لا ضرر ولا ضرار

ومن أفسد شيئاً فعليه أن يعيده إلى أصله

ومن قتل إنسان خطأ فعليه الدية مائة جمل
ومن قطع أذن إنسان عن طريق الخطأ عليه نصف دية خمسين جمل
رغم أنه مخطئ
إلا أن الشرع أوجب عليه التعويض لأصحاب الدم أو القصاص
ولو عفوا فأجرهم على الله

الخلاصة بالنسبة للسيارات
المخطيء يتحمل خطأه ويعيد الشيء لأصله على حسابه

مثلاً:
واحد خبط عربيتك وهو مخطيء 100%
عليه تحمل تكاليف إصلاحها حتى تعود لأصلها وتكاليف توقفها وتكاليف الوقت الضائع في إصلاحها

تماما كده

إنت لو خبطت واحد وانت غلطان عليك نفس الكلام

لو إثنين خبطوا بعض وكل واحد غلطان بنسبة على كل واحد دفع نفس نسبة خطأه في إصلاح السيارة الأخرى


السؤال :
لماذا الناس دائما تقول : العوض وحش أو بلاش العوض أو معقول هتقبل العوض ؟ أو العوض ما هو زين

لعدة أسباب:
منها

1-
التورع:
التورع هو ترك بعض الحلال خشية من الوقوع في الحرام
مثال أن أحد الناس خبط عربيتك
لكن إنت مش متأكد إن هو المخطئ 100%
أو نفسك مش مرتاحة إنه هو الغلطان تماماً
أو كما يحدث كثيراً في مصر المهروسة أنه لا يوجد من يحكم بين المتصادمين حكم عادل نتيجة لرجال المرور المرتشين وللجهل العام والمروري المنتشر بين المواطنين

وفي هذه الحالة إنت تخاف تاخد العوض حتى لا يكون فيه ولو بعض الحرام
وطبعاً المال الحرام بخرب
ومن أكل لقمة حرام لم تقبل له صلاة أربعين يوماً
وغير ذلك

ففي هذه الحالة بلاش العوض وربنا يعوض عليك

2-
أن الطرف الآخر حالة إنسانية (فقير أو مسكين ...):
مثال أن أحد الناس خبط عربيتك
وهو مخطئ بنسبة 100%
واعترف بخطئه
وأنت مقتنع أنه هو المخطئ

وعند تقييم الخسائر شكا ذلك الرجل حاجة وعيال وفقر وأنه مش لاقي وحالته تصعب على المنافق والمشرك
وإنت من نفسك تركت مبلغ العوض صدقه عليه حراً مختاراً

3-
بعض الناس بيعمل بمكارم الأخلاق ومسامحة المخطيء والعفو عنه
وهذا أمر طيب طالما حر مختار

وغير ذلك

للأسباب السابقة وغيرها تعود الناس على قول بلاش العوض
ثم أصبحت كلمة في أفواه الناس كلها بلا تفكير

النقطة المهمة
أنا لو عايز يكون مبدئي هو أن لا أأخذ العوض
فما هي النية
هي العفو عند المقدرة لأنال رضى الله سبحانه وتعالى

طيب لو أنا المخطيء
هل أطلب من الناس العفو كما أفعل أنا ؟؟؟؟؟؟

ليه ؟
هو أنا كنت بعفو عشان خاطرهم رياء يعني
ولا كان لله؟
كان لله

يبقى لا أطلب منهم معاملتي بالمثل
طالما أنا المخطيء
أعرض الإصلاح الكامل للسيارة التي خبطها وأنا المخطئ
ولا أطلب الإحسان منهم

ولو هم عرضوا السماح والعفو بطيب خاطر فلا مانع من القبول


وهناك عدة مشاكل في هذا الموضوع:

1- من الذي يحدد المخطيء إذا كنا نعيش في المجتمع المصري الجاهل تمام الجهل بأصول المرور
ورجال المرور هم أكبر مرتشين في البلد
وواحد يخبطك وهو الغلطان وينل عايز يركبك الغلط وبسلامته مش مسامح

2- بعض الناس عندما يخبط سيارة وهو المخطي
يتقمص فوراً دور المسكين
ويتحدث عن فضل المسامح رغم أنه غني
وإنت هتاخد عوض ولا إيه
مع أنه في هذه الحالة يعتبر في موقف الشحاته تماماً
لأن العوض الموضوع عليه هو دين في عنقه
وهو يطلب من صاحب الحق أن يتصدق عليه بهذا الحق

حاجه غريبة والله العظيم

المهم في النهاية
مثلما أشار الدكتور أحمد باشا سامي باشا
أجر العفو هو من أعظم الأجور على الإطلاق في ميزان المسلم
لماذا؟
لأن من عفا وأصلح فأجره على الله
طيب
أجري على الله كام يعني ؟
سؤال غبي فعلاً

لما يكون أجرك على الكريم سبحانه وتعالى فلا تسأل
لأن الكريم يعطي على قدره
فلا نستطيع أن نتخيل مقدار العطاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته