مناقشة حول فيلم avatar...
أفاتار
شاهدت امس فيلم افاتار...ولقد ابهرني الفيلم...وودت ان اعرف رأي اعضاء المنتدى ممن شاهدوا الفيلم...
واليكم تحليلي وتقييمي للفيلم...
بداية...لا شك ان الفيلم به قدر كبير من الإبهار البصري وخاصة مع استخدام تقنية 3d التي جاءت لتخدم احداث الفيلم وليس العكس...اي ان استخدامها كان بصورة غير مبالغ فيها على الإطلاق...جاءت كوسيلة وليست كغاية...فمعظم افلام ال 3d تبالغ في اضافة اللقطات التي تشير الى استخدام هذه التقنية-رصاصة في مواجة الكاميرا...طلقة مدفع...يويو...انسان يبصق!!! ...(زي ميكون واحد شاري موبايل جديد وفرحان بيه...كل شوية يسمع الناس النغمات) اعتقد ان المعنى وصل...
في فيلم افاتار تشعر ان التقنية ساعدت على ان يعيش المتفرج داخل الغابات ويقاتل مع ابطاله معنويا وبدنيا...الصورة في منتهى الروعة...لا تشعر ابدا ان هذه الشخصيات مجرد رسوم متحركة...بل كائنات حية يمكن ان تلمسها وتحس بها وتتفاعل معها بكل صدق...
نأتي لقصة الفيلم...
القصة تعتمد بشكل كبير على طبيعة المتفرج ولا تعتمد نهائيا على الكاتب!!!؟؟؟
القصة للمتفرج العادي مفهومة ومحفوظة عن ظهر قلب...ويمكن استنتاجها من اول ربع ساعة...ولذلك قد يراها البعض قصة واهية مكررة...وقد يشعر الكثير من الناس بالملل اثناء المشاهدة...
ولكن اذا دققت النظر اثناء الفيلم واعملت عقلك وقلبك اثناءه وبعده...قد تلتفت الى مثل هذه النقاط...
-الإنسان صار هو العدو...دائما ما تصور الأفلام غزو الأرض عن طريق كائنات فضائية...وهذه من المرات القلائل التي يظهر فيها الإنسان بمظهر الكائن الفضائي الغازي والمدمر للحياة على الكواكب الأخرى...
-الفيلم يوضح ان التقدم في الأرض صار يسير بخطى بطيئة...ويتضح ذلك من استخدام اسلحة تقليدية مثل المدافع الآلية والنابالم والقنابل الحارقة...لا وجود لسيوف الليزر والعناكب المفخخة والقمل المفترس وما الى ذلك من الأوهام التي تدور في عقول الناس...وهذا التفكير من المؤلف اوافق عليه بشدة...
- فكرة عمل افاتار من دمج خلايا بشرية مع خلايا من سكان الكوكب...قد تبدو غريبة وغير منطقية...ولكن نحن نتحدث عن احداث مستقبلية...ونحن ندرك جيدا ان فكرة الإستنتاخ قائمة وموجودة في زمننا الآن...ربما تصل الى حدود اخرى في المستقبل...
- فكرة استنجاد البطل بالآلهة للدفاع عن الكوكب...قد يراها البعض تتعارض مع فكرة التوحيد...وهي بالفعل تتعارض...اذن كيف هاجمت الحيوانات والطيور المقاتلين...هل استجابت الآلهة لنداء البطل؟؟؟...هذه الفكرة تحديدا اراد المؤلف ان يفهمها كل انسان حسب دينه وحسب ما يعتقده...فالبعض قد يرى ان الآلهة استجابت له...والبعض رأى وانا منهم انه دفاع غريزي من الطبيعة عن نفسها...ووضح المؤلف ذلك في بداية دخول البطل في عالم بندورا حين هاجمته الحيوانات فهي كما جاء على لسان البطلة تدافع عن نفسها وعن مناطق نفوذها...وبالتالي الشجرة العظمى التي احترقت لم تستطع الدفاع عن نفسها مثل غيرها
- مشهد سقوط الشجرة ادمى قلبي...والغريب انه عندما بكت الفتاة والدها...وجدت احد الأشخاص في السينما يضحك من صوت بكائها...مثل هذا الشخص لم يفهم الفيلم ولم يعجبه...
نأتي لأهم نقطة في الفيلم...السؤال...هل البطل خائن؟؟؟
بالمنظور العام للحياة هو خائن لبني جنسه البشري...فلقد حارب ضدهم ونصر عدوهم عليهم...ولكن هل الدفاع عن المبدأ يعد خيانة...مثلا هل الجماعات المناهضة لاقامة الجدار بين مصر وفلسطين خائنين...لأنهم ضد ارادة بلدهم...هل البحث عن مصادر وموارد للطاقة يبرر للأمريكيين غزو العراق وافغانستان وغيرها...اسئلة كثيرة تدور في ذهنك بعد التمعن في احداث الفيلم...اسئلة حول مفهوم الوفاء والإنتماء...تظل تدور في ذهنك ولا تجد لها اجابة...إلا اذا خضت نفس التجربة...
في النهاية...تحية لمخرج الفيلم...
تحذير الى الذين يرغبون في مشاهدة الفيلم...اذا كنت تبحث عن مجرد ابهار بصري بغض النظر عن فكرة ومضمون الفيلم...فلا تذهب الى لمشاهدة افاتار...
الأخوة الذين يرون ان دخول السينما ومشاهدة الأفلام حرام...اسألهم ان يدعوا لي بالهداية ان كنت على ضلال