كيا نيو سيراتو...تقرير كامل مصور


1- تمهيد

بدايةً أتوجه بالشكر لكل من:

أ/ كريم منير على إعطائي الشرف أن أكون من ضمن وفد المنتدى المُقيم للنيو سيراتو

م/ خالد فاروق على سعة صدرة و تحمله لنا و تضحيته بيوم أجازته بعيداً عن عائلته

م/ أحمد إسماعيل على الصحبة الممتعة في اليوم ده

م/ غازي على سماحه بعرض بعض الصور الخاصة بسيارته


2- مقدمة

طالعنا جميعاً بمزيد من الشغف سيارة كيا الجديدة "نيو سيراتو" أو Forte...و التي طُرحت في الأسواق المصرية منذ ما يقرب من العام...فقد جاءت لتحرج العديد و العديد من المنافسين و وضعتهم في مأزق صعب الخروج منه و ذلك للعديد من الأسباب التي سوف نتناولها لاحقاً في هذا التقرير.

النيو سيراتو تمثل نواة التغيير في سياسة كيا الجديدة حيث إعتمدت الشركة بشكل أساسي على عُنصُري الجذب و الإبهار في تسويق هذه السيارة؛ فقد جاءت بشكل خارجي و كماليات يُعتبروا ثورة في هذه الفئة السعرية و لا ينافسها في الشكل سوى سيارات تفصلها سنوات سعرية ضوئية عنها.

منذ طرح هذه السيارة في الأسواق المصرية و هي محل إعجاب آلالاف المستهلكين و المتابعين لسوق السيارات و إن لم يكن هذا يمنع وجود العديد من المنتقدين الذين يشككون في قدرات السيارة و هذه طبيعة الحال في أي شئ في دنيانا.

دعونا نتكلم تفصيلياً عن السيارة و نحاول أن نغطي جميع الجزئيات و المميزات و العيوب الخاصة بها في هذا الموضوع.


3- السيارة من الخارج

دون الحاجة إلى كلام منمق و منظم...النيو سيراتو تحمل واحد من أنجح و أفضل التصاميم الخارجية في تاريخ سوقنا المصري في تلك الفئة السعرية...و أعتقد ان الكل يجمع على هذا.

نجح بيتر شراير الألماني الجنسية و بخبرة 25 عام كمصمم لشركة أودي في إخراج هذه التحفة الفنية...فقد أخرج السيارة ليس فقط بتصميم متميز و لكن أيضاً بنسب رائعة تجعل السيارة ككل قطعة واحدة جميلة تجذب الأنظار إليها.

مقدمة السيارة تمتاز بالطابع الهجومي البحت مما يعزز من الشكل الرياضي للسيارة ككل...فقد جاءت المصابيح الأمامية بخلفيتها الداكنة و عرضها مكملة مع شبكة شراير الشهيرة...بالإضافة إلى فتحات ضخمة بالإكصدام السفلي تجعل من المقدمة أشبه بنمرغاضب يستعد للإنقضاض على فريسته.


أما جانب السيارة فقد جاء أيضاً مكملاً لروح السيارة الرياضية و يظهر ذلك بوضوح في الخط الممتد من الفوانيس الخلفية و حتى الفوانيس الامامية...و الذي يتوقف قليلاً بعد المرايات الجانبية ثم يعاود الإستمرار إلى الفوانيس الأمامية...


و على صعيد الخلفية؛ فقد أتت ألمانية بالكامل فهي مملوؤه بروح أودي بخطوطها الحادة و الهجومية و شكل الفوانيس و يؤكد هذا الإكصدام الخلفي المزود بقطعة بلاستيكية سوداء تبرز الشكل الرياضي للسيارة...و خصوصاً إذا كانت مزودة بفتحة إخراج العادم من النيكل.



أعتقد ان كيا بهذا التصميم نجحت بشكل بالغ في تسويق النيو سيراتو و هو ما نراه بالفعل في شوارعنا المصرية؛

فلو قمنا بعمل إستطلاع رأي في الشارع عن سبب شراء هذه السيارة لنجد ان الشكل الخارجي سوف يأتي في المرتبة الأولى.


4- السيارة من الداخل

كنا قد تحدثنا عن روح السيارة الخارجية الرياضية و كيف ان كيا لم تتهاون في إخراجها بصورة مبهرة...و لكن إذا تحدثنا عن المقصورة الداخلية فسنجد انها حظت بنفس الإهتمام حتى تخرج بروح مقاربة للشكل الخارجي.


فيأتي الكونصول الأوسط و الأبواب و بعض الأجزاء الأخرى من المقصورة بلون فضي أو لون تيتانيوم يعطي مظهراً رياضياً أخاذ.



و بلوحة العدادات المكونة من ثلاثة دوائر متداخلة و اللون الأحمر الناري حول عداد السرعة...يتفجر الإحساس بالرياضية....و لكن يوجد ما يؤخذ على دوائر العداد حيث انها لا تمنح الجالسين بالسيارة الرؤية الكاملة للعدادات و خصوصاً عداد السرعة مما يجعل الركاب في حيرة من أمرهم...أي سرعة نحن عليها الآن؟ بالطبع هذا لا يهم السائق في شئ بل يجعله مرتاحاً من إصرار الركاب و خصوصاً الوالدين و الزوجات على تخفيض السرعة :)


مقود السيارة جاء أيضاً ليعزز من الإحساس الرياضي بالسيارة...بتصميمه ذو الثلاث فتحات و اللون الفضي و الكسوة الجلدية و التي نجحت كيا في إخفاء كونها مصنوعة من الجلد الصناعي :)

كثُر الكلام على الخامات الداخلية للنيو سيراتو و مدى جودتها و لكن دعونا نتفق على شئ...فئة الSX مختلفة كثيراً عن باقي الفئات الأقل منها من حيث الخامات الداخلية....ففئة الSX تأتي بالجزء العلوي من التابلوه مصنع مادة مطاطية مرنة أما في الفئات الأقل فمصنعة من البلاستيك المصمت...و في الأبواب نجد أن الSX أبوابها مكسوة بالجلد المطرز...و لكن في الفئات الأقل فهي بلاستيك فقط....نفس الكلام ينطبق على عجلة القيادة...إذا يجب ان نلتمس العذر للأراء التي تذم في الخامات الداخلية حيث أنها تختلف إختلافاً كبيراً من فئة الSX للفئات الأقل منها.


و من ناحية أخرى نجد ان مقاعد السيارة ناشفة بعض الشئ و قد تصيب الجالسين بالإرهاق بعد فترة من السير بالسيارة و لكنها تقدم تعزيز مناسب للسائق و الراكب الأمامي أثناء الملفات الحادة. الكنبة الخلفية مناسبة في وسعها و مساحة الأرجل و الأكتاف و الرؤوس و لكنها أيضا تحمل طابع النشوفية.

لا داعي للكلام عن كماليات السيارة فهي مغطاة بشكل أكثر من وافي على صفحات المنتدى...


5- غرفة المحرك





6- إختبار قيادة مُفصل

فئة السيارة المُختبرة: SX أول فئة

سعر السيارة: 116000جم

عدد الكيلومترات المقطوعة: 9 كم

ملحوظة: من الواضح طبعاً ان السيارة زيرو تماماً و من الطبيعي ان يختلف أداء السيارة في مراحل متقدمة من عمرها لذلك رأيي في هذا التقرير هو رأي مبني على هذا الأساس.


التجربة كانت كالأتي:

خرجنا من التوكيل و المهندس خالد يقود السيارة و قطع بها حوالي 25 كم

مهندس أحمد بدل معاه و قاد مسافة 15كم أخرى تقريباً

بعد يوترن السليمانية أخذت السيارة حتى التوكيل مسافة حوالي 35كم

المحرك و الفتيس

في الفترة الأولى من الإختبار كنت أجلس في المقعد الخلفي يمين و إنتهزت هذه الفرصة لأحكم على السيارة من منظور الركاب أيضاً و ليس من منظور السائق فقط...

طبعاً بعد ربط ثلاثتنا لأحزمة الأمان...تحركنا على بركة الله...و أول شئ لاحظته هو القفزة أثناء ضغطة البنزين الأولى...و التي تلاحظ من خلالها وجود عزم دفين بالمحرك...

بعد الوصول إلى الصحراوي تعمد المهندس خالد إستخدام الفتيس الستيب ترونيك...و بالفعل قدم لنا أداءاً قوياً

مرت فترة و نحن على سرعة ال160كم/س و انا ألاحظ ان صوت الموتور عالي بصورة مقلقة....فسألت المهندس خالد إعتقاداً مني اننا مازلنا على وضعية الستيب ترونيك و الغيار لم ينقل بعد...لكنه أجاب بالنفي و قال ان هذه السرعة الرابعة (أخر سرعة بالفتيس)...و مع الملاحظة المتأنية وجدت ان صوت الموتور يزداد بصورة ملحوظة بعد ال120كم/س و بذلك يصبح هذا أحد أهم العيوب في نظري.

مهندس أحمد أثناء التجربة:


إنتقلت لمقعد القيادة و تعمدت ان أضغط لأخر الدواسة أثناء التسارع...وجدت ان الطلعة الأولى ممتازة و حتى سرعة 35كم/س...و بعد ذلك يصبح هناك منطقة كسل واضحة بين ال 40كم/س و حتى 65كم/س...و بعد ذلك يطير عداد السرعة بدون توقف حتى سرعة ال 160كم/س ثم يبدأ بالتأني حتى يصل إلى سرعة ال 180كم/س وهي أخر سرعة وصلت لها.

نظراً لان الفتيس مزود بأربع سرعات فقط...يجعل هذا من الصعب التسقيط لغيار أقل أثناء السير بسرعات عالية مما يجعل من التسارع و الإستجابة قليلين بعض الشئ فوق ال 160كم/س...و لكننا إعتدنا على الاوتوماتيك أربع سرعات منذ الأزل.

خلاصة المحرك: نشيط في البداية- كسول في المنتصف- نشيط مرة أخرى بعد ال 60 كم/س و صوت عالي غير ملائم لمحبي الهدوء أمثالي.


الثبات و العفشة و الراحة

طبعاً يعتبر هذا موضوع الساعة بالنسبة للسيراتو...

أثناء جلوسي بالخلف كنت دائم الشعور بالقلق و الخوف و ذلك بسبب التوتر الملحوظ بالسيارة و كان ذلك متمثلاً في كثرة التنطيط و التمايل و النشوفية الملحوظة للتعليق الخلفي...حتى أثناء الطرق المستوية النظيفة...الإحساس بالطريق كان مرتفع بعض الشئ.

لسوء الحظ (أو لحسنه) نزلنا في نقرة عميقة و حادة على سرعة 100 كم/س أصدرت صوت أشبه بالإنفجار المدوى من شدتها...و كان إحساسي بالسيارة أنذاك انه لا يوجد مساعدين على الإطلاق...طبعاً توقعنا على الفور ان البالونة تنتظرنا عند الرجوع و لكن بعد الفحص وجدنا الكاوتش سليم معافى.

صورة للنقرة(يمكن ملاحظة السن الحاد الموجود بها):


أثناء قيادتي للسيارة تعمدت ان أخذ غرز ضيقة على سرعات عالية بالرغم من وسع الطريق و خلوه من السيارت حتى يتسنى لي قياس مدى ثبات السيارة....و كانت ملاحظاتي كالأتي:

1-الدركسيون ليس حاد (Not Sharp) في توجيهه
2-بعد الخروج من الغرزة أو الملف...يكون هناك حركة عكسية للدركسيون حتى ثبات السيارة في خط مستقيم و هو أمر غير محبب
3-الجزء الخلفى يقفز بإستمرار كنت أري المهندس أحمد في المراية الخلفية غير مستقر على الإطلاق في مقعده و بالتالي لن تكون مريحة لأفراد الأسرة أثناء الجلوس بالخلف
4-لاحظت وجود الحدفة الشمال لكنها كانت بسيطة للغاية و غير ملحوظة إلا في حالة ترك الدركسيون و هي غير مؤثرة على القيادة و التحكم...و غالباً كانت بسبب ميل الطريق

في أخر 5 كم قدت بسرعة 90-120كم/س لإختبار السيارة في الظروف اليومية الطبيعية ووجدتها هادئة و مستقرة و مريحة و ثباتها أكثر من رائع خصوصاً في الملفات الحادة

ثم في الطريق إلى داخل أبو رواش و لأنه غير مستوي جيداً...لاحظت النشوفية الشديدة للعفشة سواء في المطبات الصناعية أو الطبيعية أو الزلط و ما شابه

بعد رجوعنا للتوكيل...قام المهندس خالد بأمر أحد العاملين برفع السيارة لمراقبة عفشتها عن قرب:






للعلم فقط: الكاوتشة البرتقالي صناعة صينية


من الواضح طبعاً البدائية في نظام التعليق الخلفي Single Beam أو Torsion Beam...و الذي يعتبر أقل بكثير من سيارة بهذا الحجم و السعر...


لكن لو نظرنا للسبب...سنجد ان كيا أنفقت أموالاً طائلة على تصميم السيارة لبيتر شراير و فريقه...و في نفس الوقت زودت السيارة بكماليات عديدة مبهرة في هذه الفئة...لذلك وجدوا انها لو زودت بالتعليق الخلفي المستقل كشقيقتها الإلنترا أو الكارينز لزاد سعرها و سوف تصبح غير منافسة على الإطلاق...

لذلك لجأت كيا لإقتباس التعليق الخلفي من الكيا بيكانتو و الريو و الهيونداي نيو أكسنت....لا تتعجبوا إنه بالفعل نفس التعليق مع إختلاف الأطوال...و هذا كان سبب شعوري اللا إرادي بعفشة البيكانتو أثناء قيادة النيو سيراتو.

أما عن موضوع المقصات ....فهي مصنعة من علب من المعدن المقوى (معظم السيارات الحديثة كذلك)....تكون من الصعب جداً إنكسارها في الظروف العادية أو حتى بعد صدمة شديدة...لأنه في أسوأ الأحوال...سوف تنثني و لن تنكسر...عكس المقصات المصنوعة من المعدن المصبوب...نجد انه في حالة وجود حمل شديد عليها...تنكسر بسهولة لأن الجهد مركز في منطقة واحدة...و لا ننسى ان البي إم عفشتها بالكامل مصنعة من الالومنيوم...





و بالنسبة للجنط ال 17...في رأي يعتبر فاشل في هذه السيارة...ميزته الوحيدة هي شكل رائع و جميل و يجذب الأنظار خصوصاً ان تصميمه جميل و فريد و متماشي مع نهج السيارة الرياضي...لكن مع الأسف السيارة غير مصممة لتحمل هذا الحجم من الجنوط....و انا أتكلم هنا عن سيارة تخرج من المصنع بدون أي تعديل...هذا بالإضافة إلى الشوارع المصرية التي لا تخلو من المفاجئات...تجعل من الصعب المحافظة على الكاوتش بحالة جيدة لمدة طويلة.



و بسؤال المهندس خالد عن إمكانية شراء الفئةSX بالجنوط ال16...فقال انه من الممكن التنسيق مع قسم قطع الغيار قبل وصول السيارة لإستبدال الجنوط و الكاوتش قبل إستلامها...لكن لم نتطرق إلى التكلفة...و هذا في رأيي حل جميل و مريح...خصوصاً ان الجنط ال 16 شكله جميل أيضاً.

الفرامل

من أروع ما في هذه السيارة....فراملها...بالفعل نقطة كبيرة في صالحها...إستجابتها و قوتها فوق الممتازين...و وجود الABS و الEBD ساهموا بشكل كبير في زيادة فعاليتها و قدرتها...

ظهر هذا أثناء سير المهندس خالد بسرعة تفوق ال 160كم/س و إذ فجأةً نجد الطريق متوقف تماماً على بعد 100 متر تقريباً....فبدوره ضغط على الدواسة بأقصى قدرة و ما كان من السيارة إلا التوقف التام بعد مسافة صغيرة بعد شعورنا بالهلع و الخوف الشديد من الإصطدام بالسيارات المتوقفة!

طلب مني مهندس أحمد أثناء قيادتي للسيارة ان أجرب الفرامل بنصف السيارة على رمل و النصف الأخر على الأسفلت...و بالفعل أثبتت الفرامل انها ممتازة من حيث مسافة التوقف و عدم الإنحراف بسبب الرمل


العزل داخل المقصورة

عزل السيارة ليس بالمستوى المرتفع فنجد:

1-صوت الكاوتش مرتفع
2-صوت هواء شديد بعد سرعة ال 100 و يزداد بإزدياد السرعة...
3-صوت الموتور مرتفع كما ذكرنا من قبل

أما العزل الحراري و مشكلة السخونة...فهي في رأيي مشكلة بسيطة جداً ولا تمثل الخطورة الشديدة...و هي تظهر فقط أثناء السير لمسافات طويلة و مع تريح القدم اليمنى على الكنصول الأوسط كما بالصورة...و عموماً فلها حل بالتوكيل...و الدكتور أحمد سامي توصل إلى حل أخر سوف يعرضه قريباً.

7- التقييم النهائي و الخلاصة

النيو سيراتو سيارة مبهرة شكلاً و إمكانياتاً... توفر قدر لا بأس به من التمييز و الإنفراد لمالكيها... و لكن في سبيل ذلك قد يتم التضحية ببعض الأشياء الجوهرية التي قد تؤثر على قرار الشراء فيما بعد.

و لكن دعونا نتذكر ان السيارة متوفرة بسعر ممتاز مقارنة بإمكانيتها و مواصفاتها و من ينتظر منها أداءاً خرافيا أو سوبر...عليه ان يعيد النظر مرة أخرى...فهي سيارة تلبي الإحتياجات اليومية المعتادة مع الإبقاء على طابع التمييز

و في النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر المهندس خالد على طول باله و إحتماله لنا


شكراً مرة أخرى لكل من ساهم في إخراج هذا التقييم بهذه الصورة...و نعدكم بالمزيد إن شاء الله




نادر نبيل



هذا الموضوع حصري لنايل موتورز....برجاء ذكر المصدر في حالة نقله



Copyright www.nilemotors.net © All Rights Reserved