الله يرحمه دمر الاشتراكية التي كان يتغنى بها و فتح البلاد على الآخر للبضاعة المستوردة حتى صار التهليب و الكسب غير المشروع و غسيل الاموال شئ عادي جدا في عصره و ما تلاه . لمن لم يعاصروا فترة حكم السادات , أذكرهم بأنني كنت في الشارع يوم 19 يناير 1977 أنا و الوالد رحمه الله نتبضع و شفت بعينيا مظاهرات الجياع بسبب رفع اسعار العيش و السكر و الزيت و البنزين للضعف في غضون يوم واحد فقط . الاسعار كانت حاجة يوم 17 يناير 1977 و يوم 18 يناير ارتفعت للضعف فقامت المظاهرات في كل البلاد و يوم 19 يناير روحنا المنزل سيرا على الاقدام انا و الوالد بعد تحطيم المواصلات و اعلان حالة حظر التجول بعد 6 مساءا . الله يرحمه كان يركب عربية سيات أمام عدسات المصورين و كان رجاله من اثرياء الانفتاح بتوع بورسعيد مثل سيد متولي و أخيه عصمت السادات يركبون الكاديلاك و المرسيدس و كنا وقتها قبل شراء سيارتنا ال 125 موديل 1977 بنركب الاتوبيس بقرش صاغ و كان الناس فوق بعضها و ما فيش مكان نركب حتى على السلالم لان الناس كانت طالعة برة . أما التاكسيات فكانت تضع الفوطة الصفراء و لا تركب أحد سوى العرب الذين ياتون للسياحة صيفيا في الشقق المفروشة بتاعة المهندسين و الهرم . لقد فتح السادات مصر على البحري لعرب الخليج و السعودية فأرتفعت اسعار الشقق التمليك و خلوات الايجار بطريقة رهيبة جعلت الطبقة المتوسطة و هي اساس أي مجتمع تصاب بالافلاس و أرتفعت معها طبقة الحرامية و خدامات الشقق المفروش . أما عن ظهور طبقة الصنايعية الاثرياء أصحاب الذوق الهابط فنيا و مهنيا فحدث و لا حرج و لاننسى كيف طرقعت أغاني احمد عدوية و ليلى نظمي و كتكوت الامير و باعت اسطوانة ( أما نعيمة ) اكثر من ( حكم علينا الهوى ) لسيدة مصر الاولى أم كلثوم فماتت بحسرتها بعد ما سلبت منها سيدة مصر المدعية جيجي السادات مشروع الوفاء و الامل .
المفضلات