يا إخوتي وأحبائي .. والله أنا ألمح نبرة عالية الصوت سواء في الإشادة بالرجل أو في إهانته . ولكن دعونا نحاول أن نحلل الأمر بهدوء وروية :
1. لو كان هذا الموضوع عن شافيز مثلاً لكان المدح وصل إلى مداه بناء على مواقفه المعادية لأمريكا والمناصرة لقضايانا العربية .. رغم أن شافيز ديكتاتور لا يحبه نصف شعبه ويرونه همجياً مندفعاً . وخلاصة هذا المثال أن حكمنا نسبي ولا يوجد حكم مطلق .
2. الموضوع في الأصل عن بساطة الرجل وإخلاصه لعمله ، وهذا أمر حقيقي بغض النظر أصلاً عن مواقفه السياسية أو الدينية ، وهو في هذا المجال رجل محترم بالفعل ، وكان حري بنا أن نقدر فيه هذا دون إفراط بتشبيهه بالخلفاء ولا تفريط بسبه والهجوم عليه .
3. لا أعلم وموقفنا من إيران يزداد ابتعاداً يوماً بعد يوم ، وقد كنا أقرب الأنظمة لها حين كانت في عهد الشاه ، ولم نسمع وقتها عن هذه الحرب الشعواء على الشيعة ومذاهبهم .
4. هناك تناقض واضح في جميع الطروحات للأسف ففي الوقت الذي يرى فيه البعض القرب من الشيعة خطأ دينيا ، لماذا لا يرى هذا الخطأ في القرب مع أمريكا وإسرائيل ، أو على الأقل في القرب مع أوربا أو دول العالم النامي لو كانت مرجعية القرب هي الدين وليست المصلحة ، وإن كانت مرجعية القرب هي المصلحة فلماذا هذا العداء .
5. أجد بعض التناقضات المتمثلة في أن إيران ساعدت أمريكا وغير هذا ..الخ ، وماذا فعلتم أنتم يا أمة السنة غير هذا وما هو أفدح ، فإيران وإن تآمرت على العراق فقد كان عدوها ، أما تآمر العرب والسنة عليه فبأي سبب .
6. نحن نقع بخطورة في فخ منصوب لنا يستهدف تقطيع أوصال أمتنا الإسلامية ، وهذا الفخ مرده أمرين : أنك إما أن تعجب بكل ما يقال عن الشيعة وإيران ومناصرتها للحق ضد الباطل والظلم فتكره في المقابل ذاتك ومذهبك السني ، ويزداد احتقارك لكل ما يمت لهما بصلة حيث يصير انتماءك إلى السنة كما هو شكل الانتماء الحالي للعروبة شعور بالمهانة والعار والذل والخزي ولكن على خلفية دينية أكثر عمقاً وخطورة .
وإما أن تلعنهم وتخرجهم عن الدين الذي يشاركونك فيه ، وتراهم أصحاب مخططات هيمنة وسيطرة ، ترى فيهم العدو ، تتمثل فيهم الخيانة والنفاق ، وهو ما يقسم أمة الإسلام الواحدة إلى شيع وفرق وأحزاب ويشرذمها أكثر مما هي الآن .
وفي كلتا الحالتين الآخر هو الكاسب الوحيد وأنت الخاسر .
7. خلاصة القول : أن الشيعة إخوة مسلمون ، وأن مدار الخلاف بيننا وبينهم شكلي وليس جوهري ، وأن منهم طوائف خارجة عن الدين يكفرونهم الشيعة أنفسهم ، كما خرج من عباءة أهل السنة طوائف خرجت عن الدين ونحن نكفرهم قبل غيرنا كالقاديانية والبهائية وغيرها . وأن علينا أن نكون محايدين على الأقل في التعامل معهم ، فليس من مصلحتنا ولا مصلحتهم العداء ونحن ضحايا لقوى أكبر وأخطر .
تقبلوا جميعاً خالص مودتي وتقديري
المفضلات