احنا عاوزين المشهد التاااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااسع
عرض للطباعة
احنا عاوزين المشهد التاااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااسع
المشهد التاسع
................................
طبعاً الموقف كان فى منتهى الصعوبة و القسوة على طارق
الحذاء الغالى الذى أهداه خاله إياه قد سرق ، أصحابه ينتظرونه بالخارج محملين بأطنان من عبارات السخرية ، ولا شك أنه سيكون مادة التنكيت فى الفترة المقبلة ، كيف يذهب إلى الشركة ليستلم العمل لأول مرة و هو حافى
هل ما حدث له انتقام الله منه ، هل لو لم يكن قد دخل يصلى ما كان حدث له هذا الحادث ؟
هل يصلى فى المساجد مرة أخرى ، و هل كل من يأتى إلى المسجد معرض للسرقة
كل هذه الأسئلة و غيرها دارت فى رأس طارق و هو يؤدى صلاة الظهر حسب التوقيت المحلى لمدينة التريقة و السخرية و انشغال البال .
طبعاً نحن نتفهم موقف طارق و لن نظلمه و لن نطلب منه أن يكون ثابتاً خاشعاً حاضر القلب و الذهن فى الصلاة بعد ما حدث له ، خاصة و هو حديث عهد بالمسجد و الصلاة فيه .
ثم من منا لم يتعرض لمثل هذا الموقف و كاد أن يفقد أعصابه داخل المسجد و يأتى بأشياء قد لا ترضى الله عنه .
أعذروه لو سمحتم و ضعوا أنفسكم مكانه .
طارق : السلام عليكم و رحمة الله .... السلام عليكم و رحمة الله
ثم مد يده إلى من بجواره يسلم عليه
طارق : حرماً
كان شاباً فى عمر طارق و لكنه ملتحى و مقصر و يبدو عليه سمت الالتزام ، ابتسم فى وجه طارق و صافحه
الشاب : أهلا و سهلاً .... إزى حضرتك
طارق : كويس
الشاب : الحمد لله
فأحس طارق حرجاً
طارق : الحمد لله
الشاب : ممكن أتعرف على حضرتك .... أن أخوك ( أسامه)
طارق : تشرفنا .... أنا (طارق)
أسامة : عامل إيه يا أخ (طارق) ؟
طارق : كويـ .... قصدى الحمد لله
ابتسم أسامة ابتسامة عذبة بانت معها أسنانه النظيفة ... تسائل (طارق ) فى نفسه :" ليه كل الملتحين أسنانهم نظيفة "
أسامة : مالك يا أخ طارق ... انت متضايق من حاجة ؟ أنا حسيت إنك قلقان و انت بتصلى
طارق : أصل حصل لى موقف بايخ .... جزمتى اتسرقت .... و كنت بافكر حاعمل إيه
بان التأثر على وجه أسامة و ابتسم له ابتسامة مشفقة
أسامة : سبحان الله ... و لا يهمك ... حنتصرف
طارق : المشكلة إنى المفروض دلوقتى عندى انترفيو عشان استلم شغل
أسامة : إن شاء الله ربنا سبحانه و تعالى حيدبرها .... بقولك إيه انت بتلبس مقاس كام ؟
طارق : ليه ؟
أسامة : قولى بس .... مقاسك كام ؟
طارق : 43
أسامة : الحمد لله ... شوف يا عم ... أنا بيتى جنب المسجد ... و مقاسى زيى مقاسك ....حاروح أجيبلك جزمة تلبسها و تروح بيها مشوارك و بعدين تبقى تجيبها لى بعد كدة .
لم يستطع (طارق) أن يجيب و نظر إلى وجه ( اسامة ) بتأثر شديد و كاد دموعه أن تنساب من عينه ، فهو فى حياته لم يتصور أن يكون هناك من يقف إلى جانبه فى أزمته بمثل هذه الطريقة ، خاصة و هو لا يعرفه ، فشعر أن (أسامة) قد ألقى إليه طوق نجاة بعدما كاد أن يغرق فى إحباطه و يأسه
طارق : أنا مش .... أصلى ...
أسامة : خلاص بقى .... أنا حاروح أجيبها لك بسرعة عشان منضيعش الوقت
خرج من المسجد مسرعاً و جلس طارق فى مكانه يفكر فيما حدث ... هذا الشاب يذكره بخاله (كرم) ، نفس الأدب و نفس الرجولة
و الروح الطيبة و الابتسامة الآسرة
لقد صنع معه هذا الشاب الذى لم يره إلا من خمس دقائق ، مالم يصنعه معه أحد صدقائه الذين قضى معهم عمره كله
ليس بينهم إلا المقالب و السخرية و الاستهزاء و المنافسة على توافه الأمور
هل كل الملتحين محترمين و مريحين مثل خاله و مثل هذا الشاب ؟
ثم اكتشف أنه ليس له صديق صدوق يعتمد عليه و يأمن جانبه و يرمى عليه حموله كما يقولون
اكتشف أنه لا يحب أصدقاءه ، و أنهم لا يحبونه
أو أن حبهم لبعضهم ليس هو الحب الذى يجعل أحدهم يقف إلى جوار صاحبه فى أزمة من الأزمات
طبعاً هو لم يكن يعلم أن هناك شيئاً فى منتهى السمو ؛ اسمه الحب فى الله
ذلك الحب الذى هو أوثق عرى الإيمان و الذى بسببه و من أجله قد يضحى المرء بحياته نفسها من أجل أخيه الذى أحبه فى ذات الله . و أن حبه لأصدقائه و حب أصدقائه له لم يكن فى الله ، من أجل ذلك كانوا أسهل ما يتخلون عن بعضهم وقت الشدائد .
أفاق من استغراقه على تربيتة ( أسامة ) على كتفه فالتفت إليه فوجده يحمل كيساً من البلاستيك الأسود و بداخله حذاء جيداً و إن لم يكن فى جمال و جودة حذائه المسروق ، و لكنه يفى بالغرض ، و أفضل من الحفاء .
أسامة : اتفضل يا أخى ... معلش هو مش مقامك ... سامحنى و الله
طارق : أنا مش عارف أشكرك إزاى .... أول ما أروح البيت حاجيبهولك علطول
أسامة : متشغلش بالك خالص .... اعتبره هدية
طارق : لأ والله .... كفاية ذوقك
أسامة : لأ يا أخى كفاية إنى اتعرفت على إنسان محترم زيك
أطرق طارق فى تأثر.... محترم ..؟ هو نفسه يعترف أنه غير محترم و حدثته نفسه : آه لو يعلم شخصيتك على حقيقتها ... مكانش إداك الجزمة ... كان ضربك بالجزمة
قاما إلى باب المسجد و صافح كل منهما الآخر مودعاً
طارق : أجيب لك الجزمة امتى و فين ؟
أسامة : يا أخى قلت لك متشغلش بالك
طارق : لأ ... إحنا اتفقنا
أسامة : ماشى ... أنا باصلى هنا علطول ... أى وقت صلاة حتلاقينى هنا
إنصرف كل فى طريقه ، و ذهب طارق ليقابل أصدقاءه و هو يلوم نفسه لأنه كان يعايرهما بحذائه و يرفعه أمام أعينهم مرات كثيرة حتى يغيظهم به
ثم دعا الله ألا يشعر أحدهما بتغيير الحذاء ، دخل المقهى و وجيب قلبه يكاد يسمعه روادها .
استقبلاه طبعاً كعادة أصدقاء السوء بالهزار الثقيل و السخرية
هيما : حرماً يا مولانا
كتلة : ( يصافحه و ينحنى ليقبل يده ) بركاتك يا سيدنا
ينزع طارق يده منه ، و ينظر إليهما بتحد و يقول :
طارق : انتم بتتريقوا على عشان صليت و انتم قاعدين على القهوة
هيما : لا .. أصل احنا مستغربين ... المشيخة دى جتلك إمتى ؟ ما انت كنت كويس
طارق : قصَّر بقى انت و هو
هيما : فاضل قد إيه ؟
كتلة : ( ينظر فى ساعته ) يدوب ... يلا بينا
صعدوا إلى الشركة ووجدوا الأستاذ (عبد الله ) قد وصل من خمس دقائق
رحب بهم و جلسوا أمامه
عبد الله : إزيكو يا شباب .... هيه ... إزيك يا (ابراهيم )
هيما : تمام يا بيه
عبد الله : انت حتستلم الشغل النهاردة وردية الساعة اتناشر .... حتروح تقابل الأستاذ (شريف) مدير المحطة و تقوله إنك فرد الأمن من طرفى و هو حيخلص كل حاجة . حتستلم من فرد الأمن اللى هناك ...اسمه (سعيد)
هيما: ( منشرحاً ) ماشى .... بس احنا الساعة اثنين دلوقتى
عبد الله : مش مشكلة ، بس بكرة تستلم من الساعة اتناشر بالضبط
هيما : ماشى يا بيه
عبد الله : و انت حتستلم بكرة يا طارق ... برضه وردية الساعة 12
طارق : ماشى
ثم أعطى كل منهما حقيبة بها مسدس و يونيفورم و أخذ منهما بيناتهما كاملة و صورة البطاقة
أمسك (هيما) المسدس و دوره على أصبعه كما يفعل رعاة البقر و بان عليه السرور
عبدالله : على فكرة يا هيما مسدسك ده مسدس صوت بس ، و بتاعك حقيقى يا طارق
هيما : اشمعنى
عبد الله : دواعى أمن النهاردة بس...... بكرة تستلم واحد حقيقى .... يلا العنوان أهه ... بسرعة عشان زميلك متأخر ساعتين
أخذوا العنوان و ذهبوا إلى السيارة ليركبوها فلاحظ هيما حذاء (طارق )
هيما ( بذهول ) : إيه ده ....... فين الجزمة الجديدة ؟
طارق : (بخجل) اتسرقت فى الجامع
طبعاً تعلمون من أين يأتى صوت النهيق هذا ، هذا ضحك (كتلة) طبعاً ، و كاد (هيما) أن يقع على قفاه من الضحك ، ووجه طارق يزداد حمرة من الضيق و الغضب
كتلة : شفت يا عم اللى بيصلى بحصله إيه
هيما : ياما حذرناك ... انت اللى مسمعتش الكلام
كتلة : عشان تحرم تصلى تانى هاء هاء هاء هاء ( نهيق )
طارق : تصدقوا بالله انتو أصدقاء سوء .... عاملين زى الشياطين
هيما ( مسخسخ ) : يا بنى احنا عاوزين مصلحتك
طبعاً ظلت هذه الواقعة هى مادة حديثهم و ضحكهم حتى وصلوا إلى محطة البنزين التى سيعمل بها (هيما) فتركاه وودعاه و رحلا
كان هيما قد لبس اليونيفورم فى السيارة ووضع المسدس فى جنبه ، و سار إلى محطة البنزين و كانت محطة فاخرة فى مكان محترم و تحتل مكان بارز تحت كوبرى هام فى وسط البلد و كان بها مكان يشبه الكازينو ، و بها محلات للهدايا و لعب الأطفال و بها ورشة لتصليح السيارات .
رآها من بعيد فسر لمنظرها الفاخر
هيما : قشطة ... دى زى الفندق
كان يسير فى الشاع و هو ينظر حوله فى خيلاء و يظن أن كل الناس تنظر إليه فى انبهار ،و كان يشعر أنه قد أصبح أكثر طولاً و أعرض منكباً و أقوى بدنا ، و تذكر أمنيته القديمة أن يلتحق بكلية الشرطة و أن يصبح ضابطاً تهابه الناس و أن يضع (الطبنجة ) فى جنبه
راوده شعور أنه ضابط كبير ، و ملأه هذا الشعور حتى صدقه
دخل إلى محطة البنزين و قال لأول عامل قابله :
هيما : فين الأستاذ شريف لو سمحت
العامل : فى الكافتيريا
دخل إلى الكافتيرا و سأل على الأستاذ (شريف) حتى وصل إليه
هيما : صباح الخير
شريف : صباح الخير
هيما : أنا هيما .... ظابط الأمن الجديد
شريف : (ساخراً ) ظابط ؟! انت إيه اللى أخرك ياد انت ؟ مش معادك الساعة اتناشر؟ .... حتشتغلى من أولها ولاَّ إيه ؟ و بعدين إيه (هيما) دى ؟
بهت هيما من أسلوب اللقاء الأول ..... و حاول أن يلملم أشلاء كرامته التى تبعثرت من أول لحظة
هيما : اسمى (ابراهيم )حضرتك .... جى من طرف الأستاذ (عبدالله)
شريف : ماشى يا سيدى .... روح بقى لزميلك اللى فى الكشك اللى برة عشان زمانه بيعيط ..
هيما : حاضر يا بيه
هرع إلى الخارج وبحث عن الكشك فوجده على الطرف الأيمن من المحطة ووجد فيه شاباً ضخماً عريضاً طويلاً ، فشعر بالضآلة و انتابه إحساس أنه قزم قصير ، و نسى ما كان يشعر به قبل ذلك
وصل إلى الكشك و نظر إلى الشاب بداخله فى توجس
هيما : صباح الخير
سعيد : ( فى ضيق ) صباح الخير .... لسة بدرى يا عم .... بص أنا ما حبش كدة .... نتعامل كويس من أولها أحسن
هيما : و الله الاستاذ (عبدالله) هو اللى اتأخر
سعيد : ماشى ... بس مش عايز حجج بعد كدة .... أنا سهران طول الليل
هيما : ماشى يا عم .... ما تقفش من أولها كدة .... رسينى بقى على الحوار
سعيد : مفيش .... كل اللى بتعمله إنك بتقف هنا زى اللوح 12 ساعة
هيما : أمال جابونا هنا ليه
سعيد : منظر ... برستيج
هيما : بس كده ملل قوى ... ده أنا قربت اتخنق و لسة ما بدأتش
سعيد : ما انت تفتح مخك شوية .... لو حد طلب منك حاجة متتأخرش .... مشوار .. تجيب أكل ... تقف مكان واحد لحد ما يدخل الحمام ...... مَشِّى حالك عشان الناس تحبك و متحسش إنك وحيد
هيما : و إيه كمان ؟
سعيد : و بعدين المرتب اللى بناخده من الشركة قليل ... إيه 15 جنيه فى اليوم دول ؟ يعملوا إيه ؟
هيما : قصدك إيه ؟
سعيد : يعنى تاخد بالك من كل حاجة و تخليك مفتح .... تفتح باب العربية لزبون ... تسمع كلام الناس الكبيرة هنا و بالذات الأستاذ (شريف) المدير ... هو زرزور شوية بس حقانى ... لو عملتله حاجة حيشوفك
هيما : أيوة كدة الله يكرمك ... فهمنى
سعيد : كفاية كدة النهاردة ... بكرة تعالى بدرى شوية و أن أظبطك
هيما : ماشى يا (سعيد )
انصرف (سعيد ) ودخل هيما الكشك الذى سيكون بيته طوال الـ 12 ساعة القادمة .
كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة بقليل و لاحظ هيما أن هناك امامه فى الشارع حركة غير عادية ، و أن الشارع مزدحم و أن الكوبرى الذى يعلو سطح محطة البنزين فارغ تماماً من السيارات ، و هناك عربات أمن و شرطة و تحريات
هيما : ( يحدث نفسه ) هو الجو مكهرب ليه كدة ؟
خرج من الكشك و اتجه نحو أحد العاملين فىالمحطة و سأله
هيما : هو الجو مكهرب كده ليه ؟
العامل : ( بلهجة من اعتاد ذلك ) أصل الريس حيعدى كمان شوية
هيماً : ( مندهشاً ) الريس ... هو بيعدى من هنا كتير ؟
العامل : آه ... علطول
سر هيما و شعر أن المكان الذى يعمل فيه مهم ، الريس بنفسه يمر عليه جيئة و ذهابا
و سرح فى خيالاته و حدث نفسه أن الرئيس قد تقع مرة عينه عليه فيأمر بتعيين هذا البطل فى حرسه الشخصى
حتى أفاق على صوت الأستاذ (شريف )
شريف: انت يا بنى ... متقفش كده زى خيال المآتة ... تعالى هنا
هيما : تحت أمرك يا بيه
شريف : شايف المطعم اللى هناك ده ؟
و أشار إلى مطعم كشرى فى آخر الشارع
هيما : أيوه
شريف : روح هات تسع علب باثنين جنيه و تعالى بسرعة
هيما : حاضر
تناول منه النقود و انصرف إلى المطعم و هو يغمم فى ضيق
هيما : إيه القرف ده ؟!!... هو أنا جى أشتغل خدام ولاَّ إيه ؟!!
ذهب إلى المطعم و جاء بعلب الكشرى و ذهب إلى الأستاذ (شريف ) فى مكتبه فأخذ علبة و أمره أن يوزع الباقى على العاملين و أن يأخذ واحده لنفسه
شكره (هيما) و مد يده إليه بباقى النقود
هيما : اتفضل يا بيه .... باقى العشرين
شريف : دول ليك ... خَلَّص أكل و تعالى لى
هيما : شكراً يا بيه ... ربنا يخليك
خرج هيما مسروراً و انتهى من طعامه سريعاً و ذهب إلى شريف الذى كان قد انتهى من طعامه و يمسك كوباً من الشاى يشرب منه
هيما : تحت أمرك يا بيه
نظر له شريف مبتسماً و قد لان له
شريف : اقعد يا ابراهيم
جلس (هيما) أمامه ، و هو متحفز و كله آذان مصغية
شريف : شوف يا ابراهيم ... أنا عاوزك تبقى ناصح ... و تسمع الكلام عشان تاكل معانا لقمة كويسة
هيما : أأمرنى يا بيه
شريف : طبعاً انت عارف إن وظيفة الأمن دى ملهاش لازمة هنا خالص
أطرق (هيما) فى حياء و هز رأسه موافقاً
شريف : بس صاحب المكان قال إن الحكومة هى اللى طلبت منه إنه يعين فرد أمن
قام شريف ووقف خلف (هيما) ووضع يده على كتفه
شريف : عشان كده عاوزك أى حاجة تطلب منك تنفذها
هيما : حاضر يا بيه
شريف : إحنا عندنا هنا ورشة كبيرة ... لو حد طلب منك مساعدة متتأخرش ... و حاول تتعلم ... و أنا لو لقيتك كويس و ييجى منك حاديلك مرتب غير اللى الشركة بتديهولك
هيما : ربنا يخليك يا بيه
شريف : طيب ... الاسطى (حسن) هو اللى ماسك الورشة .... خليك كويس معاه
هيما : حاضر
شريف : النهاردة بقى عاوز منك طلب
هيما : أأمرنى يا بيه
شريف : من زمان و أنا عاوز أنظف سطح البنزينة ... حتلاقى فوق شوية عدة قديمة ... شوية قطع غيار ... شوية كراتين .. نزل ده كله حطه فى العربية اللى ورا عشان ننقله المخزن ... ماشى ؟
هيما : حاضر يا بيه
شريف : طيب يلاَّ و أما تخلص .. تعالى قول لى انك خلصت ... و حاطلع السطح لو عجبنى حروقك
زال توتر (هيما) بعد معاملة الأستاذ (شريف) الطيبة التى خالفت انطباعه الأول عنه
ثم صعد إلى سطح البنزينة فوجد أنها لم تنظف منذ القرن السادس عشر ، فعلم أنه سيظل هنا إلى تنتهى ورديته
انهمك فى التنظيف و أخذ ينزل و يصعد و يرتب و يحاول أن يعيد هذا السطح إلى القرن الحادى و العشرين
و كان من ضمن ما وجده على السطح كومة كبيرة من شكمانات السيارات
و الشكمان لمن لا يعرفه هو عبارة عن ماسورة لإخراج عادم السيارات ، ولكن حينما يكون مركباً فى السيارة لا يبدو منه إلا طرفه ، أما حين يكون مفكوكاً منها فيكون شكله مثل المدفع .
كان يحمل أحدها على كتفه و يستعد لينزل به فإذا به بصوت عال لبوق سيارات و موتوسيكلات كثيرة و حركة سريعة على الكوبرى الذى كان ظاهراً أمامه فى وضوح لأنه ارتقى سطح المحطة فكان الكوبرى بحذاه تقريباً ، حيث كان الكوبرى يعلو سطح البنزينة بحوالى متر و نصف فقط
نظر فإذا سيارات كثيرة من أنواع مختلفة تسير بسرعة شديد ففهم أن هذا هو موكب الرئيس ، فابتهج جداً ووقف يشاهد الموكب و قد فغر فاه فى بلاهة ، فهذه أول مرة يشاهد فيها موكب الرئيس
كان منظره كالتالى : يقف قبالة الكوبرى مباشرة كاشفاً للموكب بالكامل ، و على كتفه ماسورة الشكمان التى تبدو كالمدفع و فى جانبه مسدس الصوت ....
و فجأة تكهرب الجو ... فى ثانية واحدة انفصلت أربع سيارات (فان) عن الموكب ، فأحاطت اثنتان منها بسيارة الرئيس ، و توقفت اثنتان بعرض الطريق بفرملة قوية جداً حتى أن دخان احتكاك الكاوتش بالأسفلت قد ارتفع ، و أسرع باقى الموكب كله بسرعة شديدة جداً
و نزل من السيارتين اللتين توقفتا حراسها و اتخذوا مواقع دفاعية و هجومية باحترافية عالية
و انهال الرصاص كالمطر على (هيما) الواقف فى بلاهة غير فاهم لما يحدث
................................
إلى اللقاء مع المشهد العاشر
شويه كمان وهنزل الجزء العاشر
وقبل ما انام هنزل الحادي عشر
A.Yakout
راح الواد فى خبر كان :)
تسلم ايدك يا احمد بك بجد قصه تحفه واللى كتبها ذو موهبه رائعه
ههههههههههههههههههههههههه هه
الله يرحمك يا ابراهيم
مالحقش يهضم الكشرى :Ob_mak1[1]:
الله يسامحك يا استاذ ياقوت ههههههههههههه
بجد شكرا على القصه
منتظر الباقي بفارغ الصبر مع اني سبتها اليومين اللي فاتوا
ياريت تنزل بالباقي بسرعه
عندنا امتحانات
والله مسرحية جامدة جدااااااااااااااااااااااا اا هيما دة مشكلة اكتر شخصية عجبانى
تسلم يا محمود ربنا يخليك
انا والله عندي امتحانات كمان 10 تيام
وفي اجزاء من المسرحيه بجيبها من منتديات الكلام بيبقي زي صوره مينفعش تتنسخ فبعيد كتابتها من تاني وبحافظ علي نفس الاسلوب ونفس الطريقه بدون تغيير حفاظا علي حقوق الكاتب والمؤلف
وربنا يخليكم كلكم علي الردود وانا دلوقت هنزل المشهد العاشر
وان شاء الله بالليل شويه كمان هنزل المشهد الي بعديه
A.Yakout
المشهد العاشر
----------------
هل جرب أحدكم أن يمشى تحت المطر بغير أن تبتل ملابسه
قد يجيب أحد الظرفاء و يقول : آه لو كان معى شمسية
طيب لو لم يكن معك شمسية
طبعاً هذا أمر مستحيل و إذا حدث فإنه يكون ضرباً من أنواع المعجزات ، أو الكرامات
و يبدو أن هيما كان من أولياء الله الصالحين ، و إلا ففسر لى كيف لم تصبه طلقه واحدة من الرصاص المنهمر عليه كالمطر
و لكى تصدق تعال معى لنرى المشهد عن قريب و بالتصوير البطي كما يحدث فى مباريات كرة القدم
كان المشهد كالتالى : (هيما) واقفاً يحمل المدفع أقصد ماسورة الشكمان على كتفه و المسدس فى جنبه و الموكب كله أمامه
و هو واقف فى براءة الأطفال يشاهد الموكب و يمنى نفسه برؤية الرئيس له و غعجابه به و ضمه إلى الحرس الشخصى
كان الموكب يسير فى سهولة و يسر ، و كانت عينا قائد الحرس المدربة تدور فى حذر و يقظة شديدة ، فتأمين الموكب كله يقع على عاتقه و أى خلل قد تكون عواقبه وخيمة ، و كان كأى مرة لا يهدأ أو يطمئن حتى يصل الموكب بسلام إلى وجهته عندها يرتاح
و يطمئن بالاً
كانت سيارته خلف سيارة الرئيس مباشرة ، و كان يضع كم قميصه بالقرب من فمه فبدا لأول وهله أنه احتاج استعمال المنديل فلم يكن عنده واحداً فأراد أن يستعمل كمه ، و لكن العالمين ببواطن الأمور عرفوا أنه يستعمل ذلك اللاسلكى المخفى فى كمه الذى يتيح له مراقبة و متابعة جميع نقاط الحراسة
رئيس الحرس : النقطة 18 ... إيه الأخبار عندك
النقطة 18 : تمام يا فندم ...
رئيس الحرس : خد بالك كويس مش عاوز.....
ثم شق شهقة كادت روحه معها أن تزهق .... و صرخ
رئيس الحرس : يا نهار اسود .... فى هجوم على الموكب
ثم تمالك نفسه بأعصاب حديدية مدربة و رفع كمه إلى فمه
رئيس الحرس : خمسة و ستة الخطة س بسرعة
و على الفور انفصلت سيارتين فأحاطتا بسيارة الرئيس و أسرع الموكب فى سرعة شديدة
ثم أسرع بسيارته وراء سيارة سيارة الرئيس يحرسها من الخلف ، و رفع كمه إلى فمه ثانية
رئيس الحرس : ثلاثة و أربعة ... فى واحد إرهابى على سطح البنزينة اللى تحت الكوبرى ... تعامل معاه فوراً
انفصلت سيارتان آخرتان عن الموكب كما وضحنا فى المشهد السابق
كل هذا و الأستاذ / هيما يقف و يشاهد ما يحدث و هو مبسوط
فلم يشعر إلا بأن هناك أشياء تتناثر من حوله و صوت يصرخ بشدة زلزلته : اثبت محلك ... إرمى السلاح
ثم طارت ماسورة الشكمان من على كتفه لما أصابتها رصاصة أحد الحرس
فلم يدر بشيء إلا أنه ارتمى على الأرض فى وضع المستسلم و فد فهمت أعضاؤه قبل عقله أن هناك شيء خطير يحدث
كان نائماً على بطنه و قد مرغ وجهه فى التراب و أصابه الرعب فى مقتل فلم يكن على لسانه إلا كلمة واحدة
هيما : يا لهوى يامَّا ..... يا لهوى يامَّا
و من حسن حظه أن سقطته كانت أمام عارضة فولاذية كانت ملقاة على السطح تحملت عنه سيل الطلقات الموجه إلى رأسه
ثم قفز اثنان من الحرس نحو السطح و ركضا نحو هيما النائم على بطنه يرتجف ، فقفز أحدهما على ظهره و نزع المسدس و بنظرة خبير علم أنه مسدس صوت ثم نظر إلى المدفع فوجد أنه ماسورة شكمان و نظر إلى هيما المرتعد و جسده النحيف و ملابس الأمن فلمع الأمر فى رأسه و فهم أن هذا كله ما هو إلا سوء فهم
فتحول كل التوتر و شد الأعصاب الذى كان يملأ كيانه كله إلى غضب شديد ، فنزع هيما بيد واحد من على الأرض و ألصق ظهره إلى عمود فى منتصف السطح
الحارس1 : انت مين ياد ... و بتعمل إيه هنا
هيما : ( يرتجف) : انا (هيما ) .... بشتغل هنا يا باشا
الحارس1:( بمنتهى الغضب ) انت عارف انت عملت إيه يا بن (.... )
شتمه بأمه ، ثم بمنتهى القسوة ضربه بقدمه فى معدته فخرجت من ظهره ، أو هكذا شعر (هيما) المسكين
فلقد أحس بأن صاروخاً قد اخترق بطنه و خرج من ظهره ، و شعر كأن روحه تخرج من الهواء الذى أخرجه من فمه على أثر الضربة فوقع على الأرض و هو يكاد يغشى عليه
ثم التفت الحارس الأول إلى زميلة و قال له
الحارس 1 : كلم سيادة العقيد و طمنه
الحارس 2 : ( يرفع كمه إلى فمه ) أيوه يا فندم ... كله تمام ... كل شيء تحت السيطرة
رئيس الحرس : إيه اللى حصل ؟
الحارس 2 : مفيش يا فندم .... ده عيل بن ( ..... ) كان ماسك مساورة شكمان و بيتفرج على الموكب
رئيس الحرس : ماسورة شكمان ؟! ابن ( ..... ) .....دا أنا ركبى سابت .... أنا مش نافع تانى ....جراله حاجة بن (...) ده ؟
الحارس 2 : لا يا فندم ...
رئيس الحرس : و عملتوا معاه إيه ؟
الحارس 2 : مستنين أوامرك يا فندم
رئيس الحرس : سيبوه كفاية الخضة اللى اتخضها .... بس البنزينة دى لازم تتأمن بعد كده ... دا كان إنذار لينا و ربنا ستر
الحارس 2 : تمام يا فندم
رئيس الحرس : يلا حصلونا بسرعة يا رجاله
الحارس 2 : تمام يا فندم
ثم التفت إلى زميله الذى كان ما زال وقفاً بجوار هيما ، و يبدو أنهما قد رقا له فضحكا و أعاناه على الوقوف
هيما : هو فيه إيه يا باشا ؟
ضحكا و لم يجيباه و قفزا من فوق السور و أشارا لزملائهما ليركبوا جميعاً السيارتين و ينطلقوا فى سرعة كبيرة
وقف هيما ذاهلاً لا يصدق أن ما حدث قد حدث ، فكل هذا لم يستغرق أكثر من ثلاث دقائق و لكن آثار الرصاص و الشكمان الذى تحول إلى مصفاه و بنطاله المبتل ... كل هذا أنبأه أن ما حدث قد حدث !!
فجلس هيما على الأرض و مد قدمه أمامه فى ذهول و هو يسترجع الأحداث ، و تصاعدت عصاره حمضية إلى صدره فأحس بألم حارق ثم أفرغ ما فى جوفه فشعر بتحسن و لم يغير من جلسته حتى شعر بيد تربت على كتفه فى رفق فاستدار إلى صاحبها فوجده الأستاذ شريف أمسكه من يده
شريف : تعالى يا (ابراهيم)
تركه يقوده فى استسلام و سار وراءه يهبط الدرج حتى وصلا إلى المكتب ، فجلس (شريف ) على مكتبه و أشار لـ (هيما ) أن يجلس فلم يفعل فنظر إلى سرواله فوجد بللاً ، ففهم سبب عدم جلوسه ، فقام فى صمت إلى صوان خلف مكتبه و فتحه و أخرج منه سروالاً نظيفاً و أعطاه لهيما الذى تناوله فى استسلام و خرج شريف ليدع له الفرصة ليغير سرواله ، ثم عاد بعد قليل فوجد (هيما) قد استبدل السروال و جلس فى انتظاره .
شريف : إيه يا (هيما )... عامل إيه دلوقت ؟
هيما : أنا شفت الموت بعنيه يا أستاذ (عبد الله )
ابتسم شريف فى اشفاق فـ (هيما ) قد نسى اسمه
هيما : أمال لو كان المسدس متعمر ... كانوا عملوا فى إيه ؟
شريف : ( يضحك ) كانوا عملوك عصير
هيما : بقولك إيه يا أستاذ (سمير )
شريف : خير يا (هيما)
هيما : كفاية لحد كده .... أنا مش حمل بهدلة .... خبطة كمان زى اللى خدتها ممكن أولد فيها
شريف : أحمد ربنا إن الموضوع خلص على خير
هيما : يا أستاذ (سمير ) أنا شؤم و عارف نفسى ... أحسنلك أمشى بدل ما كل يوم أجيبلك مصيبة
شريف : يا (هيما ) أنا ما باعترفش بموضوع التشاؤم ده ... دى حادثة ممكن تحصل لأى حد و ده شيء طبيعى جداً
هيما : طيب اشمعنى يحصلى أنا بالذات ؟
شريف : اسغفر ربنا يا (هيما) ...دى إرادة ربنا
هيما : استغفر الله العظيم
شريف : أيوه كده ... خليك زيى مش عاوزك تؤمن بحاجة اسمها شؤم و تشاؤم ... كل دى خرافات
فى هذه اللحظة دخل ثلاثة يبدو عليهم سيماء رجال الأمن
فتقدم أكبرهم نحو الأستاذ شريف و سأله
الرجل : انت (شريف عبد الوهاب ) مدير المحطة
شريف : أيوه
الرجل : فين الولد اللى اسمه ( هيما )
أشار شريف إلى (هيما) الذى اخضر وجهه من شدة الاصفرار
الرجل : انتم حتيجوا معانا دلوقت ... مش عاوزين شوشرة
نظر (شريف ) إلى (هيما) بانزعاج و هو غير مصدق ، و قد استولى الرعب على كليهما
فهما موقنان أن دخول الحمام مش زى خروجه و متأكدان من أنها سكة اللى يروح ميرجعشى
دار شريط حياة (شريف) عينيه ، ثم التفت إلى (هيما) فى غل و قال له
شريف : الله يخرب بيت شؤمك ... كان يوم اسود وم ما شوفتك
............................*
إلى اللقاء مع المشهد الحادى عشر
ههههههههههههههههههههههه جامدة جدا وفى انتظار الجزء العاشر وربنا يوفقك فى الامتحانات