........ملهوش خير فى مصر يا باشا

إندهشت عندما رأيت فيلم مصرى بهذا الشكل و بهذه الواقعية و بهذه الحرفية فى الوقت الحالى ... خصوصاً مع فوضى الأفلام الموجودة منذ فترة ... لدرجة إنى قررت ألا أشاهد أى فيلم عربى لأنه ببساطة مضيعة للوقت
و دخولى لفيلم "هى فوضى" .. كان غلطة غير مقصودة ... لكنها غيرت فكرتى عن الأفلام المصرية تماماً.

أريد أن أعلق على الفيلم من عدة نواحى:
أولاً: أبدع المخرج خالد يوسف فى إخراج هذا العمل ... فعلاً تغيير جزرى فى نوعية الأفلام الحالية بالرغم من قربه من عمارة يعقوبيان فى الفكرة لكن الإختلاف واضح ... و وجود أفلام زى دى هيخلصنا من الهبل اللى بيعمله أمثال هنيدى و هانى رمزى و أحمد حلمى ... يقولك الشعب عايز يضحك ... يضحك مين يا أستاذ ... ما هوا ده اللى جايبنا لورا.... محاولة فصلنا عن مشاكلنا بيعقدها أكتر مش بيحلها.

ثانياً: كل المساوىء اللى موجودة فى جهاز الشرطة .. إتجمعت فى شخص حاتم ... و ده بصراحة أفقد الفيلم واقعيته فى جزء من الفيلم ... لكن بعد كده مع أخر الفيلم توسعت دائرة الفساد .. فرجعت الواقعية بعض الشىء.

ثالثاً: مشاهد الإغراء فى الفيلم زادت فى الجزء الأول من الفيلم (و ده متوقع من مخرج زى خالد يوسف تلميذ يوسف شاهين) لكن نجح المخرج بإقتدار فى دمجها فى الفيلم و جعلها جزء هام من القصة .... و ده على عكس اللى كان بيحصل فى مهزلة الأفلام اللى كانت موجودة .. كنت تلاقى المخرج جابلك مشهد إغراء ملهوش أى علاقة بالقصة و حاطه فى نص الفيلم ... طب ده لازمته إيه فى وسط الفيلم ... و لا حاجة هو كده عشان الناس متزهقش !!!
لكن بصراحة فى الفيلم ده مقدرتش أعتبر المشاهد دى مشاهد إغراء حقيقية ... كلها تخدم القصة ... و كان الهدف منها إضافة واقعية للفيلم أكتر منها إغراء.

رابعاً: وضح الفيلم إزاى الإنسان صاحب السلطة ممكن يستغلها أسوأ إستغلال و يستخدمها لإزلال الناس ... حتى و لو كانت سلطته محدودة ... لكن غياب الرقابة هو اللى بيشجعه ويخليه يفترى على الناس.

خامساً: كنت حاسس إن الفيلم ليه هدف إنه يوصل فكرة معينة للناس ... إن جرى الشباب ورا شهواتها اليومين دول عواقبه لا تحمد على الإطلاق ... و ده اللى حصل مع حاتم ..... ظل يطارد البنت بكل الطرق حتى كانت نهايته المرعبة ..... و أنا رأيى إن كل شاب بيجرى ورا شهواته و شاف الفيلم ده ... أكيد هيتأثر بيه ...... لأنه أكيد مش عايز نهايته تكون زى نهاية حاتم اللى دمر نفسه بنفسه.

سادساً: أوضح الفيلم شىء هام جداً ... و هو أن الإنسان الشرير (كحاتم) لم يولد شرير ... لكن المجتمع المحيط بيه و البيئة اللى إتربى فيها هيا اللى عملته شرير ..... و ده يخلينا متهمين زى ما هو متهم .... ممكن نكون إحنا اللى قفلنا فى وشه كل الطرق .... مسمحناش ليه إنه يكون إنسان كويس.

سابعاًًً: فقد الفيلم عامل الملل اللى كنت متعود عليه مع كل فيلم عربى أدخله

أخر حاجة فعلاً الفيلم كقصة و إخراج ممتاز
لكن لا أنصح بيه لحد أقل من 18 سنة .....مش عشان فيه مشاهد مش مناسبة .. ده كل الأفلام العربى دلوقتى مليانة مشاهد مش مناسبة ......لكن لأنه مش هيستفاد من الفيلم و مش هيفهم حاجة و لا هيعرف الهدف منه.