كلام جميل جدا..لكن إمتى حنقدر نقول إن الناس أصبحت مستعدة..وهل ممكن يكون عندهم الاستعداد ده وهم غارقون إلى الآذان في مستنقعات الرذيلة..هذه الأمور كما قيل عنها وأمثالها من المعاصي كالماء المالح..كلما ازددت منه شربا كلما ازددت له عطشا
ولا يستطيع أحد أن ينكر قدر الفساد الموجود في السعودية..كما لا يستطيع أحد أن ينكر أن الفساد في مصر أضعاف مثيله في السعودية ..السعودية دولة مستهلكة أما مصر دولة مصنعة وموردة..يعني إحنا في درجة أقل وأسفل في سلم المعايير الأخلاقية
أحيانا كثيرة أشعر بالعجز أمام فكرة تربية ابن أو ابنة في مجتمع كمجتمعنا..وأقول في الفترة التي تربينا فيها كانت الأمور أسهل كثيرا..أما الآن تعقدت الأمور إلى حد مخيف
والله يا طارق باشا أنا باتكلم من منطلق احتكاكي الدائم بالكثير من الحالات التي تعاني الأمرين من هذا الموضوع..والكل يأتي طالبا الاستشارة أو النصيحة وأحيانا كثيرة المساعدة العملية..تخيل إن في ناس حابين إنه يكون في مصحات منخفضة التكاليف للعلاج من إدمان هذه الأمور..في الخارج توجد مثل هذه المصحات إنما عندنا لا توجد حتى مصحات كافية لعلاج مدمني المخدرات والكحوليات
وبالمناسبة برغم الانهاير الأخلاقي شبه الكامل للمنظومات الاجتماعية في الغرب وبرغم وجود كافة وسائل المتع المحرمة وغير المحرمة وبرغم عدم وجود رقابة دينية أو قانونية على العديد من الأنشطة الاجتماعية المنحرفة إلا أنهم يعانون الأمرين من مشاكل الشذوذ والانحرافات الناتجة عن مثل هذه المواقع وعن تزايد الإباحية في مجتمعاتهم
أقصد أن هذه الإتاحية لم تساهم في حل هذه المشكلة في هذه المجتمعات
ولمن لا يعلم فهناك الكثير من المذاهب الدينية في أمريكا مثلا تميل إلى المحافظة الشديدة والتحفظ البالغ في العلاقة بين الرجل والمرأة وفي التعامل مع الشهوة الجنسية بصفة عامة..بمعنى أن الواقع هناك أفرز صورا عديدة من محاولة التدين التي لا تخلو من التطرف كرد فعل عكسي عنيف لموجات الانحلال والإباحية
وفي الحقيقة أخشى على مجتمعنا من مثل هذا
وما التحرشات الجماعية في الأعياد وعقب المباريات عنا ببعيد..أين كانت هذه الظواهر قبل هذا الكم الرهيب من المثيرات بالليل والنهار بالإضافة إلى انعدام قدرة الكثير من الشباب على الزواج
المفضلات