الموضوع: فورد تقتل ميركورى

فورد تقتل ميركورى

أكدت مصادر داخلية لدى فورد أن كبار مدراء الشركة يستعدون لتقديم اقتراح يهدف إلى قتل ماركة ميركوري التي أسسها إدسل فورد في عام 1939.
وقالت المصادر التي طالبت بعدم الكشف عن هويتها بأن الاقتراح سيستند في أسبابه على التراجع الحاد لمبيعات الماركة والذي بلغ منذ العام 2000 وحتى نهاية العام الماضي قرابة 74 بالمائة.

وأشارت المصادر إلى أن ميركوري ستفقد خلال العام القادم سيارتين من أصل أربعة تقدمها حاليا،
ما يجعل من الصعب أن تستمر حيث لن تتوفر الجدوى الاقتصادية التي تبرر الصرف عليها.

وفي حال اتخاذ قرار قتل الماركة، سيعتمد توقيت الانتهاء منها على مدى قدرة مدراء فورد على إقناع الوكلاء بإغلاق معارضهم أو الإندماج مع معارض فورد.

ويقول أحد الخبراء بأنه لا يستغرب اتخاذ قرار قتل ميركوري، ويشير بأن الكثير من الأمريكيين يعتقدون أصلا أن الماركة تم وقفها،
بل نسوا بأنها موجودة، وسبب ذلك عدم توفر سيارات تخص ميركوري، فكل سياراتها مشتقة من موديلات فورد.

وتندرج سياسة التخلي عن ميركوري مع سياسات ألن مولالي الرئيس التنفيذي لفورد الذي يفضل التركيز على الماركات الرائجة والتي يمكن أن تحقق المزيد من المبيعات والأرباح،
فهو لم يتوان عن بيع جاكوار ولاندروفر وأستون مارتن قبل ثلاث سنوات، وفي مارس الماضي أنهى صفقة بيع فولفو إلى شركة غيلي الصينية.

وفي حال تأكيد قرار قتل ميركوري وهو احتمال كبير، قد تتطلب العملية فترة زمنية تمتد لأربع سنوات.
وبذلك تنضم ميركوري إلى قائمة الماركات التي أحيلت إلى التقاعد وتضم بونتياك وساترن وأولدزموبيل وبلايموث.

ورفض مارك تروبي الناطق الرسمي بإسم فورد تأكيد الخبر أو نفيه، وقال «خططنا نحو ميركوري لم تتغير،
كأي عمل يدار بشكل جيد، نعمل بشكل دائم على تقييم مجموعة منتجاتنا، وإذا طرأ متغير سنعلمكم».

وكان إدسل فورد، إبن هنري فورد مؤسس شركة فورد قد أسس ماركة ميركوري خلال فترة الكساد العظيم لتملأ الفجوة السعرية بين فورد ولينكون.

وتشير مصادر بأن إيلينا فورد حفيدة إدسل فورد والتي تشغل حاليا منصب مدير التسويق العالمي قد عارضت في البداية أي مخططات تهدف لقتل ميركوري التي كانت مسؤولة عن عمليات تسويقها قبل العام 2002.

ولكن قرار قتل ميركوري يجد مساندة من بيل فورد رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة فورد، والعديد من أعضاء عائلة فورد التي لديها 40 بالمائة من نسبة أصوات اتخاذ القرارات في فورد.
وتأتي المساندة في ظل التراجع السريع لمبيعات ميركوري التي تمثل حصتها 1.9 بالمائة من مجموع مبيعات فورد العالمية.

وحققت ميركوري أفضل مبيعاتها منذ تأسيسها في عام 1978 عندما أنهت العام ببيع 579,498 وحدة، وحملت في ذلك الوقت شعار «علامة القطة»، ولكن هذه المبيعات استمرت في التراجع حتى وصلت إلى 92,299 وحدة في 2009.

ولكن خلال الشهور الأربعة الأولى لهذا العام، حققت ميركوري ارتفاعا بمبيعاتها بنسبة 23 بالمائة، وهي نتيجة جيدة لكن بالمقابل ارتفعت مبيعات فورد 33 بالمائة.
وتقل الحصة السوقية لـ ميركوري في السوق الأمريكية عن 1 بالمائة.

ومنذ قدومه إلى فورد من بوينغ في سبتمبر 2006، وضع مولالي في سلم أولوياته رفع مستويات الجودة وتوسيع مجموعة سيارات فورد وتقليل الاعتماد على مبيعات المركبات النفعية الرياضية SUV والبيك أب.
وتمكن من إنهاء ثلاث سنوات من الخسائر بأرباح بلغت 2.7 بليون دولار العالم الماضي 2009، وتبدو فورد في طريقها نحو تحقيق أرباح أقوى في 2010.

وفي خضم هذه العملية، تقول مصادر بأن مولالي أعطى كل التركيز لماركة فورد وأهمل إلى حد ما ميركوري، فقد تم تخفيض الصرف على إعلانات ميركوري بنسبة 88 بالمائة خلال الفترة من 2005 إلى 2009.

وأوقفت فورد العام الماضي مبيعات ميركوري سيبل توأمة فورد توروس، أما النفعية الرياضية ماونتنير وهي توأمة فورد إكسبلورر فستتوقف مبيعاتها العام القادم في نفس الوقت الذي تقدم فيها فورد جيل

ومنذ حضور مولالي، لم تحصل سيارات ميركوري على تجهيزات تمنحها تميزا عن سيارات فورد كما كان الأمر في السابق، وأدت هذه الاستراتيجية إلى اتجاه العملاء نحو شراء سيارات فورد لأنها دائما أرخص من ميركوري.

ويقول أحد الخبراء بأن أحد الأسباب الرئيسية لاضمحلال مكانة ميركوري هو عدم رغبة فورد بالصرف عليها وضخ المزيد من الاستثمارات فيها. فقد أرادت فورد أن تبقيها ولكن بدون إعطاءها التميز الذي يمكن أن ينشط مبيعاتها في الأسواق.

وتأتي هذه الأخبار المأساوية في ظل ارتفاع مبيعات ميركوري ميلان وهي توأمة فورد فيوجن بنسبة 53 بالمائة خلال أول 4 شهور من العام الحالي، وارتفاع مبيعات ميركوري مارينر الموازية لفورد إسكيب بنسبة 22 بالمائة. ومن المقرر أن تقدم فورد جيل جديد من فيوجن وإسكيب خلال 2012 و2013 ويتوقع أن لا يتم تقديم نسخ منهما لعلامة ميركوري.

أما ميركوري غران ماركي والتي تحتل مكانة رفيعة في أسواق الخليج فسيتم التوقف عن إنتاجها خلال العام القادم هي ولنكون تاون كار وفورد كراون فكتوريا. ولا يبدو أن فورد ستقدم أجيال جديدة بالدفع الخلفي من هذه المركبات.

وتركز فورد حاليا على تقديم سيارات اقتصادية تشمل فوكاس وفيستا، وليس لديها خطط لتقديم نسخ منهما تحت مظلة ميركوري.