يوم أصبحت حرا – شاهد عيان على أحداث 25
مش عارف أنا نزلت ليه؟؟؟!!!هل لإحساسي بالقهر والظلم؟؟ولا لإحساسي ان خلاص جه وقت التغيير بجد؟؟ولا لإحساسي ان مينفعش أسيب اخواتي المصريين لوحدهم في يوم زي ده.
قررت اني أنزل.مكنش قراري لوحدي. كان قرار كل الناس اللي في البيت من ولاد عمي وعماتي مع بعض التشجيع من الأهل والدعاء لينا.
بحكم قربنا من ميدان المطرية نزلنا الساعة 1 واتجهنا الى هناك. كنا 10 أشخاص.
الجو هادي جدا وعن بداية الميدان وجدنا جيوش الأمن المركزي (ما لا يقل عن 8 عربيات) وكميات من الضباط واللواءات.
بدأ تجمهر الناس المارة وبدأ معاه هرج ومرج السادة الضباط والعساكر بدأت تأخد وضعها في تطويق المتظاهرين وفرض الكردون عليهم.وفعلا تم حبسنا داخل الكردون مع وصول القليل من هنا وهنالك ووجود مناوشات للسماح لهم بالدخول في الكردون المفروض حولنا.
ما أذهلني فعلا هو السيدات الأفاضل والبنات الذين صمموا على الدخول والاشتراك معنا.
استمرت المظاهرة تقريبا من الساعة 2 الى الساعة الرابعة والنصف مع بعض المناوشات ومحاولات الخروج من الكردون ومحاولة استماتة الناس في الميدان للاشتراك معنا.
في هذا الوقت وصلتنا الأخبار عن المظاهرات الحاشدة في ميدان التحرير وقرننا الذهاب الى هناك وفعلا سمحوا لنا بالخروج ولكن تم تعقبنا من قبل بعض المخبرين وعربات البوكس وقام أهالي عزبة الصفيح بمساعدتنا على الهروب منهم في حواري العزبة.
قررنا التفرق والذهاب الى التحرير على مجموعات وفعلا وصلنا في البداية الى دار القضاء العالي وكانت المظاهرة منطلقة من رمسيس في اتجاه التحرير للإلتحام معهم وتم عمل الكردون الأمني عند دار القضاء وتركونا حوالي الساعتين بحرية الى أن تم الهجوم علينا من جحافل الأمن المركزي وتفريق المظاهرة في عدة اتجاهات.
على حدود الساعة التاسعة تجمع الناس مرة أخرى واتجهنا الى ميدان عبد المنعم رياض من شارع 26 يوليو بدون أي مقاومة تذكر أو وجود أمني ومن ميدان عبد المنعم رياض الى التحرير بكل سهولة مع وجود بعض الأمن ولكن بدون أي مقاومة.
ميدان التحرير من الساعة التاسعة الى حدود الساعة الثانية عشر كان به ما لا يقل عن 10 ألاف معتصم من جميع ألوان وطبقات الشعب المصري وعدد غير بسيط من السياح المتواجدين بالمنطقة.
رأيت هنالك الشباب بجميع فئات العمر. والفتيات بجميع ألوانهم وأشكالهم. والعائلات بجميع أفرادها. والشيوخ (العجائز) بجميع فئاتهم.
كنا في منتهى الاحترام والتحضر لدرجة قيام بعض المجموعات من الشباب برفع القمامة من الميدان.
بدأ الجبناء الساعة 12:30 بضرب الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع بغزارة وتم الهجوم من جحافل الأمن المركزي مما أدى لتراجع كل هذه الأعداد لمنطقة وسط البلد وتم التجمع والالتحام مرة أخرى في مسيرة كبيرة في منطقة وسط البلد كاملة مع ازدياد الأعداد والترحيب الحار والتشجيع من أهالي وسكان المنطقة.
المسيرة توجهت الى ميدان رمسيس بدون أي تواجد أمني نهائي ومن ميدان رمسيس توجهت الى نفق شبرا وهنالك بدأ الأمن من الجهة الأخرى من النفق بالهجوم علينا مرة أخرى بعنف وتم الرد عليهم بقذف الحجارة عليهم.
استمرت هذه العملية حوالي 15 دقيقة الى أن تم محاصرتنا والهجوم علينا وتفتيت المسيرة في حواري السبتية.من هنا بدأت المسيرة تضعف لأسباب التفرق في أماكن جديدة تماما على كل الموجودين وأيضا صعوبة الوصول لأماكن التجمع الجديدة وهجوم قوات الأمن بقنابل مسيلة للدموع مرة أخرى.
اتجهت المسيرة مرة أخرى بعد التجمع الى روض الفرج ومازالت قائمة الى الأن ومازال مسلسل الكر والفر قائم بين المتظاهرين والأمن.

فيه تفصيل كتير جدا مذكرتهاش ومش هقدر أذكرها النهاردة بس ده كان أهم أحداث اليوم.

الإصابات:اصابة في الكتف الأيسر بطلق مطاطي وكدمات في جميع أنحاء الجسم هذا غير الإرهاق الجسدي الغير طبيعي.
المكاسب: الحمد لله أنا النهاردة كسبت نفسي وكسبت وطنيتي وان شاء الله مستمر في التظاهر والأضراب الى أجل غير مسمى.