عبد اللطيف حسن – ولاد البلد – عشرينات – 24/1/2008


لكل قاهري وقاهرية.. أبشروا، فأخيرا سوف تستطيعون ب 50 قرش أن تدخلوا حماما صالحا للاستخدام الآدمي، بعد أن قررت حكومتنا "الذكية" أن تجعل دورات المياه العمومية في القاهرة أكثر ذكاء...

بدأت محافظة القاهرة نشر دورات مياه عمومية تعمل آليا، وانتهت بالفعل من إنشاء 36 منها تعمل بأحدث النظم الأسبانية تم تصنعيها بالهيئة العربية للتصنيع، وسيصل عددها مع منتصف العام الحالى إلى نحو 100 دورة تتوزع في الميادين العامة والأماكن المزدحمة مثل ميادين أحمد حلمى ورمسيس وعبد المنعم رياض والنزهة ومدينة نصر وحى مصر القديمة، وغيرها من الشوارع والميادين.

هذه الحمامات يتم التعامل معها مباشرة حيث يضع الشخص 50 قرش معدنيا فى المكان المخصص لذلك، فيفتح الباب أوتوماتيكيا لمدة 20 ثانية حتى يدخل الشخص إلى الحمام ثم يغلق مباشرة، ولا يستطيع أحد فتحه من الخارج، وبعد أن ينتهى استخدام الحمام يقوم الشخص بفتحه من الداخل، ويبدا الحمام فى مرحلة تنظيف أتوماتيكى لنفسه، حيث يتم تنظيف القاعدة ثم حوض المياه والأرضية عن طريق صنابير منتشرة بالمكان ثم بعد ذلك تبدا عملية التجفيف الذاتى للحمام أتوماتيكيا.
من أجل السياحة
وعن فكرة المشروع يقول اللواء محمد بلال، رئيس مجلس إدارة الشركة التى تقوم بإدارة وتشغيل وصيانة الحمامات الذكية، أنها جاءت من الدكتور عبد العظم وزير محافظ القاهرة ورغبته فى إزالة معاناة البعض خاصة السائحين والأجانب، والتخلص من شكاوى عدم وجود حمامات عامة ونظيفة ولائقة بالقاهرة، ولذلك رأى ضرورة أن تبدأ هذه الحمامات فى العمل تزامنا مع البطولة العربية الى انتهت من شهرين تقريبا.

ويضيف بلال: "من أهم الملاحظات التى وجهت لنا وكانت وراء استبعادمنا من تنظيم مونديال 2010 عدم وجود دورات مياه للمارة فى الشوارع، لذلك بدأنا التفكير في كيفية توفير حمامات دون أن نقوم بخطوات البناء التقليدي، بالإضافة إلى كبر مساحة المكان المخصص لدورة المياه التقليدية، وظهور مشكلة عدم نظافتها ولا صلاحيتها للاستخدام الأدمى.

ويكمل : "جاءت الفكرة بشكل عملى من حمامات القطار الأسبانى الذى يتميز بجمال الشكل، ففكرنا في عمل حمام مماثل له فى الميادين العامة لا يحتاج مساعات كبيرة ويستخدم بشكل أتوماتيكى بسيط،، وقامت المحافظة بعرض المشروع على الهيئة العربية للتصنيع التى رحبت بالأمر، وقامت بتصميمه.

ويتكون الحمام من دورتين ملتصقتين، تعمل عن طريق وضع عملة معدنية فئة 50 قرش، وتذهب حصيلة الرسوم إلى الشركة التى تتولى الإدارة لتقوم بأعمال الصيانة، وعند دخول الحمام تبدا الإضاءة فى العمل ثم يستخدم يدويا "الشفاطات" الموجودة فى الداخل، وبمجرد خروج الشخص يغلق الباب أتوماتيكيا ويقوم الحمام بعملية التنظيف الذاتى ثم التجفيف فى دقيقتين فقط .
50 ألف جنية للحمام
يتحكم في تشغيل الحمام برنامج الكترونى يشغل 3 شفاطات على القاعدة والحوض والأرضية بقوة اندفاع ضخمة للمياه مع وجود سائل تنظيف، وعملية التجفيف تتم الكترونيا أيضا، وتصل تكلفة تصميم وانشاء الحمام الواحد إلى نحو 50 ألف جنيه.

وتتنوع أماكن وجود هذه الحمامات الذكية فيوجد واحد خلف مجمع التحرير، وبدأ تشغيله فى أكتوبر الماضي، وأول دفعة من الحمامات الذكية بدأ تركيبها في مناطق النزهة ومدينة نصر وحى مصر القديمة وحى غرب القاهرة، حتى وصل عددها إلى نحو 36 حمام منتشر فى شوارع وميادين القاهرة، وسيتم زيادة العدد إلى 100 حمام في منتصف هذا العام.

ويطالب اللواء محمد بلال من المواطنين حسن التعامل مع هذه الحمامات وعدم إتلاف أى من محتوياتها أو تشويهها من الداخل بالكتابة عليها كما يحدث بالنسبة لدورات المياه التقليدية، والمساجد، ووسائل المواصلات العامة.
24 ساعة يوميا
تقول شيماء خالد، المشرفة التي تقف أمام الحمام الذكى خلف مجمع التحرير، أن من مهامها توفير عملة نقدية للمواطنين واستبدال الورقية بها، وتقول : "يتردد على الحمام يوميا نحو 20 شخص، وعندما حدوث اى عطل فى الحمام نتصل بقسم الصيانة بالشركة، وإن كان هذا لم يحدث حتى الأن لحداثة الحمام، ومن وقت لآخر يمر أحد المسئولين بالمحافظة للاطمئنان على سير العمل."

والحمام يعمل على مدى 24 ساعة من خلال دورتين للعمل تبدأ الفترة الأولى من السابعة صباحا وحتى السابعة مساءا ثم الفترة الثانية حتى السابعة من صباح اليوم التالي، والعمال المكلفون بمتابعة هذه الحمامات يوجهون الناس لتعليمات التشغيل قبل الدخول، وإذا حدثت أى مشكلة وطلب المواطن المساعدة باستخدام جرس الإنذار بالداخل يسارع المشرف إلى إنقاذه.

ومن طرائف الاستخدام يحكى أحد أفراد الأمن المكلف بعملية المتابعة أن الكثير من المواطنين لا يعرفون التعامل مع المفاتيح الخاصة فى الداخل، وأغلبهم يضغط على كل الأزرار وليس الإنذار فقط مع الصياح على المشرف مما يثير ضحك المارة.

وقابلنا أمام الحمام أكثر من مواطن أبدوا إعجابهم بهذه التجربة مؤكدين أن هذه الخطوة تأخرت كثيرا كما أن دورات المياه العمومية التقليدية كانت سيئة ولا تصلح للاستخدام.
-------------------------------------------------------------------------------

يارب بس نحافظ عليهم