حضور ممثلين عن نواب الكونغرس لاختباراتها.. تويوتا تكشف زيف ادعاء البريوس الهاربة
16 مارس/الثلاثاء 2010 (GMT)


تفاصيل جديدة

بلغة واحدة، كشفت كل من تويوتا والإدارة الوطنية لسلامة الطرقات السريعة NHTSA عن نتائج تحقيقاتهما في القضية التي شغلت وسائل الإعلام الأمريكية على مدى أسبوع كامل حول نجاة جيمس سايكس (61 عام) من تسارع غير مقصود لسيارته الـ تويوتا بريوس 2008، حيث كشفت تلك التحقيقات الفنية والفيزيائية بأن سايكس يحتمل أن يكون قد اختلق المشكلة لإثارة الهلع والتنفع ماديا، حيث أثبتت التحقيقات أنه كان لطيفا مع الفرامل وليس كما ادعى أنه استخدمها بقوة وعنف. وقد حضر ممثلون عن أعضاء الكونغرس الاختبارات التي أجرتها تويوتا للتأكد من سلامة إجراءاتها. وفيما رفضت كل من تويوتا NHTSA تكذيب سايكس رسميا، فإن مصادر تشير بأن تحقيقات بدأت خلف الكواليس حول احتمالات أن يكون سايكس أراد أن يخلق نوع من الهلع نحو أنجح سيارات تويوتا في العالم وأكثرها شهرة في العصر الحديث وهي سيارة الدفع الهجين «بريوس» خاصة وأنه فقد كل ممتلكاته بعد إعلان إفلاسه.

وعُرفت قصة سايكس على مستوى الولايات المتحدة بـ«البريوس الهاربة» Runaway Prius، وثارت حولها العديد من الشكوك فيما إذا كانت القصة قد نقلت بصورة صحيحة أو مشوهة بهدف زيادة الترويع.

وعقد ممثلو تويوتا مؤتمرا صحفيا بالأمس في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا على مقربة من المكان الذي ادعى فيه سايكس قصته في 8 مارس الجاري حول تسارع غير مقصود لسيارته.

وقبل مؤتمر تويوتا بساعات قليلة، أعلنت NHTSA وعلى نحو منفصل بأن تحقيقاتها لم تتمكن من التوصل لدليل واحد يدعم تسلسل قصة سايكس أو يدحضها، ونفس هذا الرد الذي حمل صيغة الأدب نحو سايكس قدمته تويوتا أيضا في مؤتمرها.

ووفق قصة سايكس التي تناقلتها وسائل الإعلام، اتصل الرجل الستيني بـ911 ليبلغ عن خروج سيارته البريوس عن نطاق السيطرة لمدة 20 دقيقة قبل أن يستعيد التحكم بها بمساعدة إحدى دوريات كاليفورنيا للطرقات السريعة.

جيمس سايكسوقالت تويوتا وكذلك NHTSA بأنهما لم تجدا ما يدل على أن سايكس استخدام الفرامل بشدة كما ادعى في وصفه للأحداث التي مر بها. ورفضت تويوتا التعليق على باقي تسلسل الأحداث وقال مايك مايكلز الناطق الرسمي بإسم تويوتا نفضل أن نترك هذا الأمر للآخرين، حيث طالبت تويوتا على ضوء نتائج تحقيقاتها وتحقيقات NHTSA بضرورة التحدث مع سايكس لاستجلاء الحقائق حول تسلسل قصته.

وجاءت قصة سايكس في توقيت حرج لتويوتا التي كانت تعمل لتفنيد العديد من الملابسات الأخرى ومن ضمنها تقرير البروفيسور غلبرت المفبرك بالتعاون مع قناة ABC الأمريكية (التفاصيل). فظهور سايكس بقصته خلق نوع من الربكة تجاه جهودها.

وقالت تويوتا بأن تحقيقاتها وتحقيقات NHTSA كشفت عن ضغط سايكس وبـ«لطف» على الفرامل 250 مرة لمسافة بلغت 80 كيلومتر على أحد الخطوط السريعة. كما ولم تجد التحقيقات أي أدلة فيزيائية وفنية تكشف بأن السيارة كانت خارج نطاق السيطرة، أو أن دواسة البنزين لا تعمل على نحو جيد، وتبين عدم وجود تداخل بين الدواسة وبين غطاء السجادة الأرضية، بل وحتى الغطاء لم يكن قريبا منها ليلمسها.

وبفحص كمبيوتر التحليل الذاتي الذي تحمله السيارة، لم تتولد أي إشارات إنذار تدل على وجود مشكلة فنية.

وعن أسباب عدم استجابة نظام تحمله السيارة لاستعادة الطاقة المهدرة لشحن البطاريات، والذي يعمل وفق مبدأ مشابه لنظام الفرملة المهيمنة Brake Override بهدف حماية البطاريات من الشحن الزائد، قالت تويوتا بأن النظام لا يتحفز إلا بـ ضغط معتدل أو متوسط على دواسة الفرامل Moderate ، وأن سايكس ولأنه كان يضغط بلطف Gently فإن النظام لم يتحفز.

ووفق الاختبارات التي أجرتها تويوتا وNHTSA على نفس السيارة تبين أن النظام يعمل بكفاءة عالية وبدون تأخر عند الضغط على دواسة البنزين ودواسة الفرامل في آن واحد حيث انقطعت قوة المحرك فورا. وحاولت تويوتا و NHTSA إجراء التجربة تماما وفق التسلسل الذي ذكره سايكس بعد استبدال الحواشي المهترية فلم تنجح جهودهما في خلق تسارع غير مقصود أو إيصال نظام الفرامل إلى مرحلة لا يعمل بها بكفاءة عالية.

وباختبار نظام التشغيل عبر الزر الكهربائي، تبين أن محرك السيارة يمكن إيقاف دورانه كليا بالضغط على الزر مدة ثلاث ثواني متواصلة. وقد ذكر سايكس أن الدورية التي ساعدته على إيقاف السيارة طلبت منه أن يقوم بذلك، وأنه الإجراء الذي أوقف السيارة حسب ادعاءه.

وتشير التحقيقات إلى احتمال أن يكون سايكس قد قاد سيارته ضاغطا بقوة على دواسة البنزين في نفس الوقت الذي كان يضغط فيه وبلطف على دواسة الفرامل، ولذلك كانت حشوات الفرامل قد اهترت بشكل واضح، وهذا لن يحدث وفق تسلسل الأحداث التي رواها سايكس.

وقالت تويوتا بأن نتائج تحقيقاتها وتحقيقات NHTSA تحتم العودة إلى التحاور مع السيد سايكس للتدقيق مرة أخرى في تسلسل الأحداث وفيما إذا أغفل ذكر أي من التفاصيل خاصة وأن هندسة وتصميم السيارة ومكوناتها الفنية يستحيل أن تؤدي إلى القصة التي ذكرها سايكس.

وقالت NHTSA بأن قصة سايكس قد لا تجد ما يفسرها، وأنها كجهة فيدرالية ستواصل التحقيق، ولكن كافة تحقيقاتها حتى الآن لم تكشف وجود عيب أو خطأ في سيارة سايكس.

وطالبت زوجة سايكس وسائل الإعلام بالابتعاد عن منزلها بعد تسرب معلومات في احتمال أن تكون قصته مختلقة لإثارة الهلع أو لأهداف مالية، فيما رفض سايكس وكذلك الشركة القانونية الممثلة له التعليق على نتائج تحقيقات تويوتا وNHTSA.

وكانت مواقع للإنترنت قد كشفت عن وضع مالي سيء يعيشه سايكس يعتقد أنها أحد الأسباب الرئيسية لاختلاقه القصة وأنه كان يسعى للحصول على سيارة بديلة وأنه لا ينوي التقاضي ضد الشركة اليابانية.

فقد كشفت المعلومات أن سايكس قد أعلن إفلاسه، وأن سيارته الـ بريوس 2008 المؤجرة بعقد طويل الأمد lease والتي تعادل قيمتها 19 ألف دولار يجب إرجاعها بعد انتهاء عقد التأجير.

وبلغت ديون سايكس 700 ألف دولار، وقد استحوذت الشركات التي تطالبه بالسداد على سيارة مرسيدس كان يمتلكها، وقارب، ومنزل متحرك، كما واستحوذ البنك على دوج رام 2007 كان يمتلكها. ولم تتبق له سوى وسيلة واحدة للتنقل هي الـ تويوتا بريوس لأنه بالأصل لا يمتلكها.

وباقتراب عقد تأجير البريوس من نهايته في غضون شهور قليلة، سيتعين على سايكس إعادتها إلى وكيلها، وبذلك لن تكون لديه أي وسيلة أخرى للتنقل.

وكانت تويوتا قد شككت بقصته منذ البداية نظرا لتجهيز السيارة بنظام يشابه الفرملة المهيمنة مما يجعل السيناريو الذي تحدث عنه سايكس غير ممكن.

وكشفت أوراق محكمة الإفلاس لـ سايكس مطالبة شركات بطاقات الائتمان له بمبلغ 115 ألف دولار، وبلجوئه لمحكمة الإفلاس، تكون ديونه فعليا قد ألغيت، ولكن بعد تصفية كل ممتلكاته.

ويبدو أن وسائل الإعلام الأمريكية نفسها بدأت تغير من نهجها حول تويوتا في اليوم الماضيين خاصة وبعد أن تسرب إليها معلومات عن عدم وجود أي أدلة مادية تدل على أن بريوس سايكس بالفعل عانت من المشكلة أو تعرضت لنفس تسلسل القصة التي رواها، واحتمال أن تكون قصته مختلقة لإثارة الهلع والتنفع المادي.

وبدأت وسائل الإعلام تتحدث عن احتمال أن تكون العديد من المشاكل التي طالت تويوتا لخطأ ارتكبه العملاء أنفسهم بالضغط على دواسة البنزين بدلا من الفرامل، وبدأت تشير بأنها تفضل انتظار نتائج الاختبارات على أن تروج لمثل قصص سايكس.

وما عزز التوجه الجديد نحو احتمال أخطاء ارتكبها العملاء أن وسائل الإعلام بدأت تتحدث أكثر على أن المشكلة محصورة بشكل رئيسي في السوق الأمريكية وأن التسارع الغير مقصود لم يبلغ عنه إلا بشكل محدود جدا وبأقل من المستويات التقليدية في باقي دول العالم الأخرى.