جاء الا ليحكم بشرع النبى محمد (ص) ويقول بعض اهل العلم أن سيدنا عيسى سيصلى خلف المهدى فى هذه المرة فقط وبعدها سيقوم هو بإمامة المسلمين، أما شبهة كيف يصلى عيسى خلف المهدى وهو أعلى منه درجة واعظم منزلة فنقول فى هذا الصدد بأن إمامة المفضول للفاضل جائزة شرعا ولا غبار عليها وثبت فى الصحيح أن نبينا (ص) صلى خلف عبد الرحمن بن عوف فى غزوة تبوك فلا غبار على هذه النقطة .
يقول الحق سبحانه وتعالى ( وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته )
ومعلوم أن عيسى عليه السلام لم يمت بل رفعه الله اليه لينزل فى وقت معلوم لينفذ مهمة محددة .
ينزل عيسى فما إن يراه الدجال حتى يذوب كما يذوب الملح فى الماء فيتبعه سيدنا عيسى حتى يطعنه بحربته عند باب اللد – مدينة فى فلسطين – ويقود جيش المسلمين لمحاربة جيش الدجال وهم اليهود حتى ينطق الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هناك يهودى خلفى تعال واقتله إلا شجر الغرقد وهو من شجر اليهود وبعدها يعيش المسلمون فى رخاء ونعيم ويفيض المال حتى لا يجد من يطلبه وتكون السجدة الواحدة خير من الدنيا وما فيها وتستمر الحياة على هذا المنوال لفترة قد تكون خمس او سبع سنين على بعض الروايات ثم يوحى الله الى عيسى عليه السلام إنى قد أخرجت عبادا لى لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادى إلى الطور .
فيفزع المؤمنون مع سيدنا عيسى إلى جبل الطور ويبعث الله على الأرض خطرا عظيما وهو يأجوج ومأجوج .
ولكن من هم يأجوج ومأجوج وما خطرهم وماذا سيفعلون وكيف سيقضى الله عليهم ؟ هذا إن شاء الله ما سنعرفه ولكن فى لقاء قادم إن شاء الله إن يسر ذلك الله وأعاننا عليه واعتذر عن الإطالة وانا فى انتظار تعليقاتكم وملاحظاتكم وأى استفسار عن اى نقاط غامضة انا مستعد فورا للإجابة عنها وفقنا الله جميعا لما يحبه ويرضاه ووقانا شر الفتن .
المفضلات