سلام عليكم
يخطئ من يظن ان الحراك السياسي الراهن في المجتمع المصري سببه شخص الدكتور البرادعي نفسه الوضع اكبر من ذلك. الشعب المصري يطمح للتغير بشكل عام خاصه جيل الشباب الذي فقد الامل في غد افضل في ظل النظام الحالي
البرادعي كان رمزا للامل لجيل فقد الامل وهذا هو مربط الفرس
ومن الغريب ان هناك من يساند ودافع عن الوضع الحالي من مختلف الاطياف السياسيه من السلفيه ( السلبيه سياسيا ) الي التيار الديني الرسمي متمثلا في الازهر والكنيسه وحتي احزاب المعارضه (تكتل احزاب المعارضه) التي لم يسمع عنها احد ناهيك عن ان يعرفها
لكل مببرارته المعروفه ولكن ما يحزنني شخصيا ان تكسب هذه التيارات ارضا في الوعي الشعبي العام بين البسطاء بل والطبقه الوسطي نصف المثقفه
البرادعي كان واضحا او هكذا فهمته الراجل يطالب بحل جذري لان الحلول الموضوعيه لن تسمن ولن تغني من جوع انه يريد تغيير المنظومه كامله فهو لا يقدم نفسه كشحص ولكن كفكره كنظريه
فهو يؤكد انه لا يهتم بمن سيفوز في الانتخابات المفترضه ولكن فكره ان تكون انتخابات نزيهه لاول مره منذ يوليو 52 وليفز فيها من يفز هذه ليست المشكله علي الاطلاق
وكل فكره تحتاج الي التنظير كي يتسني تطبيقها وعليه فاني ساحاول ان انظر فكره ( البرادعي والتغيير ) في الاسطر القادمه
اولا يجب ان نفرق بين ثلاث مراحل المطلوب (عاجل واجل) - المنشود - المتاح
والمقصود بالمطلوب العاجل مي يتطلب تحقيقه علي المدى القريب والاجل ما يتمني علي المدي البعيد
والمنشود هو الرغيه المطلقه (التي لا يمكن بداهه تحقيقها علي ارض الواقع ) ولكن تبقي الانموذج او المعيار الذي نقيس عليه موقفنا وانجازاتنا
والمتاح هي الادوات التي تطولها الايدي لتحقيق كل ما سبق
والمطلوب الاجل هو دوله مؤسسات لا تقوم علي فرد واحد مهما كانت مؤهلاته وثقتنا فيه ( نظريه المستبد العادل لم تسجل نجاحا في التاريح ابدا ) هذه المؤسسات تعمل بشكل تكاملي لتوظيف امكانات الدوله وتحقيق اكبر قدر ممكن من الرفاهيه والامان لمواطنيها
والمطلوب العاجل هو تغيير هذه المنظومه في اتجاه كان لان التغيير نفسه هو الهدف في ظل مثل هذه الانظمه التي تحاربه بكل قواهها خاصه بسلاح الملل فلو استطعنا اجبار هذا النظام علي الاعتراف بالتغيير والبدا به لكان هذا نصرا مؤزرا ( ولا ننسي هامش الحريه الصحفي الذي انتفخ بعد انتخابات 2005 وكم فرحنا به كثيرا فلم يكن احد يتصور قبل هذا التاريخ ان يتكلم احد عن هذا النظام بهذا الشكل ابدا ولم يستطع النظام انتزاع هذه الحريه مره اخري)
والمنشود معروف تكامل اقثصادي وسياسي بين الاقطار المنتميه الي نفس حضارتنا ومنظومه قيمنا لنساهم معا في تقليل الظلم والاستبداد والفقر في هذا العالم
اما المتاح وهو للاسف قليل فهو بضعه مئات من انصار التغيير علي علم وقدره يتزعمهم عالم خقوقي يؤمنون جميعا بهذه الفكره ويقف خلفهم الالاف خلف شاشات الحاسوبات يساندونهم ولو بتعليق علي الفيس بوك
ومن الواضح ان المتاح قليل وهذا يعني ان لا نكلفه ما لايطيق ولا نتوقع منه تخقيق المنشود بين ليله وضحاها ولم يزعم هو انه يستطيع كل ما يقوله امه يريد ان يكسر حلقه الملل ويضع ايدينا علي الطريق ويسلمنا لجام بعيرنا بيدينا ولنفعل نحن به بعد ذلك ما نشاء وهذا كما قلنا لهمو النصر بعينه
فلا تكلفوا الرجل ما لا يطيق ويقدر وخاسبوه بعد ان تساندوه ولا تدللون في خطب ودكم فلم يفعلها احدا قبله ان امن بكم وطالب باعطاءكم زمام اموركم ( قارنوا بينه وبين من يقول في بيوت اعدائكم انكم غير ناضجيين بعد لممارسه الديموقراطيه او من يسب دينكم ليبتز اموالكم)
فلا تكونوا كالعروس العانس التي تتمنع عن ربما اخر خطابها ومن يعلم ربما تعضوا بعد ذلك اصابع الندم يوم لا ينفعكم البكاء ولا الحسره
اما من لا يري للتغيير بدا ويري انه ليس بالامكان افضل مما كان فليضرب عن مقالي هذا صفح الهوي ولكن لا يحق له ان يشتكي او يتبرم مما حدث او يحدث او سيحدث

بقلمي
باحث في علم الدين السياسي
من المانيا