تعتبر السيارات، من وجهة نظر دعاة حماية البيئة، عامل تلويث رئيسي لهذه البيئة، ولهذا تحرص شركات صناعة السيارات على مجاراة متطلبات سلامة البيئة في كل جوانب الحياة، وتحسين سمعة السيارة في نظر البيئويين وجعلها اكثر جاذبية للسير في المدن. وتواصل صناعة السيارات تحسين سياراتها الصغيرة وجعلها أرأف بالبيئة، مع مواصلة تطوير البدائل الجديدة التي تعمل بخلايا الوقود والكهرباء والخلايا الضوئية والديزل النباتي. ويعتبر تقليل استهلاك البنزين، وتقليل انطلاق الغازات والمواد الضارة من عوادم السيارات، وتقليص حجم جزيئة السخام المنطلقة عن احتراق الوقود، وتقليل ضجيج المحرك والإطارات وتزويد السيارة بمرشحات غاز ثاني أوكسيد الكربون والنيتروجين والسخام من أهم مواصفات السيارة البيئية الجيدة.
وخلال الاسبوع الماضي، طرح نادي المواصلات الألماني، المعروف بميوله الحمائية للبيئة، قائمة للسيارات العشر الأكثر مراعاة للبيئة في العالم من طرازات عام 2006. وقد جاءت تقديرات خبراء النادي بعد تفحص أداء 350 سيارة من اشهر الماركات المرغوبة في أوروبا وعلى أساس المواصفات البيئية المذكورة سابقا. كما أخذ الخبراء في نظر الاعتبار حجم خزان البنزين وقدرة المحركات وعدد الدورات التي ينفذها هذا المحرك... وكانت المفاجأة هي احتلال السيارات اليابانية الصنع المراتب السبع الأولى في هذه القائمة، تاركة موقعين للسيارات الفرنسية وموقعاً واحداً للسيارات الألمانية.

وعلى هذا الصعيد انتزعت سيارة «هوندا سيفيك» المرتبة الأولى من سيارة تويوتا بريوس «سيارة البيئة لعام 2005» التي جاءت هذا العام في المرتبة الثانية. وتعمل كلتا السيارتين، كما هو معروف، بمحرك هجين «هيبريد» وجاء في المركزين الثالث والرابع سيارتان فرنسيتان من صناعة مشابهة وهما ستروين س ـ 1 1.0 و بيجو 107 بيتي فيلو 70، تليهما في الموقع الخامس سيارة تويوتا ايغو.

ولا تظهر السيارة الألمانية من شركة فولكسفاجن طراز بولو بلو موشن إلا في المرتبة السابعة بعد دايهاتسو كيور1.0. وكانت بولو عميدة السيارات البيئية عامي 2002 و 2003 بفضل محركها الديزل الصغير المزود بالفلتر ضد ذرات السخام.

وذكر هيرمان يوزيف ـ فوغت، من نادي المواصلات الألماني، أن سيارتي الهيبرد الفائزتين ليستا بديلا مثاليا للسيارة الرئيفة بالبيئة، لكنهما تستخدمان تقنية ذكية لتقليل استهلاك البنزين وتقليل ذرات السخام المنطلقة عن احتراق الوقود. و اشار إلى أن صناعة السيارات حققت تقدما كبيرا على صعيد تقليص استهلاك الوقود وحجم المحرك وتقنية التشغيل، إلا أنها ما تزال تسعى وراء السيارات والتجهيزات الفاخرة على حساب البيئة. واشار كمثل إلى سيارة أوبل كورسا، التي احتلت الموقع السادس في قائمة العام الماضي، فشركة أوبل انتجت موديلا جديدا منها أطول وأوسع وأثقل بنحو 100 كغم. وأدى كل ذلك إلى زيادة استهلاك البنزين، وبالتالي إلى خروجها من القائمة.

واعتبر النادي الإعلان عن القائمة البيئية مناسبة لمطالبة الحكومة الألمانية بإعادة توزيع الضرائب المفوضة على السيارات حسب ملاءمتها لشروط المحافظة على سلامة البيئة. وينبغي، حسب رأي جيرد غوتليب، المتحدث السياسي باسم نادي المواصلات، أن تخفض الضريبة على السيارة كلما قلت نسبة بثها لغاز ثاني أوكسيد الكربون. واعتبر غوتليب أن اتحاد صناعة السيارات الأوروبي فشل في المهمة التي أخذها على عاتقه أمام المفوضية الأوروبية، حيث تعهد حتى عام 2008 بخفض اطلاق ثاني أوكسيد الكربون من السيارات الجديدة الصنع إلى مجرد 140غم/ لكل كيلومتر سير.

ومنح خبراء النادي، من بين السيارات الـ 350 التي فحصوها، نحو 80 سيارة علامة تقدير «معقول»، في حين نالت بقية السيارات درجات مختلفة تراوحت بين «مُرضٍ» و«محتمل» وضار بالبيئة.