الموضوع متفبرك يا جماعة الخير من أجل إيصال رسالة مضمونها لا تصدق كل ما تقرأة
وأستعين بمقالة لإبراهيم عيسى عنوانها لا تصدق الدستور
لا تصدق الدستور
أدعو القارئ ألا يصدق «الدستور» بسرعة، ولا أي صحيفة أو مجلة أخري، لا تسلم عقلك هكذا سريعًا ، فكر وتدبر وحاور وناور وقاوح واتلامض وناقش وجادل كل سطر في كل صحيفة، فما أدراك، ربما نريد أن نسطو علي عقلك ونسيطر علي أفكارك فلا تسلمها لنا ببساطة، بل اجعل اقتناعك مهمة صعبة علينا ، تستاهل أن نبذل جهداً أكبر وتعباً أكثر كي تصدقنا ، ما يمكن احنا فهلاوية أو لنا مصالح أو أغراض ولابنشتغل من أجل جهة معينة أو بنشتغلك ، حد عارف ولا حد ضامن ولا مآمن!!
لايعني أنني كاتب وأنت قارئ، أنني أفهم أكثر منك أو أن لدي ما يستحق أن تصدقه، أنت الطرف الأقوي واليد العليا من الممكن أن تصدق أو ترفض.
أرجوك لا تصدقناسريعاً.
نحن نملك أدوات التلاعب بالعقول، الصحافة والإعلام التليفزيوني والشيوخ والوعاظ علي المنابر والقساوسة في الكنائس، واستيقظ وانتبه لهؤلاء جميعاً وافتح مخك جيداً، وتربص بأخطائنا واكشفها علي الملأ، أنت مواطن وقارئ تشتري بضاعتنا فافرض شروطك، أن نلتزم الموضوعية، أن نكتب أخباراً صادقة، أن نعلن عن أخطائنا.. أن نقدم دليلاً علي آرائنا.
لو اجتمع التلاعب الإعلامي مع عقل قارئ أو متفرج سلبي فإن المشكلة تتفاقم والأكاذيب يمكنها أن تتسلل ثم تتغلغل وتتسرب ثم تسكن وترقد «وتتعفن» في دماغ المجتمع، وجزء هائل من البلاوي التي نحياها سببها أن الإعلام تليفزيون وصحافة حكومية ومعارضة ومستقلة وباذنجانية، يكذب طول الوقت ويكرر الكذبةوأنت من فرط ذوقك وكسلك أو من فرط تفريطك في عقلك وإفراطك في شراء دماغك صدقت ياعيني وعشت كل كذبة والتانية ، إعمال العقل وتشغيل الجمجمة هو أمل مصر الوحيد فى ألا تظل مصر التي نعرفها معاكم معاكم عليكم عليكم ، دعني أستشهد لك بكبيرنا الذى علمنا السحر ففي 15 سبتمبر 1972 كتب محمد حسنين هيكل في مقال له جزءاً من حوار أجراه مع صاحبة فندق كان يقيم فيه في سالزبورج.
سألته السيدة: هل ستقابل كيسنجر هنا في هذا الفندق أو أن اللقاء سيتم خارجه؟.. ويروي هيكل: نظرت إليها بدهشة وسألتها: من الذي قال إنني سأقابل كيسنجر؟ فقالت لي: أووه مستر هيكل إن القصة كلهامنشورة في الصفحات الأولي من جرائد سالزبورج هذا الصباح، ثم أضافت وصوتها يتهدج بالرجاء: من أجل خاطري دع هذا اللقاء يتم هنا ، إنه سوف يجعل من هذا الفندق مكاناً مشهوراً.
ويكمل الأستاذ هيكل: تناولت منها صحف الصباح التي كانت تحملها ورحت أحاول استقراء السطور ثم قلت لها ضاحكاً:
ـ وهل تصدقين الصحف ؟
وسألتني باستغراب:
ـ ألست أنت صحفياً؟
وقلت لها على الفور:
ـ إذا كانت تجربتي مع الصحافة أكثر من ثلاثين سنة قد علمتني شيئاً فهو ألا أصدق كل ما أقرأه في الصحف!
فلا تصدقنا كثيراً وسريعاً وحياة والدك
المفضلات