أنا برده روحت يوم واحد و كأنه كان نسخة من اليوم اللى بيتحكى فى الموضوع
أنا برده روحت يوم واحد و كأنه كان نسخة من اليوم اللى بيتحكى فى الموضوع
اسلوب كويس جدا.
متابع باهتمام
انا رحت امبارح برضه
ورحت مخصوص لهدف واحد عشان اعرف الاشاعات اللى بتتقال دى مظبوطة ولالأ
وملقيتش لا اخوان ( هما موجودين بس مش زى ما الناس بتقول إن كلهم اخوان)
واغلب اللى كان موجود شباب عادى جدا
وخدت جولة فى الميدان كله
مكنتش بهتف لإنى كنت مركز اكتر فى وشوش الناس واغلبهم ناس عادية جدا وبسيطة
بس اللى لاحظته فعلا ان العدد كان قليل
كان حوالى تقريبا لا تجاوز 100000 بالرغم من ان امبارح كانت المفروض تكون مظاهرة مليونية
وموضوع كنكاكى طلع اونطة
وان فى جهات هى اللى بتمد المتظاهرين بالطعام لقيت الجهات دى ناس قاعدة بشوية اكل عمالين يبيعوه للناس وناس تانية بتعمل شاى
وفعلا كل اللى مكتوب شفته بعينى امبارح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو الجزء الثالث من مذكرات ليلة في سبيل الله
أسأل الله أن يرزقني أجر هذه الليلة وأن يرزقني الاخلاص
افترقت عن صديقي بعد الجولة وتمشيت وحيدا قليلا
بدأت الآن أن أفكر في الأمر الأصعب
كيف سأبيت ليلتي؟
كيف سأنام؟
كيف سأطمئن وأنام وهناك احتمال في كل لحظة أن يهجموا على الميدان؟
أسئلة كثيرة
المهم استعنت بالله وتوجهت إلى الحدائق بجوار جامع عمر مكرم لعلي أجد مكانا في الحدائق فهو أفضل من النوم على الرصيف بالنسبة لي وخصوصا أني غير مستعد بأي غطاء أو بطانية
ذهبت إلى هناك ووجدت الآلاف يفترشون التراب
أفضل أماكن النوم هي التراب فهي أفضل من الأسفلت
لا يوجد موضع لقدم
ذهبت إلى المكان الذي به صديقي الذي يبيت منذ بضعة أيام
وصلت ولكن أي هؤلاء الناس هو صديقي
الناس على الأرض تبدو متشابهة
لن تعرف من هو عامل ومن هو مهندس ومن هو صاحب شركة الكل متشابه
فقررت أن أرن بالتليفون لصديقي لأعلم أين هو بالضبط
فوجدته ينام أمامي بمتر واحد
فجلست في مساحة صغيرة جدا لا تكفي للنوم بجواره
فإذا هو يقوم من مكانه ويقول لي نم مكاني
رفضت طبعا ولكنه أصر قائلا لقد نمت بما فيه الكفاية
فقام ونمت أنا مكانه ثم جاء بغطائه فألقاه علي أنا ومن بجواري وجاء بحقيبة لأضعها تحت رأسي
فأصبحت من المنعمين بغطاء وأنا نائم على النجيلة فهي أفخم منازل النوم في هذا الميدان
وتذكرت نعم ربي علي وأنا أنام وسط الدفء ببيتي وحمدت ربي على نعمه علي
بل وحمدته أكثر أن كتب لي هذه النومة الشريفة جدا
لم أذهب في النوم ولكن بدأ ظهري وجسدي في الراحة
وأنا مستلقي أنعم بالغطاء أنا ومن بجواري الذي لا أعرفه
ثم قام الشخص الذي بجواري ليبحث عن شيء يضعه تحت رأسه
فعرضت عليه معطفي فرفض بشدة وأصر على أن ألبسه ثانية
وظللنا مختلفين إلى أن اتفقنا أن أضع الحقيبة التي تحت رأسي في المنتصف وهو يضع رأسه على طرف منها وأنا على الطرف الآخر
وتبادلنا حديث قصير ثم سكتنا ليحاول كل منا النوم
لم أنم ولكنني وجدت نفسي أرتاح جسديا
ثم فجأة سمعت دوي إطلاق نار بعيد
وصوت الدق على اعمدة النور بالحجارة وصفارات لمئات الناس
وتلك علامة الهجوم
ففزعت قائما أنظر لاتجاه الصوت والكثير من الناس قاموا والبعض بدأ يجري ناحية الصوت
والبعض يهتف في الناس بالهدوء وأن يطمئنوا لأن العدد عند كل بوابة كثير فلا داعي للتدافع
ونظرت فإذا الذي بجانبي نائم مستلقي كما هو
فسألته فقال لي نحن تعودنا على ذلك
ففي الكثير من الأحيان تكون مناوشات بعيدة
لا تستدعي القيام لها
وسمعت البعض يقول أنهم يجربون استجابة الناس ولكي يكونوا مستعدين
وعلمت أنه في حالة الهجوم الحقيقي سيكون الوضع أكبر وسنعرف ساعتها
فرجعت ثانية إلى النوم بعد هدوء الأصوات
وبعدها بربع الساعة تكرر الموضوع وفي هذه المرة لم أقم وانما فقط انتبهت لكي أنظر هل سيدوم أم يرجع إلى الهدوء
ما لبثت أن تعودت على سماع إطلاق نار بعيد وأنا نستلقي لا أحرك ساكنا
استمر الوضع حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل
ووجدت جسدي قد نال قسطا جيدا من الراحة
فوجدت شخصا يبحث عن مكان ينام فيه فقمت وتركت له مكاني
وبدأت أتجول في الميدان
وجدت البعض يصلون صلام القيام
فصليت معهم ربع ركعات
ثم أكملت الجولة
نظرا لأن العدد أقل من الصباح بالطبع فكانت الحركة أسهل
فرأيت كتل متجمعة منهم من يستمعون إلى أغاني وطنية
وأشعار مسجلة
ومنهم من هو مستلقي على الأسفلت في الميدان
وبعص الناس تتحدث سويا
دخلت في بعض الأحاديث مع أناس لم أعرفهم من قبل حول الوضع الحالي
ومن أفضل من تكلم معي أم في الأربعينيات من عمرها حكت لنا أن ابنها رافض تماما ما يحدث هنا وأنها لم تستطع اقناعه فتركته ونزلت هي وقالت له سأنزل من أجلك ومن أجل مستقبلك أنت ومن هم مثلك
الجانب الرائع في كل الناس هناك هو درجة الوعي العالية جدا مهما اختلفت درجة العلم والثقافة
فالكل واع بدءا من أبسط الناس إلى أكثرهم ثقافة
أكملت جولتي وعدت إلى الجانب المجاور لمسجد عمر مكرم
فوجدت أناس يقيمون الليل فانضممت لهم
وأكثر ما كان يدور بعقلي في هذا الوضع هو ماذا يخططون لنا الأيام القادمة فنحن نحارب نظام دموي جدا ومن ورائه أمريكا واسرائيل فهم يتمنون بقاءه حتى وإن بدت تصريحاتهم عكس ذلك الآن
فالتخطيط سيكون على أعلى المستويات في مصر وفي الغرب
فما لبثت أن توجهت لربي وفوضت أمري إليه
وتأثرت جدا بالدعاء الذي دعاه الامام الذي صليت وراءه (وهو شاب في العشرينات) في القنوت
والذي فحواه أن يا رب نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس ولا نصير لنا إلاك يا رب العالمين
فإنهم يمكرون بنا فامكر بهم يارب العالمين واجعل تدبيرهم تدميرهم وكيدهم في نحورهم
مع هذا الدعاء اطمأن قلبي تماما فلسنا نواجه كيدهم وحدنا
(أليس الله بكاف عبده)
وتذكرت دائما الآية
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
استمر القيام حتى آذان الفجر
وقمنا فصلينا الفجر في جماعات
وبالمناسبة كاننت هناك جماعات كثيرة لأن صوت الإمام لا يصل إلى عدد كبير
وبالمناسبة صورت قناة العربية هذا أن الاخوان المسلمين يصلون وحدهم ولا يصلون خلف إمام من غيرهم
بئس الاعلام هذا فهذه قذارة
ثم بعد صلاة الفجر ونحن جميعا نعاني من البرد جاءت فكرة عبقرية
لا أعلم من أطلقها
بأن نجري حول الميدان لكي نتدفأ من الجري وفي نفس الوقت نزيد من حماس الناس
فانطلق حوالي الألف أو ألفين شخص يجرون جرية خفيفة للتسخين وهم يهتفون معا في صوت واحد
هتافات مثل إرحل , الشعب يريد اسقاط النظام وهكذا
وجريت معهم مالبث أن انضم لنا الكثير
وصوتنا علا هادرا في الميدان والكل سوانا يقف يصور أو يصفق تشجيعا
وشعرت بالدفء يسري في جسدي
والجميع ازداد حماسه ثانية بعد أن فتر قليلا من النوم أو التعب
بالطبع نظرا لأن لياقتي البدنية لم تسعفني انفصلت عنهم بعد قليل
وسمعت شخصا يهتف في النائمين يا جماعة اصحوا في ناس أرسلهم النظام لكي يقنعوا الناس أن يقللوا مطالبهم وأن مطلب تنحي الرئيس سيسبب فوضى
لم أصدقه فأنا لست متعودا على المؤامرات والناس المدسوسين
ولكن قررت أن أبحث بنفسي
ما لبثت أن وجدت جمعا صغرا به خمسة أو ستة أفراد يتكلمون ومعهم شخص فعلا يحاول اقناعهم بأن ما حدث حتى الآن يكفي
وأن الدستور لا يسمح بكذا ولا كذا وأن هناك مشكلة دستورية
وهذا الهراء الذي تنشره وسائل الاعلام وكأن تعديل الدستور وتفصيله طوال ثلانين عاما من القص والزق كان ممكنا والآن أي تعديل أو تغيير الدستور مستحيل
نظرت في وجهه وفي عينيه فعرفت ما قصد صاحب النداء
فهذا الشخص ببدلة شعره مصفف بعناية يميل إلى السمنة ويمسك سيجارة ينفخها بعصبية مع رسم ابتسامة لم تنجح أبدا في تغطية عصبيته الشديدة
فعرفته مالبث من حوله أن سألوه لماذا أنت هنا ومن أنت بالضبط سكت
وعلمت أنه ممن يحاول النظام ارسالهم لإثناء الشباب عن مطالبهم
فوقف حوله من الناس من يهتفون بوجهه "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو يرد بابتسامة عصبية ويشيح بوجهه بعيدا في حركة عصبية وهنا اطمأننت فمثل هذا لن ينجح أبدا مع من في الميدان
فهم ليسوا كمن يستمعون ويصدقون الاعلام المصري
أكملت طريقي في الميدان لأرى سيدة عجوز تجلس على الرصيف تشكو حالها وأن زوجها مات وكيف عانت في هذه البلد
وبعض الناس ملتفة من حولها تصورها وتستمع لها
لم أسمع تفاصيل منها وسط الازدحام ولكن رأيت بعينها معاناة يعانيها الملايين تحت هذا النظام
وعندما سكتت جاء أحد من كان يصورونها ليقبل رأسها
تأثرت كثيرا بهذا المشهد
ثم استمريت في المشي مع بزوغ النهار لأرى الناس ورأيت أمثلة رائعة
أب يجلس بجانب ابنته التي تبلغ حوالي الخامسة عشر من عمرها
وفكرت ألم يخش هذا الأب على بنته
وأي درس عظيم يعلمه لها والدها بالتواجد والمبيت في الميدان
استمررت في السير حتى السابعة صباحا وتوجهت للخروج من ناحية كوبري قصر النيل فودعني المنظمين شاكرين ومتمنيين عودتي وسألني أحدهم مداعبا
أخدت وجبة كنتاكي؟
فرددت مداعبا
أخذت وجبتين.
فقال لي
ضحكوا عليك لك خمس وجبات ارجع فخذ ثلاثة أخرى
وايتسمت ضاحكا وخرجت من الميدان وعبرت كوبري قصر النيل
وسط مشهد الطبيعة الساحر على النيل في هذا الصباح
وذهبت إلى المترو عائدا إلى بيتي
وأنا أنوي بإذن الله أن أعود
لتلك الحفنة من البشرية التي تفخر بها البشرية أجمعين لا مصر فقط
انتهى
:)
يالله . الحمد لله
جزاة الله خيرا وجزاك
جزاك الله خيرا
بجد ربنا يحمى المصريين كلهم رجال وسيدات وبنات واطفال ربنا يحمينا يا رب
عارفين يا جماعه
انا زوجتى كل يوم بليل بتنيم ابنى الطفل الرضيع وبتقوله بكره تصبح ان شاءالله فى مصر الحره
ولما بيصحى بتقوله مصر لسه مش حره بس بكره حتبقى حره ان شاءالله
وكل يوم بليل تقوله تصحى ان شاءالله فى مصر الحره
ويا رب كلنا نصحى فى مصر الحره
يا رب
:Ta_clap[1]: