الناس فاكرة ان تطبيق الحدود شئ سهل
اولا ان تطبيق الحدود لا علاقة له بشكل الدوله ولكنه اقرب الى قانون العقوبات
ثانيا : سندخل في اشكالية على اي مذهب سيتم تطبيق الحدود ؟
وهل نلتزم بالمذاهب الفقهية الاربعة ام نتجه الى الفقه العصري لعلماء الامة الان على الاقل في بعض المواد
اعطي مثال
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة : 38]
اكثر حد تخاف منه الناس هو حد السارق
هناك تفاوت كبير في شروط حد السرقة
اسهلها مذهب الامام الاعظم ابي حنيفة الذي يضع شروطا صعبه لتطبيق هذا الحد لدرجة صعوبة تحقيقه
حتى كلمة "يد" في قطع يد السارق عليها اختلاف في معناها
فالمذهب الاباضي "الخوارج" يرى ان اليد تبدأ من الكتف الى باقى المذاهب التي تتفاوت في تعريف اليد ولكن معظمها يتفق على انه من المعصم وقد قرأت بعض الفتاوي ان يكتفى حتى لو بقطع عقلة اصبع
انا شخصيا سأقول لكم ما استنبطته من قطع اليد وسأذكره لاول مرة هنا
على وجهين
الوجه الاول بالمعنى الحقيقي
اقول ان قطع اليد يعني جرحها فقط
مستندا بدليلي من القرآن حيث ذكر قطع اليد في اية ثانية وهي ايه النسوة الاتي قطعن ايديهن في سورة يوسف
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ [يوسف : 31]
تفسير الكشاف/ الزمخشري
{ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } جرحنها، كما تقول: كنت أقطع اللحم فقطعت يدي، تريد: جرحتها
تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي
{ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } جرحنها بالسكاكين
تفسير فتح القدير/ الشوكاني
{ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } أي: جرحنها، وليس المراد به القطع الذي تبين منه اليد، بل المراد به: الخدش والحزّ، وذلك معروف في اللغة كما قال النحاس، يقال: قطع يد صاحبه إذا خدشها. وقيل: المراد بأيديهنّ هنا: أناملهنّ، وقيل: أكمامهنّ. والمعنى: أنه لما خرج يوسف عليهنّ أعظمنه
ودهشن، وراعهنّ حسنه حتى اضطربت أيديهنّ فوقع القطع عليها، وهنّ في شغل عن ذلك، بما دهمهنّ، مما تطيش عنده الأحلام، وتضطرب له الأبدان، وتزول به العقول "
الوجه الثاني بالمعنى المجازي
اي قطع اليد تعني الردع من السرقة بأي عقوبة سواء الجرح او عقوبة اخرى كالجلد او الحبس
لان كلمة "يد" وردت في القرآن كثيرا بمعاني مختلفة لا تعني اليد الجارحة او العضو
مثلا
بسط اليد يعني القتال وكف اليد تعني عدم القتال في الاية التالية
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [المائدة : 11]
او تعني التملك والاستحواذ
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [الأنفال : 70]
والايات كثيرة في معاني اليد
مثال
وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْاْ أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّواْ قَالُواْ لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف : 149]
الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [التوبة : 67]
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ [إبراهيم : 9]
واذا اخذنا الاقدام كشبيه بالايدي
ففي الاية
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد : 7]
فتثيت الاقدام لا يعني التصاق الاقدام بالارض وشل حركتها ولكن يثبت اقدامكم اي يقويكم ويمكنكم
فاذا قلت "سأقطع رجل فلان من هذا المكان" اي ساقوم بعمل يردعه لكي لاياتي المكان ولا يعني انك ستحضر سيف وتقطع رجله
وبالمثل "ساقطع يد فلان من السرقة " اي تاتي بعمل يردعه من السرقة ويعاقبه عليها
في النهاية اريد ان اقول
ان "قطع اليد" لا يعني بالضرورة جز اليد الجارحة او العضو من المعصم ورميها ولكن ثبت في القران ان لها معان اخرى تعطينا مجال للتوسع الفقهي في الحكم على حد السارق والله اعلم
واريد ان اؤكد ان هذا استنباطي الشخصي كانسان مسلم يتدبر ايات الله بما يشاء الله لم اسمعه من احد ولم اقرأه بقلم احد ولهذا يحتاج للعرض على العلماء لابداء قولهم فيه
والله اعلى واعلم
المفضلات