أعلنت شركة "تاتا" موتورز الهندية لصناعة السيارات، عن طرحها الخميس "سيارة الشعب"، أرخص سيارة عائلية، حيث يبلغ ثمنها 2500 دولار، والتي ستكون موجهة إلى حوالي 65 مليون هندي من راكبي الدرجات البخارية، ممن لا يستطيعون شراء سيارة.

وقد احتفظت الشركة بالسيارة الجديدة سرا، ولكن المقابلات مع الأشخاص الذين شاركوا في تصنيعها كشفت عن بعض الاسرار الهندسية لتخفيض تكلفتها ـ بما في ذلك قضيب مقود السيارة انبوبي وصندوق سيارة لا يسع إلا حقيبة أوراق، ومحرك خلفي ليس اقوى من ماكينة قص حشائش عالية الكفاءة.

والنتيجة هي سيارة من المتوقع بيعها بسعر يصل إلى 2500 دولار أو ثمن جهاز تشغيل دي في دي لسيارة لكزيس Lx470. وفقا لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

أما العامل السلبي في السيارة، فهو أنها ستفشل في اختبارات العادم والسلامة في أي عاصمة غربية.

غير أن "تاتا" لا تهدف إلى الانتشار في الطرق السريعة لكاليفورنيا. وبدلا من ذلك تريد الشركة طرح سيارة ذات قيادة رباعية لكي يستخدمها، لأول مرة الأشخاص الذين اعتادوا على قيادة الدرجات البخارية، بما فيهم مئات الملايين من الهنود وغيرهم في العالم الثالث.

وبالرغم من ذلك فيمكن لـ"سيارة الشعب" - هو اسم مستعار لأن الشركة لم تكشف عن اسمها - ان تؤدي في النهاية إلى التأثير على السيارات التي سيقودها ملايين الناس في العالم، لأنها جزء من اتجاه عالمي بين شركات السيارات لصناعة سيارات أقل تكلفة.

وقال داريل رولي رئيس عمليات أمريكا الشمالية وآسيا في شركة اريبا، التي تشارك في إمداد مكونات للسيارة إلى "تاتا" وبي ام دبليو وتويوتا وغيرها من شركات السيارات : "هي أساس التخلي عن كل شيء فكرت فيه بخصوص تكلفة تصنيع السيارات في الماضي ووضع قائمة جديدة تسأل.. ما هو الممكن؟.. في السنوات الخمس أو العشر الماضية، سيتغير قطاع السيارات تغييرا شاملا".

ويدرس كل من التحالف الفرنسي الياباني رينو ـ نيسان والمشروع المشترك الهندي الياباني ماروتي سوزوكي، التوصل لطريقة لصناعة سيارات رخيصة للغاية للسوق الهندي. بينما تبحث فيها شركات صناعة السيارات الغربية الضعيفة عن وسيلة يمكن لمقاييس تخفيض الاسعار في العالم النامي أن تساعدها.

ويتوقع عدد من المحللين أنه مثلما نشر اليابانيون مبدأ "كانبان" - في الوقت المطلوب - و"كايزن" - التحسين المستمر - فيمكن للهنود أن يصدروا نوعا من "الهندسة الغاندية" تربط ما بين عدم احترام الطرق التقليدية للتفكير مع الاقتصاد الناجم عن الندرة.

ويصف العدد المحدود من الناس الذين شاهدوا السيارة بأنها صغيرة للغاية وساحرة وذات أربعة أبواب وخمسة مقاعد وشكلها مثل حبة الجيل. وهي صغيرة من الأمام وواسعة من الخلف، وهي افضل طريقة لمقاومة الرياح وبالتالي يسمح باستخدام محرك رخيص.




وقال ايه تشاتورفيدي، نائب رئيس تطوير الأعمال في شركة لوماكس اندستريز - شركة إمداد مكونات سيارات في دلهي طورت أضواء السيارات والإضاءة الداخلية - : إنها "سيارة لطيفة".

ووقف وراء تخفيض التكلفة مهندسو "تاتا"، الذين تسائلوا في مشروع سابق عما إذا كانت شاحناتهم في حاجة إلى أربع لقم الفرامل بدلا من ثلاثة. وخلال تشييد السيارة الجديدة بنصف تكلفة أرخص سيارة في الهند، كان السؤال المطروح دائما هو "هل نحتاج الى ذلك؟".

والسيارة التي ستطرح يوم الخميس ليس بها راديو ولا توجيه هيدروليكي ولا فتح وإغلاق النوافذ كهربائيا ولا تكييف هواء ومساحة مياه واحدة بدلا من اثنين. كما لا يوجد بالسيارة مقياس لسرعة الدوران وتستخدم السيارة مقياسا تحليليا بدلا من رقمي. كما أن الهندسة الاقتصادية مستمرة في الأجهزة الداخلية أيضا.

ولتوفير 10 دولارات أعاد مهندسو "تاتا" تصميم نظام التعليق للتخلص من المشغلات في الإضاءة الأمامية.

وقد ادى تخفيض وزن السيارة إلى تقليل تكلفة المواد وسمح للشركة باستخدام محرك أرخص. وأشار الأشخاص الذين لهم علاقة بالسيارة إلى محرك لا يزيد ثمنه على 700 دولار من صناعة شركة بوش، حجمه 600 إلى 660 سنتيمترا مكعبا، وقوته تتراوح بين 30 إلى 35 حصانا. وبالمقارنة فإن محرك هوندا فيت وهي واحدة من أصغر السيارات في الولايات المتحدة، يصل حجمه إلى 109 أحصنة.

الا ان النقاد طرحوا سؤالا أساسيا وهو كيف يمكن لسيارة وفرت آلاف الدولارات من السعر العادي للسيارة أن تلتزم بقواعد البيئة والسلامة. والإجابة هي أن السيارة تأتي في وقت هام في تطور الهند، عندما أصبحت البلاد تمر بمرحلة ازدهار لدعم طلب قوي على السيارات.

وقال المسئولون، إن السيارة ستلتزم بكل القواعد الهندية. ولكنها تتغير. فالمدن الكبرى في الهند تنوي تبني مستويات عادم السيارات الأوروبي ابتداء من ابريل 2010. وربما تكون السيارة الجديدة أقل التزاما بالبيئة مما تدعي فعلى العكس من السيارات في الولايات المتحدة، لا تجري اختبارات منتظمة على السيارات في الهند.

ويقول مايكل وولش، خبير التلوث والمنسق السابق لوكالة حماية البيئة، إنه من المرجح أن سيارة رخيصة بهذه الدرجة ستفتقر للتكنولوجيا المتقدمة للحفاظ على المستوى الأصلي للعادم وأنه بدون مثل تلك التقينات فإن السيارة يمكن أن تنتج ما يتراوح بين أربع أو خمس مرات مستويات التلوث الأساسية.