الموضوع: الزمن يسحق فيديل

هكذا هي لعبه الحياه و الزمن

فيديل كاسترو والقذافى هما الوحيدان الباقيان تقريبا من عصر الثورات ذات الطابع القومى فى الخمسينات والستينات ، ذلك العصر الذى كانت ايقوناته نهرو وعبد الناصر وكاسترو وجيفارا وتيتو وشاوشيكسو و ماو تسى تونج وسوكارنو....الخ ، ذهبو جميعا وذهبت ايامهم ، منهم من مات مناضلا مثل جيفارا الذى رفض السلطة ورفض ان يكون وزيرا فى حكومة كاسترو واستمر فى النظال حتى قتله الأمريكان ومات واقفا، ومنهم من مات محسورا على انهيار احلامه مثل عبد الناصر، ومنهم من قتله شعبه بعد ان تغيرت الأمزجة وانتهى عهد الثورات الشمولية لكى تصبح الموضه هى النظام العالمى امريكى النكهة مثل شاوشيسكو، ومنهم من تنازل عن احلامه واستسلم للموضة مثل القذافى ، ومنهم من قضى حياته ومات كما يموت كل الناس، المهم ان هذا الزمن مضى وانتهت ايامه وانتهت موضه الثورات القومية ومر العالم بعدها بحالة من حالات الأنفتاح العالمى المتأمرك ، والذى لم يستمر طويلا بعد انتفاضة الأقصى الثانية ومذابح ميدان السلام السماوى فى الصين واسقاط الطائرة المصرية على الساحل الشرقى الأمريكى واخيرا احداث 11 سبتمبر التى كانت بداية عهد جديد يتميز بالتقوقع اليمينى الذى انتشرت موجاته شرقا وغربا بداية من احتلال افغانستان فالعراق الى انتشار الفكر الأصولى المبنى على رفض الآخر فى كل دول الشرق الأوسط وبالمقابل انتشار الفكر اليمينى المحافظ فى امريكا داعما لبوش وادارته ومنها الى اوروبا مما افرز لنا قادة من نوعية ميركل و ساركوزى اليمينيين فى اكبر دولتين فى اوروبا وادى الى دعمخ وجود القادة المحليين الرافضين للهيمنة الأمريكين مثلا صدام وبن لادن وشافيز وملالى افغانساتان

فبعد العصر الذى كانت ايقوناته عبد الناصر ونهرو وتيتو بتوجهاتهم القومية وعصر العولمة الذى كانت ايقوناته السادات وفيصل ورابين وكارتر وجورباتشوف وكيلنتون اصبحنا نعيش عصر ايقوناته هى بوش وبن لادن واحمدى نجاد بتوجهاتهم اليمينية المتطرفة

لقى تخلى الزمن عن كاسترو منذ سنوات طويلة وتركه فى عصر قد انقضى وتآكلت معطياته ، لكنه بقى كايقونة جميلة تحكى لنا عن زمن مضى، وها هو الزمن يقول كلمته الأخيرة التى تتلخص فى انه"سبحان من له الدوام"

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة electroman

لكن اليمين المحافظ الامريكى الاحمق لم يتهور كالعادة ربما معتقدا ان الثمرة ستسقط لوحدها لكن صبرهم غريب .!

انت قلتها ...الثمرة ستسقط وحدها ، لنفس السبب لم تضرب امريكا ليبيا واكتفت بالحصار حتى سقطت الثمرة وحدها

كما ان كوبا ، ومثلها كوريا الشمالية تمثل خروجا عن الخط الإجتماعى الذى خلق به المحافظون الجدد ذريعة اخلاقية لحربهم ضد دول انظمة بعينها، وهى ذريعة الحرب ضد الأصولية الإسلامية، فكوبا وكوريا الشمالية يستحيل على عباقرة التزوير الإعلامى ايا كانت مقدرتهم دمج اى منهما ضمن اطار الأصولية الإسلامية، ومن الصعب ايجاد ذريعة اخلاقية لحرب اى منهما بعد ان استفذت حقبة الشيوعية والحرب الباردة اغراضها وانقضى عهد المكارثية ، وعلى ذلك فكل منهما تخرج عن الإطار الأخلاقى الذى تستطيع امريكا من خلاله تهديد فلسطين او ابران او السودان او حتى مصر او السعودية ، وبالتالى فالنظام الأمريكى اليمينى حسبها بطريقة " لماذا احرق مراكبى امام الرأى العام طلبا لثمرة ستسقط وحدها يوما" ، وكما تعرف فإن حسابات الخطوات الأستراجية الضخمة مثل الحروب هناك تختلف تماما عن هنا، فالموضوع هنا أخره قرار سلطوى وكام اغنية وطنية ، اما هناك فلا حرب بدون تأييد شعبى وإلا فالثمن هو ضياع كرسى السلطة بالنسبة لك ولحزبك ولعقود طويلة

ربما انك تلاحظ الآن مدى استخفاف الديمقراطيين بالأنتخابات القادمة لدرجة ان كلا مرشحيهم هيلارى كلينتون وباراك اوباما لا تنطبق عليه الشروط التى اعتادها المواطنت الأمريكى فى رئيسه وهى ان يكون رجل ابيض انجلو ساكسونى بروتستانى فاحد المرشحين ليس رجل والأخر ليس ابيض، وهو استخفاف اتوقع ان سببه الرئيسى حالة عدم التقبل الأمريكى لسياسات الجمهوريين والتى تمثلت لهم نتائجها فى حالات غلاء وبطالة وعدد كبير من القتلى فى العراق، الأمر الذى اعاد لأذهان الكثير من الأمريكيين ايام فيتنام ، وعلى ذلك يراهن الديمقراطيين على نجاحهم فى مباراة سهلة بطرح لاعبين مستجدين فى الفملعب مثلما يفعل مدرب كرة قدم حين يطرح البدلاء فى مباراة نهاية الدور الأول الذى كسبه بالفعل فى المباريات السابقة

وهو ما يمثل انعكاسا لرؤية الديمقراطيين لضياع شعبية حمهوريين ومحافظيهم الجدد بسبب خساره التأييد الإعلامى بعد نتائج الحروب الغيبر مشجعة