الموضوع: خلافات عائلية

قريت المقالة دى لـ يوسف معاطي وعجبتني وحبيت انقلهالكوا واشوف رايكوا..

خلافات عائلية

لأن الحكومة لفظة (مؤنثة) و الشعب لفظة (مذكرة) فيجب أن يحدث بينهما ما يشبة التزاوج والتعايش كأي زوج و زوجة تمضي بهما سفينة الحياة رغم كل ما يعتريها من أمواج ودوامات.. فيا شعب لا تزهق هكذا.. هذة حكومتك برضة وانتوا مالكوش غير بعض.. ويا حكومة لا تزعلي هكذا وتفقدي اعصابك .. ده شعبك برضه ماهوش حد غريب .. وطول مانتوا كقفول عليكم باب .. اتخانقوا .. وزعقوا .. قطعوا بعض .. إنما الحياة لازم تستمر وماتنسوش برضه إن انتوا عندكم عيال .. هو فية حد مستريح؟!
هذا ما كنت اقولة لهما في آخر زعلة .. وصرخ الشعب في اسى : ما كل الشعوب مرتاحة إشمعنا أنا؟! قلت لة يا شعب احمد ربنا .. أنت معاك حكومة لو لفيت الدنيا كلها مش هتلاقي زيها .. أنت بتاكل من الوظاهر الكدابة و الكلام اللي بيقولوة بره .. ده فيه شعوب شايفة الويل وبتنام من المغرب زي الفراخ.
أنت شعب سهران وآمن والقهاوي شغالة أربعة وعشرين ساعة ومحدش بينام من غير عشا . وقاطعته الحكومة وقالت لي .. هو كده ما بيحمدش ربنا .. والله لو عملت له إيه!! برضه معترض وناكر للجميل .. ده أنا قايداله صوابعي العشرة شمع .. اللي حتى ما سمعت منه كلمة حلوة .. وبكت الحكومة .. فتأثرت جداً لحالها وربتت على كتفها وهي تتشحتف وقالت بين دموعها: يروح يشوف الحكومات التانية اللي شهوبهم مهنيينهم!!
قلت له: عاجبك كده يا شعب .. ياللا خد حكومتك .. واقصروا الشر .. ربنا يهدي سركم ..
قال الشعب: ماشي .. أنا حارجع إنما العصمة لازم تبأة في إيدي!!
هنا تغيرت ملامح الحكومة التي قطعت قلبي ببكائها منذ ثوان وكشرت عن أنيابها وقالت .. نعم يا خويا .. العصمة تبقى في ايدك هوه أنا دقة عصافير .. العصمة تبقى في إيدك وآما تحب تغيرني .. تغيرني بمزاجك مش كده؟! ما انا عارفة الشعوب كلها كده عينها زايغة ويندب فيها رصاصة ..
قال الشعب وقد نفذ صبره يا سيدي دي خاربة بيتي .. ضرائب ورسوم وتمغات .. وغلا .. والحاجه اللي تخلص في دقيقة تقعد شهر أجيب منين؟! ده انا أصرف دم قلبي على العيل من دول لحد ما يتخرج وبعدين يقعد لي في البيت زي قرد قطع .. هنا صرخت الحكومة في وجهه قائلة .. ما أنت اللي عامل زي الارانب نازل خلف وبعدين جاي تشتكي .. هوه أنت اللي تخلف وعاوزني أنا اللي أشيل؟!
وإحتدمت المناقشة وكادت تصل الي شجار كبير فتجمع العيال يتفرجون .. هنا قلت لهم أرجوكم مش قدام العيال عشان ما يطلعوش معقدين ثم قلت للشعب انت اللي اخترتها من البداية وصقفتلها .. وأكيد كنت شايف فيها حاجات حلوة .. وانتي يا حكومة .. فاكرة أيام الخطوبة .. قصدي أيام التعيين يعني .. كنتي رقيقة وطيبة وتتحطي على الجرح يبرد .. إيه اللي حصل بس ..
خدي شعبك وروحوا اقعدوا في حته هادية.. بلاش مجلس الشعب والدوشة والهيصة..
اقعدوا على النيل كده واتكلموا بصراحة.. ناقشوا مشاكلكم بهدوء .. وإنتي برضه يا حكومة لو لفيتي الدنيا كلها مش حتلاقي شعب زي ده.. طيب ومستحمل وصابر .. ياللا .. ما تشمتوش فيكم الشعوب والحكومات التانية في الايام المفترجة دي.. اخزوا الشيطان ..
هنا رق قلب الحكومة وقالت للشعب .. طيب تعالى .. ماتعيطش العيال ح أشغلهملك .. والضرائب ح أخففها شوية .. وابتسم الشعب ابتسامة مليئة بالأمل كطفل يصالحه أبويه ..
ولكن فجأة .. أتت الرياح بما لا تشتهي السفن .. خيث وقعت الكارثة الكبرى في أمريكا .. وانهار المركز التجارب العالمي .. وتحطم البنتاجون .. وصارت الدنيا كلها وكأنها وقفة فوق آتون ملتهب .. وانشغلت الحكومة عن الشعب .. ونسيت كل شيئ عملا بالمثل القائل .. مصائب قوم عند قوم فوائد ..
والشعب نفسه انشغل واحذ يحدق في التليفزيونات ويدردش على المقاهي.. ويطلق نكاتا عبقرية .. وكنت كلما التقيت يه .. بالشعب يعني.. أتجنب أن أثير الموضوع القديم حتى لا اوقع بينه وبين الحكومة .. والحكاية مش ناقصة .. ما دام اتصالحوا عاى كده ربنا يهني سعيد بسعيدة..
ولكن فجأة .. أنتبه الشعب .. وجاء لي غاضبا ثائر وقال لي .. بنفاذ صبر .. أنا لازم أتطلق .. يا أما ح ارفع قضية على الحكومة .. قلت له: اهدا .. احنا في ايام مفترجة وما يصحش الكلام ده دلوقت .. استنى بس لبعد العيد يا شعب .. عشان خاطري .. اديلها فرصة تانية.. واقنعتة أخيرا أن ينتظر .. وسينتظر .. إن روعة هذا الشعب في قدرتة على الانتظار ..
وهكذا ندرك عبقرية الشعب المصري الذي لا ينفصل عن الحكومة ولا يطلقها ولا يخلعها وإنما يكتفي دائما بأن يقول لها أنا مخاصمك!!
ويعود بعد كل ذلك ليدفع الضرائب ويصفق لها ويهتف لها .. ما أروع شعبنا!! عاوز يعيش!!